fbpx
ثورة على القذارة / حسين القملي
شارك الخبر
ثورة على القذارة / حسين القملي

“الشعب يريد” .. هذه هي العبارة التي قلبت أحوال العالم العربي في السنة الماضية، لكن السؤال: هل هذه هي آلية التغيير الوحيدة التي تمتلكها الشعوب؟ الجواب: بالطبع لا؛ فهناك آليات أخرى مثل مؤسسات المجتمع المدني، وهناك الجهود الذاتية التطوعية. والمسؤولية الأخلاقية تلزم هذه المؤسسات الموازية لمؤسسات الدولة أن تعمل وفق مبدأ التكامل الإيجابي مع المؤسسات الحكومية.
إن مشكلة النظافة – على سبيل المثال – ليست مشكلة الدولة وحدها، بل هي مشكلة الجميع دون استثناء. وعلى المؤسسات المدنية والفعاليات الشعبية مسؤولية لا تقل عن مسؤولية الدولة. ولا شك أن الشعب يريد النظافة، بمفهومها العام والشامل، وإن كان – لسبب أو لآخر – لا يسعى إلى تحقيقها بصورة عملية.
ويبدو أن هذا الحال سيستمر على ما هو عليه، ما لم تتحرك الفعاليات الشعبية نفسها لإطلاق ثورة ضد القذارة في الشوارع والأماكن العامة على الأقل. فهل ننتظر من هذه المؤسسات ومن الأفراد عموماً مبادرة شاملة تعلن الحرب على القذارة المنتشرة في كل مكان؟
إن حرباً من هذا النوع على الظواهر الحسية للقذارة، وإشاعة الجمال، ستحقق في أعماق الأنفس ما لا يمكن توقعه إلا من خبراء النفس. الذين يدركون إلى أي مدى يتأثر الداخل النفسي بتغيرات الخارج المادي. ولعل هذا هو أحد أسرار الآيات الأولى التي تنزلت على النبي (ص) تقول له ” وثيابك فطهر والرجز فاهجر”. إذ أن طهارة الثوب ستكون حافزاً مادياً على طهارة النفس التي يحتاجها فارس النور في معركته ضد الرجز والقذارة بمعناهما الشامل.

أخبار ذات صله