fbpx
الزحف المقدّس- المليونية النوفمبريّة /بقلم : علي بن محمد اليافعي
شارك الخبر
الزحف المقدّس- المليونية النوفمبريّة /بقلم : علي بن محمد اليافعي

الزحف المقدّس- المليونية النوفمبريّة

 

بقلم : علي بن محمد اليافعي

في البداية نهنئ شعبنا العظيم بعيد الاستقلال عيد الجلاء من الاستعمار البريطاني عيد الـ 30 من نوفمبر لعام 1967م والذي صادفت هذه الذكرى يوم الجمعة الماضية 30 نوفمبر 2012م وقد خرج شعبنا بمسيرات حاشدة في المنصورة وفي المكلا وفي جميع محافظات الجنوب وصفت بالمليونية تناولتها كثير من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة ، العربية  والعالمية ، وشاهدها العالم أجمع فباركها المؤيدين وشهد لها المحايدين وحاولوا الذين لم يرق لهم ذلك التقليل منها رغم إرباكها لهم.

المليونية التي خرجت في عدن ، عدن التاريخ ، عدن الحضارة ، عدن السلام والمحبة ، هزّت الجنوب واليمن ككل وبلغت هزتها إلى أمريكا كما تابعنا بصحيفة لواشنطن بوست وإلى أوربا كما تابعنا في  بعض الصحف الفرنسية والنمساوية وغيرها من الصحف الأوربية.

إن ما حدث يوم الـ 30 من نوفمبر 2012م هو أكبر عرض للعضلات وخاصة من قبل الحراك الجنوبي لأن اليمن كله شمالا وجنوبا يمر بوضع صعب وبمرحلة حساسة خصوصا وأننا نقترب مما يسمى بالحوار اليمني أو الوطني كما يحلو للبعض تسميته ، فالمنصورة كانت حلبة الحراك الجنوبي وأنصاره وكريتر كانت حلبة الإصلاح وأنصاره رغم التعليمات التي وجهة للجيش والأمن في عدن ممن هو فترة راحة بالتوجه باللباس المدني إلى ساحة الإصلاح في كريتر ورغم الباصات التي أتت من المحافظات الشمالية محمّلة بالمتظاهرين التي يتبنى تمويلها رجل الأعمال اليمني حميد الأحمر وصلت  إلى ساحة الإصلاح في كريتر حتى الموظفين الجنوبيين أجبروهم على الذهاب إلى ساحات الإصلاح ، يريدون ترك أنصار الحراك الجنوبي لحالهم في ساحة المنصورة ليظهروا للعالم أن عناصر ومؤيدي الحراك قلة من أجل الضغط عليهم للقبول بحوارهم المزعوم.

فقد شاهدنا خلال اليومين التي سبقت يوم الجمعة الموافق 30 نوفمبر حشد لا باس فيه في المنصورة ومع الساعات الأولى من صباح الجمعة بدء أبناء الجنوب بالتوافد إلى ساحة الشهداء في المنصورة فعند الساعة الثالثة عصرا وصل العدد إلى (800) ألف شخص كما نقلت بعض المصادر وبعدها وصل العدد إلى ما يقارب المليون مع تعثر الكثير من الوصول بسبب النقاط الأمنية والبعض الآخر لم يصل بسبب الازدحام.

وقد ظهر الحراك الجنوبي في ساحة الشهداء بالمنصورة  بمنظر يبكي المؤيد والمناوئ معاً فيبكي المؤيد فرحا ويبكي المناوئ حزنا وخوفا ، منظر لم أشاهده من قبل رغم أنه لم يمر عام على الثورات العربية ولكن ما شاهدناه أمس يختلف تماما لأنه أتى رغم المكائد ورغم الحصار الإعلامي ورغم الحرب العسكرية والنفسية ورغم الظروف فعندما تأتي هذه الجماهير متحدية كل الصعاب يكون لها طابع خاص عند المشارك والمشاهد، رغم إدراكنا أن الحراك الجنوبي هو من ألهم الثورات العربية وعلمها كيفية النضال السلمي.

ورغم محاولة التخفيف من هول الصدمة عند أعداء شعب الجنوب قال البعض بأنهم سمحوا لأعضاء المؤتمر بالمشاركة بمسيرات الحراك ونقول لهم أبناء الجنوب سيظلون أبناء الجنوب سواء كانوا مؤتمريين أو إصلاحيين أو غير ذلك فمن حقهم إن يختاروا ما يريدون ونحن نحترمهم حتى من خرجوا في كريتر القليل منهم جنوبيين ونحترم رأيهم.

ولكن دام العالم قد شاهد المليونية النوفمبرية هل يعيد بن عمر ترتيب حساباته من جديد أم أنه يؤجل القضية الجنوبية إلى حوار آخر أم ماذا؟ لان ثلث الشعب الجنوبي قد خرج يوم الثلاثين من نوفمبر وقال كلمته والبقية استبشروا بما شاهدوا ووافقوا على ما رأوا ، إذاً فماذا أنتم فاعلون؟

(أم نجم للحمر على نجم الأسد ولا قده نجم لحمر بالصميل) الذي يثير الاستغراب إنكم تدعون الجنوبيين إلى المشاركة في الحوار وتقولون حوار مفتوح يطرحون ما يريدون من دون خطوط حمراء ،  وجميعكم تقولون يجب حل القضية الجنوبية بما يرتضيه شعب الجنوب فها هو شعب الجنوب قد خرج وقال كلمته التي ضحى وناضل من أجلها وهذا ما يرتضيه إذاً أعلنوا إنكم مع ما قاله الشعب الجنوبي في يوم الثلاثين من نوفمبر وحاوروه على استعادة دولته.

فكيف تريدون من قيادة جنوبية ذات وزن كبير أن تنصبونهم يحاورن باسم الشعب الجنوبي داخل مقر الاجتماع وهم يعرفون النوايا التي تريدونها من الحوار! هؤلاء القيادات لا يرتضون لأنفسهم أن يضعون أنفسهم بالمكان الخطأ خصوصا بعد إن شاهدوا مليونية الزحف المقدّس.

فالأفضل أن يتم حوار شمالي – شمالي  في صنعاء حسب ما نصت عليه المبادرة الخليجية ويتم حوار جنوبي – جنوبي في القريب العاجل إن شاء الله في أي مكان يختاره المتحاورين وبعدها يتم حوار شمالي _ جنوبي في أي مكان يتفق عليه حتى يكون الحوار ذات جدوى.

ما نقوله ليس خصومه لإخواننا في الشمال فهم إخواننا حتى تقوم الساعة إن شاء الله ونكن لهم كل الاحترام والتقدير إلى الآن ولكن يجب إن نقول ما نراه بالصالح العام بصالحنا وبصالح إخواننا في الشمال وإخواننا في الشمال يدركون إن 22 عام من الوحدة كما يسمونها عانينا جميعا من الفقر والمرض والحروب إذاً ما هي الفائدة من اسم الوحدة إذا كان الواقع مرير وكم قتل أشخاص ونساء وأطفال أبرياء بدعوى الدفاع عن الوحدة برأيكم هل يجوز قتل شخص قال أنا ضد هذه الوحدة؟ وتعرفون عن ماذا نتحدث وما هي الوحدة!.

وهل يرتضي إخواننا في الشمال ويرون إن باستطاعة أكبر قوة في هذا العالم إسكات المليونية التي شاهدتموها يوم الثلاثين من نوفمبر 2012م، أرى إن محاولة فرض حلول على شعب الجنوب لم يرتضيها معناها تصدير الحروب والمشاكل إلى المستقبل ومعناها استمرار الفقر والمرض والاغتيالات ولكن بعد فشل الحوار قد تكون بوتيرة عالية أو دون رجعة لو سمح الله ، أنتم شاهدتم بعد حرب 1994م وكان الوضع يختلف عمّا هو عليه اليوم كيف تصدرت المشاكل والحروب حتى وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم هل تريدون تكرار ذلك؟ وهذه المرّة تختلف عن المرات السابقة كما ذكرت هي تصدير بدون توريد يعني خرج ولم يعد كان هنا يمن فلماذا لم نعطِ الناس حقوقهم؟!! وعليكم أن تعلموا أن بعد اليوم لا أحد يستطيع ظلم وإسكات تلك الملايين ومحاولة ذلك هي من عمل الشيطان وقد تؤدي باليمن شمالا وجنوبا إلى المجهول.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

والله من وراء القصد،،،

أخبار ذات صله