fbpx
العراق ينتخب في أول استحقاق بعد دحر «داعش»
شارك الخبر

يافع نيوز – متابعات

بدأ الناخبون العراقيون، أمس، في التصويت بأول انتخابات برلمانية يشهدها العراق منذ هزيمة «داعش»، التي يحق لنحو 24.5 مليون ناخب الإدلاء بأصواتهم فيها. ويخوض أكثر من سبعة آلاف مرشّح في 18 محافظة الانتخابات من أجل الفوز بمقاعد في البرلمان الذي يضم 329 مقعداً. واستنفرت السلطات نحو 900 ألف عنصر من الشرطة والجيش لحماية مراكز الاقتراع. وتمّ تسجيل إقبال ضعيف في مختلف المدن.

وأدلى السياسيون العراقيون بأصواتهم، ودعوا المواطنين للمشاركة الفعّالة. وأدلى رئيس الوزراء حيدر العبادي، بصوته في إحدى اللجان الانتخابية بمنطقة الكرادة في بغداد. وخضع العبادي للتفتيش عند وصوله إلى المركز الانتخابي من قبل رجال الشرطة.

وقال العبادي بعد الإدلاء بصوته، إن الانتخابات مهمة وتحدد مستقبل العراق ويجب المشاركة بها بشكل واسع من قبل العراقيين. وأضاف العبادي، أن نسبة التصويت الخاص نسبة جيدة، لافتاً إلى وجود خلل في بعض المراكز الانتخابية المخصصة للقوات الأمنية، ونأمل أن يتم تصليح جزء منها اليوم. ووجّه العبادي وجه بفتح الأجواء والمطارات العراقية أمام حركة الطيران، بعد قرار إغلاق المجال الجوي كإجراء أمني قبل الانتخابات.

وأدلى رئیس ائتلاف دولة القانون العراقي، نوري المالكي، بصوته في إحدى لجان بغداد. وشدد المالكي على وجود نيات حقيقية للتلاعب بالانتخابات، داعياً المفوضية إلى التدخل وإيقاف مثل هذه الحالات، لأنه أمر خطير قد يغير المسار السياسي، موضحاً أن الانتخابات من شأنها أن تنقل العراق إلى مرحلة جديدة. وشدّد المالكي على ضرورة الالتزام بوثيقة الشرف التي طرحتها الأمم المتحدة.

وشارك زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، في الانتخابات، حيث أدلى بصوته من النجف، مشدداً على ضرورة الإصلاح، ومشيراً إلى أنه من السابق لأوانه الحكم على المفوضية وإجراءاتها. وحذر الصدر ممن أسماهم المندسين والمتحزبين، داعياً القوات الأمنية لضمان سلاسة العملية الانتخابية.

وأدلى رئیس تیار الحكمة الوطني العراقي، عمار الحكیم، بصوته، مؤكداً التزام النظام السیاسي بالدیمقراطیة، وحضّ شباب العراق إلى تحمل مسؤولیاتهم والخروج إلى الصنادیق والمشاركة في صناعة المستقبل وقطع الطریق أمام عودة الفاسدین.

وأدلى رئيس مجلس النواب سليم الجبوري بصوته، داعياً مفوضية الانتخابات إلى أن تكون حيادية، فيما أشار إلى أهمية الإسراع بتشكيل الحكومة المقبلة. وقال الجبوري: «ندعو المفوضية إلى أن تكون حيادية».

وأعلنت وسائل الإعلام العراقية، أن معدلات التصويت لم تتجاوز 35 في المئة، وأن أكبر نسبة مشاركة شهدتها المناطق التي كانت تحت سيطرة تنظيم داعش، في الموصل والأنبار وكركوك، فيما شهدت بغداد أقل نسبة مشاركة مقارنة بالمدن الأخرى. وأعلنت القيادات الأمنية في جميع المحافظات العراقية، نجاح الخطط الأمنية دون وقوع أية حوادث أمنية، وسارت الانتخابات وفق ما خطط لها من القيادات الأمنية، كل وفق محافظته.

فرصة

بدوره، دعا رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان البارزاني، مواطني الإقليم إلى المشاركة الفعالة، معرباً عن أمله بأن لا يؤدي هطول الأمطار إلى العزوف عن التصويت. وأكّد بعد الإدلاء بصوته، أن الانتخابات فرصة مهمة أمام المواطنين للتعبير عن إرادتهم، معرباً عن أمله في معالجة المشاكل بين أربيل وبغداد والعمل على تحسين الأوضاع في العراق، مضيفاً أنه لن يستطيع أي طرف في العراق تشكيل الحكومة دون تحالفات، ويجب تشكيل تحالف كردستاني قوي للمشاركة في البرلمان للدفاع عن حقوق شعب كردستان.

خروق

في السياق، أعلنت مفوضية الانتخابات، عن حدوث بعض الخروقات تمت السيطرة عليها خلال عملية الاقتراع. ونقل موقع السومرية نيوز عن مدير العمليات بالمفوضية صفاء الجابري، إنّه لا يسمح لأي عسكري يمتلك بطاقة التصويت الخاص أن يصوت بالتصويت العام، مشيراً إلى أنّ بعض الخروقات حصلت أثناء عملية الاقتراع وتم السيطرة عليها. وكشفت مفوضية الانتخابات، عن أنّ نسبة المشاركة بمحافظات بابل بلغت 27 في المئة و23 في ميسان، و30 في ديالى.

إحباط استهداف

على صعيد متصل، أعلن أمن مجلس ديالى عن مقتل اثنين من الانغماسين، كانا يحاولان استهداف مركز انتخابي في بعقوبة. ونقل عن رئيس اللجنة الأمنية في مجلس ديالى صادق الحسيني قوله: «نجحت مفارز من مديرية استخبارات ومكافحة الإرهاب في ديالى، في قتل اثنين من الانغماسين يرتديان أحزمة ناسفة ويحملان بنادق كلاشنكوف في منطقة جرف الملح شمال بعقوبة، كانا يحاولان استهداف أحد المراكز الانتخابية، الأوضاع الأمنية في ديالى آمنة ومستقرة».

دعوات

إلى ذلك، دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، المجتمع الدولي، إلى عدم التخلّي عن العراق. وقالت رئيسة بعثة اللجنة في العراق، كاتارينا ريتس، إن العراق يمر حالياً بمرحلة مهمة للغاية ترتسم فيها ملامح مستقبله، مضيفة: «بإمكاننا رصد خطوات تقدم، لكننا لا نزال بعيدين عن القول بأن كل شيء على ما يرام، الأمور من الممكن أن تنتكس هنا بسرعة مجدداً». وذكرت ريتس أن الرمادي مدمرة بنسبة 80 في المئة، موضحة أن هذا يعني بالنسبة لكثير من العراقيين الفقر، لأنهم كانوا يستثمرون أموالهم في العقارات. وأكدت ريتس أهمية توفير فرص عمل للعراقيين في هذه المرحلة حتى يتمكنوا من إعادة بناء حياتهم.

أخبار ذات صله