fbpx
اللجان الشعبية في شبوة . . لماذا الآن ؟

بدون شك لعبت اللجان الشعبية التي شهدت بعض محافظات الجنوب ميلادها عام ٢٠١١م الماضي دور كبير وهام في حفظ الأمن والأستقرار في مدن ومناطق ومديريات تلك المحافظات أو بمعنى آخر وأوضح أنها حلت مكان الدولة وقامت بدور ومسئوليات أجهزتها المحلية والتنفيذية والأمنية خصوصا بعد الأنسحاب المفاجى الغير مبرر للوحدات الأمنية ومغادرتها بكامل عتادها لمواقعها المتزامن مع حالة تراخي مفتعلة وعدم جدية ملحوظة من قبل الوحدات العسكرية (الجيش) المرابطة في أو بقرب تلك المناطق.
ولا يخفى على أحد الدور الذي قامت به اللجان الشعبية في مديرية لودر وتمكنها من دحر عناصر جماعة إنصار الشريعة المنتمية لتنظيم القاعدة بعد خوض معارك شرسة معها سقط خلالها العشرات من عناصر اللجان الشعبية شهداء.
وعلى مستوى شبوة المحافظة تم تشكيل اللجان الشعبية من قبل المواطنين طواعية في معظم المديريات التي وجدت نفسها فجأة خالية من أجهزة الأمن وذلك بهدف حماية مناطقهم والطرقات العامة والممتكلات العامة والخاصة من النهب والسرقة والتخريب وأبرز هذه اللجان التي تحملت مسئولية حماية العاصمة عتق وحفظ الأمن فيها على الرغم من وجود وحدات أمنية وعسكرية مختلفة التسميات والمهام فيها وقد أخذ عناصر اللجان الشعبية بعتق ما روج له من معلومات حول تهديد جماعة إنصار الشريعة بأقتحام عتق والسيطرة عليها على محمل الجد خصوصا وأن شعور تواطى بعض قادة قوات الأمن والجيش المحيطة بالمدينة ضل حاضرا فيهم وبقوة .
وعليه كثف أبناء القبائل من أبناء عتق من جهودهم ورفعوا وتيرة نشاطهم بمساعدة رمزية من السلطة المحلية بالمحافظة والأحزاب السياسية والشخصيات الأجتماعية حتى عادت الأمور إلى سابق عهدها قامت اللجنة الشعبية بعتق بتسليم مهامها وعتق آمنه مستقرة دون فقدان (مسمار) واحد منها.
فبنهاية السبب وزوال الخطر وذهاب دواعي تشكيلها ووجودها أنتهى دورها وعاد عناصر اللجان الشعبية لممارسة حياتهم الطبيعية ،
(خلاص) الناس نسيوا حاجه أسمها لجان شعبية لكن الدولة عادت لتذكرهم بها من خلال بث روح الحياة فيها وأحيائها مجددا عبر مشروع رسمي وهو تشكيل اللجان الشعبية في المحافظة ، طبعا إلى هناء لا غرابه في الأمر على أعتبار أن حكومات هذا البلد كلها (حركات) وما هذا المشروع إلا واحد من حركاتها المعتادة ، لكن الشي الغريب والمريب معا في أمر مشروع أو تقليعة اللجان الحكومية وليس الشعبية يكمن في توقيت تدشينه وبسرعة قياسية يختلف مع عادة الحكومة في تعاملها مع المشاريع الخدمية والتنموية والمشاكل الكبيرة والقضايا الشائكة المزمنه في المحافظة .
لماذا الآن ؟ وما هي أسبابه ودوافعه؟ سؤال يطرح نفسه ويطرق الروؤس بقوة مولدا من لدنه ألف سؤال وسؤال كل سؤال منها كفيلا بنشر الهلع والخوف في قلب كل مواطن شبواني من القادم المجهول .
ويكفي لجعله واضعا يده على قلبه خوفا وتساؤلا عن أي ترتيبات جديدة تم الأتفاق عليها تجاه شبوة وأي عمل خبيث يحاك سرا ضد أبنائها؟
فهل يحق لي أن أسأل عن سر ذلك والحصول على أجابة كافية شافية؟