fbpx
الرئيس اليمني بين القبيلة والدولة / محمد صالح المسفر
شارك الخبر
الرئيس اليمني بين القبيلة والدولة /  محمد صالح المسفر

(1) اتخذ الرئيس عبد ربه منصور هادي قرارات شجاعة لا يقدم عليها في اليمن الا الرجال. اليمن يعيش منذ ثلاثين عاما في ظل حكم يقوده انصاف متعلمين لا يهمهم الوطن وسيادته واستقلاله وتقدمه وسمعته وانما تهمه مصالحه ومصالح اسرته ثم مصلحة القبيلة التي تخدم مصالح الرئيس السابق علي عبد الله صالح واسرته .
ان القرارات التي اتخذها الرئيس عبد ربه منصور في اعادة هيكلة الجيش اليمني وابعاد اسرة الرئيس السابق علي عبد الله صالح عن القيادة وبالتشكيلة الجديدة للقوات المسلحة اليمنية يكون اليمن اخذ الخطوة الاولى نحو بناء الدولة اليمنية ابتداء بتوحيد القوات المسلحة والقيادات الامنية .
ان تلك القرارات تحتاج الى تأييد الشعب اليمني الشقيق بكل طوائفه واحزابه والتعبير عن الرضى العام بتلك القرارات عبر مسيرات شعبية واحتفالات وطنية تعم جميع المدن اليمنية.
افراد القوات المسلحة في تشكيلهم الجديد وكل العاملين في مجالات الامن في اليمن يجب ان يكون ولاؤهم للدولة اليمنية وليس للحاكم لان الحاكم متغير والوطن ثابت لا يتغير، اعني الجغرافيا.
ملاحظة هامة اسوقها في هذا المجال انه لا يجوز معاملة الوحدة العسكرية وقيادتها التي وقفت تحمي شباب الثورة في الميادين. اعني الفرقة الاولى مدرع، معاملة من اشهر السلاح ودفع بالبلاطجة للنيل من شباب الثورة وقتل منهم الكثير. هؤلاء الرجال الذين ناصروا وحموا الشباب يجب ان نكن لهم كل احترام وتقدير وان لا نقف عند الماضي. وفي تاريخنا العربي الاسلامي العبر. فخالد بن الوليد هزم جيش الرسول محمد عليه السلام في موقعة الخندق وكذلك في غزوة احد. كان منتصرا في كل حروبه في زمن الجاهلية ثم اعتنق الاسلام وشارك في معارك المسلمين في موقعة مؤتة وفتح مكة وكان قائدا منتصرا لقبه الرسول عليه السلام ‘ سيف الله المسلول ‘ ما قصدته هنا هو ان لا نبخس قادة اللواء الاول مدرع مواقفهم مع الثورة ولا نمعن في اجترار الماضي الكئيب .

(2)
الرئيس السابق علي عبد الله صالح لا ننكر انه عمل مع رجال اليمن الشرفاء على توحيد اليمن شماله وجنوبه. لكنه بكل اسف اساء ذلك العمل الصالح ‘ الوحدة ‘ واعتبر اليمن الجنوبي ارضا محتلة وراح يوزع ممتلكات اهل الجنوب الفردية منها والعامة كغنائم حرب توزع على اقاربه و انصاره ومساعديه. وراح يعزل كل الادارة العامة والجيش والامن في الجنوب كما فعل بريمر في العراق عندما حل مؤسسات الدولة العراقية . انه بلا جدال ارتكب اكبر جريمة سياسية في حق الشعب اليمني الشقيق سواء في الشمال او الجنوب ولكنه كان ظالما لاهل الجنوب وحاقدا ولا بد من رفع الحصانة عنه وعن كل من منحتهم المبادرة الخليجية ذلك الحق وجره الى ميدان العدالة والقصاص منه .
نشرت بعض الصحف ان عبد الله صالح بارك قرارات الرئيس منصور هادي في هيكلة الجيش وقيل ان ابنه ايضا فعل فعل ابيه. ولكن كما يعلم اهل اليمن بانه لا يؤتمن ولا يوثق في اقواله وانه سيعمل على تخريب اليمن بما يملك من اموال، المفروض ان تكون جمدت كي لا تستخدم للعبث بأمن اليمن وكان مفروضا في مبادرة الخليج حرمانه من العمل السياسي.
ورغم مباركته للمبادرة الخليجية وهيكلة الجيش الا انه راح يهاجم رئيس الوزراء باسندوه بقوله انه لم يقدم شيا لليمن. اذا كان ذلك القول سديدا فان السبب يعود الى ان نصف السلطة التنفيذية هم من اتباع عبد الله صالح وهم اكثر من يعيق اي عمل ايجابي وان رئيس الوزراء باسندوه لم يختر فريق عمله وانما فرضوا عليه ضمن تركيبة حزبية جاهلية لم تكن مصالح اليمن والشعب هي الاساس بل كانت المصالح الحزبية ذات النظرة الضيقة هي الاهم .

(3)
الحوثيون وخروجهم على قرارات اعادة تنظيم الجيش اليمني ليكون جيش الدولة اليمنية امر في غاية الغرابة فهم متهمون بانهم اليد الطولى لعلي عبد الله صالح استخدمهم وسلحهم ومولهم ليكونوا في مواجهة السلفيين في اليمن.
وراح يسلح ويمول السلفيين لمواجهة الحوثيين الامتداد المذهبي لايران واستعدى السعوديين ضدهم تحت ذات الذريعة. وقولهم ان هيكلة القوات المسلحة اليمنية عمل امريكي لخدمة المصالح الامريكية انه قول باطل جملة وتفصيلا لان مصلحة امريكا ان لا يكون لليمن جيش وطني موحد يعمل لحماية سيادة الدولة وسيادة قراراتها .
المطلوب من الحوثيين وقياداتهم ان يناصروا وحدة اليمن بتوحيد كل الجهود من اجل بناء اليمن الحديث من اجل التنمية والامن والاستقرار ان دبلوماسية اختطاف الاجانب من شوارع اليمن والمظاهرات المسلحة في الشوارع وقطع الطرقات لا يحقق لكم التقدم والازدهار والسمعة الدولية الحسنة.اعملوا لتشكيل حزب سياسي للحوثيين يناضل سلميا من اجل بناء اليمن والوصول الى السلطة عن طريق برنامج عمل سياسي اقتصادي وليس مذهبيا طائفيا.
اخر القول: جنوب اليمن يحتاج الى وقفة حكماء من اجل تصحيح مسار الوحدة ورد الممتلكات الخاصة والعامة الى اهل الجنوب ورد اعتبار لما لحق بهم من ظلم وتهميش وحرمان .

أخبار ذات صله