fbpx
الاعلام اليمني ، وعصبة الأمم الحضرمية / بقلم ابو ايمن الردفاني
شارك الخبر
الاعلام اليمني ، وعصبة الأمم الحضرمية / بقلم ابو ايمن الردفاني

منذُ ثلاثة أيام خلت ونحن نتصفح المواقع اليمنية المختلفة، ووجدتها جميعاً مشغولة بلقاء السعودية وعصبة الأمم الحضرمية، وخبّارة استقلال حضرموت، التي تتناولها بما يوحي بشيء من السعادة والفرح، مشفوعة باعتقاد لديها أن نبوءة الآلهة حقهم أو منجمهم الذي كان يقبع في قصر النهدين “علي فنيلة” قد تحققت بأن الجنوب إذا ما أراد أن يفك الارتباط من إقطاعية أمراء الحرب والخراب العام والشامل بأنه سيمزّق شر ممزق وتتفرق بنا السبل ونهيم على وجوهنا في الأرض كما حصل لليهود أو كما تفرقت أيديهم أيدي سبأ “وما أكثر الشبه بين اليهود وأيدي سبأ”.

ولكنهم أولئك الأغبياء لا يعرفون أن الجنوب أراضي بكر وأنها حبلى بالثروات وإذا ما أراد أخوتنا أبناء حضرموت الاستقلال فليكن، لينالوا استقلالهم، فنحن حتى الآن لم نكن باقين على قيد الحياة بسبب ثروات حضرموت لأنها تذهب إلى جيوب اللصوص والقتلة ومجرمي الحرب، وليس إلى جيوبنا على أي حال، ولا إلى جيوب أبناء حضرموت، كما أن قوى الاحتلال تنظر إلينا بعين طباعها، ولذا يعتقدون أننا نريد استعادة دولتنا طمعاً بثروات حضرموت، ونحن لم ولن نفكر يوماً كما يفكرون، لأن البون شاسع الذي يفصل بين الثقافات والعادات والتقاليد والأخلاق وهم يلمسون ذلك وبشكل يومي وعن كثب، ويعرفون جيداً إن تمسكهم المستميت بشروط البقاء في الغابة سيجعل تقربهم من أي مجتمع أمراً مستحيلاً، وأشك أن يكونوا قادرين على  التغيير، وحتى الله لا يريد أن يغيرهم، مؤكد إن له في ذلك آية.. سبحانه جل شأنه.

وهنا أود القول أنه لا يهمنا البتة أن تبقى حضرموت ضمن الجنوب أو تنفصل إنما يهمنا أن تخرج من بين أيديكم أيها الأوغاد، وهذا الذي سنعمل من أجله مهما كلفنا ذلك من تضحيات ولو نفنى عن بكرة أبينا.. المهم أنكم لا تأخذوها وباقي حتى جنوبي واحد على قيد الحياة، وهذا وعد.. وأنتم تعلمون أننا شعب لطالما أوفى بوعوده.

وبعدها إذا ما أرادت حضرموت أن تنفصل فلتنفصل، وأوعد أبناء الجنوب مني أنا شخصياً ومعي أخي المناضل الأستاذ عزيز سالم عبدالله لقادرون أن نصرف على أبناء الجنوب حتى قيام الساعة وذلك من جبل واحد من جبال قبيلتنا قبيلة الضنابر.. ليس بكل الثروات الموجودة في هذه الجبال وإنما بتصدير الحجر الجيري وحسب، وليثق أبناء الجنوب أن ذلك سيكون كافياً لأن نعيش أمراء على  هذه الأرض.. فليذهب النفط وأمراء الحرب إلى  الجحيم.

هذه الجبال التي حرصنا وعملنا بأساليب وطرق مختلفة وبكل ما أوتينا من جهد في سبيل أن لا تقع تحت براثن القوى المتنفذة ومعهم ضعاف النفوس وجنبنا ثرواتنا وأبناءنا من شرورهم وسنجعل منها وقفاً لكل أبناء الجنوب.

وإذا سلمنا جدلاً وقامت دولة حضرموت مؤكد إنها ستكون دولة مؤسسات ونظام وقانون ومجتمع مدني وقوة اقتصادية ضخمة كإرث تاريخي للحضارم، وسيعود أبناء حضرموت من آسيا ومختلف بقاع الأرض إلى حضرموت وستكون مزدهرة ويكونون بحاجة إلى أسواق آمنة تستهلك بضائعهم وإلى ممرات آمنة تمر من خلالها وهذه الممرات والأسواق لم تكن بالضرورة سوق جحانة ولا ممرات عمران أو حرف سفيان، وسنسعد أن تكون إلى جوارنا دولة ذات بعد حضاري ومدني أصيل وستكون بمثابة العزاء لنا من تجرع مرارة جوار المجاذيب وقطاع الطرق.

ولكن الشيء الذي لا تروه يا عمي البصائر هو أن قيادات الحراك الجنوبي هم أبناء حضرموت “البيض، باعوم، العطاس وآخرون..” أأنا وخلّي تراضينا وقسمنا الهوية بخيرة والذي ما تراضوا خل بوهم يشربون العيق وسيول سمعون”.

وعلى سكان تلك الغابة أن يفكروا هم ماذا سيأكلون عندما نحرر الجنوب ونستعيد دولته التي ستكون عظيمة ونموذجية بإذنه تعالى، هل سيأكل بعضهم بعضاً؟!.

كان من الأحرى بإعلام قوى الاحتلال أن لا يزعج نفسه بحكاية حضرموت على الأقل من باب التربص وليس من باب الأخلاق لأنهم لا يملكوها، ولكن من باب التربص ومحاولة استدراج أبناء الجنوب للدخول معهم في الحوار المزمع عقده بين سنحان وقبيلة حاشد، وكان بإمكانهم أن يتناولوا حتى من باب التشفي ما يعانيه أبناء الجنوب على أيدي “المظفّر، والدفاعي، والبراني، وفرق الباش بوزك” من همجية وعنف ووحشية.

كان حرياً بهم أن يتساءلوا كيف تحرك جيشهم الهمجي باتصال من المتنفّذ “رشاد هائل” من إحدى دول الخليج ليمطر أبناء الحواشب المسالمين في قرية النخيلية بوابل من مدافعهم ورشاشاتهم الثقيلة؟! وكيف هذا الجيش العظيم لم يحرك ساكناً أمام الاعتداء العشرين لقبائل الدماشقة على أبراج محطة الغاز في مأرب؟! وأي الفعلين كان أكثر جسامة؟ هل الاعتداء على أبراج الكهرباء المملوكة لثلاثين مليون إنسان؟ أم السيارة المملوكة لمتنفّذ “…….”؟! التي أخذوها أبناء الحواشب لكي يرفعوا الضرر الذي يعانونه من إفرازات هذا المصنع الذي لم يراعي أبسط معايير السلامة البيئية والإنسانية وهو المصنع الذي يعمل بوقود الفحم الحجري، وهذا الوقود الذي ساهم بصورة فاعلة في إحداث الاحتباس الحراري على مستوى الكوكب، والذي تقضي إفرازاته اليوم على الزرع والضرع في مناطق أبناء الحواشب البؤساء.

هذا المتنفذ الذي دشن دخوله المنطقة على أنهار من الدم الغالي حيث أقام مصنعه على أشلاء أفضل وأعز مناضلينا وهم أبناء المغاربة وشيخهم شيخ المناضلين “محمد حيدرة المغربي”، ولم يكن الشهيد الأبرص ورفاقه هم آخر الضحايا وهؤلاء متعودون أن لا يقيموا أي منشأة إلا بالسطو على الأرض والبناء على جماجم مالكيها.

وقد سبق لهذا المتنفذ أن عمل على إبعاد أفضل العمالة من أبناء المنطقة وأفضل الكوادر المتخصصة ذات الكفاءات الفنية والإدارية تحت ذرائع وحجج واهية مستعيناً بجيش الفيد والفساد الذي أفراده على استعداد أن يقتلوا أي جنوبي بمقابل حق تخزينة قات.

واليوم يقوم بتصفيات جسدية لأبناء القرى المجاورة المطالبة بالحقوق المشروعة وخاصة من بقي منهم على قيد الحياة بعد أن تلوثت حياتهم ومياههم ومزارعهم ومراعي أغنامهم وأصيبت بالأمراض الفتاكة نسائهم ورجالهم وأطفالهم.

وليعلم “رشاد هائل” وكل المتنفذين أنه مهما تمادوا في قتل أبناء الجنوب أنه سيأتي اليوم الذي سنحاسبهم فيه حتى على ذرات التراب التي علقت بملابسهم من تراب الجنوب الغالي.. وسنقتص من كل من أراق دماء أبناء الجنوب، وإن ذلك اليوم ليس ببعيد.

أما إعلام قوى الاحتلال فإنه مجرد مزمار في فم دوشان لا ينتج إلا البرع، فتباً لكم وتباً لإعلامكم.

أخبار ذات صله