fbpx
إعلان عدن التاريخي ليس كما قبله..!

 

كتب : سهى عبدالله محمد

إن وضع الجنوب بعد 4 مايو 2017م سيكون ليس كما قبله، لأن هذا التاريخ المفصلي والتفويض الشعبي أحدث تحولا نوعيا كبيرا في مسار الثورة الجنوبية، بل وفي حياة الناس الذين تدفقوا من كل حدب وصوب إلى عدن لرفض قرارات الشرعية وإثبات ان الجنوبيين هم فقط من يقرروا مصيرهم.

 

وكان تفويض القائد عيدروس الزبيدي لقيادة المرحلة وتكوين الحامل السياسي الجنوبي أمراً طال انتظاره طويلا، والذي نرجو ان يتم الإسراع في إنجازه لان المرحلة معقدة ومتطلبه تكاتف الجميع للخروج من عنق الزجاجة والسير نحو الهدف المنشود.

 

نحن في هذه المرحلة بحاجه ماسه لتحقيق الكثير من التكاتف والتعاون بين مختلف القوى الجنوبية كما اننا بحاجه لتوثيق عرى اللحمة الجنوبية والحفاظ على النسيج الاجتماعي الجنوبي لان هذا سيساعد على تقارب الرؤى والأفكار لتصب في بوتقة واحدة وفي سبيل تحقيق هدف الشعب الجنوبي في الحرية والاستقلال، وتكوين الكيان الجنوبي والمجلس من كل المكونات الجنوبية المؤمنة بالحق الجنوبي وإشراكها بشكل فعال وإعطاءها حقها في تقديم الشيء المفيد للوطن ، فالظروف الان أصبحت مهيأة لقيام الكيان وذلك سيكون إخلاصا منا لدماء الشهداء وانين الجرحى ونواح الثكالى على طول أرض الجنوب وعرضها .

 

الجنوب هو وطن وهوية لكل أبناء الجنوب وعليه لابد ان يتم التوافق بين كل أبناء الجنوب على أساس الشركة المتساوية بين الجميع، واستقطاب الافراد ذو الكفاءات والخبرات من مثقفين وسياسيين واقتصاديين ورفد الكيان أو المجلس بالروح الشبابية يعطي الكيان الكثير من الزخم والتجدد.

ولا ننسى ان الشراكة المتينة بين المقاومة والحراك الجنوبي وقوات التحالف قد تم تعميدها بالدم على أرض المعارك ضد العدو المشترك وعلى الأشقاء في التحالف إدراك ذلك، مع العلم ان أبناء الجنوب لم يحاربوا من أجل الوحدة أو شعب الشمال وإنما ناضلوا من أجل الأهداف المشتركة التي لا تنفصم مع دول الاشقاء العرب.

 

وهو في الحقيقة نضال كان لابد فيه ان يكون من اجل  من أجل إستعادة تحرير وطنهم واستعادة دولتهم، وعلى الجميع إدراك ذلك والهدف المشترك بيننا وبين التحالف هو درء شر التقدم الحوثوعفاشي والمد الفارسي صوب ارض الجنوب وباب المندب.

 

وقد ونجح الجنوبيين كشريك للتحالف فكانوا معهم يدا بيدا في كل خطوه يخطوها وداعم قوي لا يستهان به كونه نابع من الدفاع عن المصير المشترك  .

الإرادة الجنوبية ستزداد قوتها بتكوين الحامل السياسي الذي فوض بتكوينه القائد عيدروس الزبيدي على ان يشمل كل قوى الطيف السياسي والحراكي الجنوبي وان يكون هذا الحامل قادرا على إدارة وتمثيل الجنوب على المستوى الداخلي والخارجي مع كامل الصلاحيات والإجراءات التي تهدف إلى تنفيذ الإعلان.

والمطلوب من القوى الجنوبية وأد أي تباينات في هذه المرحلة الفاصلة، وإذابة الحواجز ونبذ الانانية والتفكير بمصلحة الجنوب واختيار ما هو افضل.

فتكوين الكيان في هذا الوقت الحرج يعتبر طوق نجاه للجميع فهو يحمل عوامل النجاح اذا تم التعاون والعمل بشكل قوي ومنظم ومن الضرورة بمكان التحرك السريع لكي نضمن وصول سفينة الوطن الجنوبي الى مرافئ الأمان.

ونتمنى ان تتكاتف جهود كل القوى الجنوبية في وجه كل العراقيل التي ستقف في وجه إنجاز الحامل السياسي الجنوبي فالمرحلة دقيقة وصعبة، ولكن بشيء من الجدية والعمل المخلص الدؤوب يمكن تجاوز تلك العراقيل.