fbpx
المواطن العربي وذُعْرُ ما بعد الخطاب

منذ عقود طويلة لم يتغير خطاب الحاكم العربي باختلاف أسماؤهم وصفاتهم هي تلك اللهجة التي تجعل المواطن يعيش حالة ذُعرٍ وخوف بعد أن يكون قد تلقى في خطابات الزعيم كم هائل من ألفاظ الوعيد والتهديد الموجهة له والتي يغلفها الحاكم بالوطنية وسيادة الدولة حتى في أفضل حالات الأمن والاستقرار في البلد  لا تجد خطاباتهم تخلو من إشعار المواطن انه يعيش حالة ترقب لهجوم أو تحيط به مؤامرات كونية يجب أن ينتظر دوره ليُقدّم كقربان لرد تلك اللعنات .

يُطَمْئن الحاكمُ العربي الشعبَ أنه يقف سدا منيعا ضد من تسوّل له نفسه المساس بأمن الوطن وسيادة الدولة هذا شكليا أما حقيقة الأمر فهو يحذر الشعب ويتوعده إن فكر بالمساس بأمن الرئيس أو حدّث نفسه عن سرقاته وفساده وإرهابه للشعب،

 لا تمر مناسبة وطنية أو حتى دينية إلا وتجد الحاكم يحشو خطابه بكلمات الحرب والحبس والملاحقة ويطمئن الشعب أنه بالمرصاد للجميع ،

قلما تجد في خطاباتهم عبارات تتحدث عن خطوات فعلية لأجل الاستقرار والازدهار والتنمية بل إنه يظل يعدد منجزاته و معجزاته التي لم يأت بمثلها أحد من العالمين مشاريع هشة و منجزات كاذبة ومع ذلك حين يسردها للشعب يأت بها على سبيل المنّ أن لولاه لما بقي الشعب على قيد الحياة

لا تجده يتحدث عن حقوق المواطن وواجبات المسئول أو يتوعد كل مسئول فاسد بالمساءلة  والملاحقة ويعطي المواطن صاحب السلطة الحقيقية الحق في محاسبة المقصر .

بل إن الحاكم حين يكثر من كلمات مثل الوطن الدولة الأمن السيادة الثورة الحرية فما هي إلا ضوء اخضر منه لزبانيته أن أطلقوا أيديكم في هذا الشعب اقتلوا واحبسوا وانفوا من يفكر أن يُعْمِلَ عقله أو يُطَالِب بحقه في حياة كريمة فما فائدة الوطن إن لم يكن متنفس للحاكم يأخذ منه ما يشاء أنّى شاء!!

من وقف للحاكم محاولا تصحيح المسار المعوج فتهمته جاهزة و الجلادين رهن الإشارة .

قبل أيام شاهدت خطابا للطيب رجب ينهى شعبه أن ينحني لمسئول أو يخفض له جناحه يستفز فيهم مكامن الإباء و يدفعهم نحو قول الحق و الاعتزاز بآدميتهم وانتمائهم بعيدا عن سيطرة الدولة حاكم مسلم يخاطب شعبه كما ينبغي و بما دعا إليه الشرع ،

وقبلها سمعت خطابات لرؤساء أجانب يَعِدون شعوبهم ويوفون بما وعدوا يخاطبون الشعب كمراقب عليهم يطلبون رضاه وشتان بين خطاباتهم لشعوبهم وبين خطابات العربي المقيت ،

هنا في اليمن تابعت مقابلات لعلي صالح ولمسئولين يزعمون أنهم يتبعون الشرعية كلها تحمل ذات النفس الكريه المليء بالحقد والعداء وتدعو للقتل وإذكاء نار الأحقاد فقط لاختلاف في الفكر والتوجه،يعزو علي صالح روحه الانتقامية إليهم ويحرض عليهم، وأولئك المسئولين يعزون فشلهم لأشخاص لا علاقة لهم بما يحدث من فساد وسوء إدارة لما تحت أيديهم ،

حقا إنه شعور بالقرف وأنت تتابع مثل هذه العقليات المريضة لا هم لها في الحياة ولا هدف لهم في مناصبهم إلا تفتيت النسيج الاجتماعي والفتك بمن يخالفهم أو يعترض على أدائهم .

 أما واجباته نحو وظيفته أو حقوق شعبه فلا مكان لها في نفوسهم الفاسدة

ترى كم نحتاج من ثورات لتقضي على الفساد المعشش في رأس الحاكم  العربي؟؟

خاتمة شعرية:  للشاعر احمد مطر

صورة الحاكم في كل اتجاه

نعمة منه علينا

إذ نرى حين نراه

أنه لما يزل حيا

و ما زلنا على قيد الحياة !!!!