fbpx
متى يستيقظ الطغاة من غيبوبة وهم الخلود !!
شارك الخبر
متى يستيقظ الطغاة من غيبوبة وهم الخلود !!

العدالة والمساواة كما قدمتها أمثولة من تاريخنا عن قائد طلب من حكيم القوم أن يقسم الغنائم فقسمهما بين القائد والقائد فقط بعد أن تلقى صفعة علمته القسمة العادلة ولهذه الأمثولة تجليات عبرت قرونا وها هي الآن مرئية بالعين المجردة فالحكماء المأجورون الذين يعرضون مهاراتهم وذكائهم للإيجار يحولون المهزوم إلى منتصر والخائن إلى بطل قومي والمدين إلى دائن والقرد إلى غزال أما من تسول له نفسه الأمارة بالسوء أن يعلن العصيان فعليه أن يفتح كتاب التاريخ ويقلب تلك الصفحات الحمراء عن فنون التنكيل والتعذيب والقهر بدء من تحويل الآدمي إلى خروف معلق على سفود في النار كما حدث لابن المقفع وليس أنتهاء لمن جرى تذويبهم بالا سيد وان أول محاصيل التكنولوجيا في العالم العربي كانت أدوات التعذيب وأجهزة الكمبيوتر الموظفة وتقصي أخبار من قرروا أن يفكروا ولو للحظة واحدة بان لهم عيون ترى وأدمغة تعمل وأنوفا تشم فالإنسان المثالي الجدير بالقبول في نادي القطيع هو ذلك الذي رسمه عربي مهاجر..وجنوبي مشرد … تطبق على عينيه وفمه وأذنيه ملاقط الغسيل فلا يرى ولا يسمع ولا يشم حتى لان المطلوب منه إن يكون كومة من لحم ودم وعظم فقط منزوع الأعصاب والوعي ..!! إن الزمان ينقسم إلى يومين يوم مسرة ويوم غضب والويل لمن قاده سوء طالعه في يوم الغضب بحيث وقعت عليه عينا النعمان .إن أيام الباتريارك الجديد كلها غضب لان المسرات سرية وهو أب معطاء في ادعائه التفكير نيابة عن الناس والحلم نيابة عنهم لكنه أب شحيح ومصاب بجرثومة قتل الأبناء قدر تعلق المسالة بالموت فالآخرون خلقوا ليتوبوا عنه في الموت لأنه توأم الخلود ولا اعتقد إن هناك طاغية يفكر للحظة واحدة بأنه سيموت لأنه فريسة الوهم بأنه من طينة أخرى غير طينة البشر فهو الضرورة والقدر والإجابة الشافية على كل سؤال ومن أوهامه أيضا انه قادم من المستقبل فلا حاجة للناس من حوله أو تحت قدميه إن يتخيلوا يوتوبيات مضادة لواقعهم الشقي انه معصوم ولا ينطق عن الهوى لكنه سريع الضجر ممن يتوسلون الاقتراب منه تماما كما فعل ذلك الباتريارك السومري عندما حكم على احد العبيد بالموت لأنه يردد كالببغاء أقوال سيده لكن العبد تمرد لأول مرة في حياته وهو قاب خطوتين من القبر وقال لسيده انه سوف يتبعه بعد أسبوع أو شهر أو سنه أو عقد أو قرن ! عندئذ استيقظ الباتريارك من غيبوبة وهم الخلود .

الديكتاتورية لها معمارها الباذخ ولها ضحاياها من أمثال سنمار الذي اخذ سر القصر معه إلى القبر لكن مقابل هذا المشهد الباذخ الذي يذكرنا بالأوصاف التي أغدقها سكوت فيتزجرالد على قصر غاتسبي العظيم ثمة مشهد مضاد لما تراكم من روث وعفن الممرات المرمرية ولجثث الحيوانات المدللة التي كان يعلفها الباتريارك بنفسه نفايات زمن ولى وأطلال عمران مرصع بعيون الذبائح وطوبى للغة جعلت من مصطلح الدولة مرادف للزوال وسيضل خريف الباتريارك كما قدمه ماركيز على نحو آسر ونادر بحاجة إلى من يكلمه فالخيال في النهاية هو ذاكرة يعاد إنتاجها لكن بمهارة وإضافات ولابد من إن يكون للباتريارك فصل خامس أيضا يقع خارج مدار التقاويم كلها فالأباطرة والطغاة لم يزودهم التاريخ بحاسة شم مشحوذة وقادرة على التقاط الرائحة القادمة من مصير محتم !! يعتق التائقون للحرية وينادون باستعادة إنسانيتهم وهويتهم التي سلبت منهم جراء حرب ضروس ساءت صيتها تعرضوا لها إبان حكم طاغية ما زال يتشبث بالخطوط الهزيلة التي دمرت مكامن الروح ومواقع القدر الممنوح لبلد عشق النظام والقانون وحرية العيش الكريم .. مازالت التضحيات تبذل حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود وينعم الشعب بحقه وقدراته ومقدراته .

طفلة أنا ، طفلة تسعى ليعرف من بعدها الطفولة التي لم تعشها .

 

أخبار ذات صله