منذ جريمة المعجلة وطائرات الموت الامريكية بين الفينة والاخرى تحمل الموت الزؤام لعدد من ابناء حضرموت في تدخل سافر ومشين حيث اصبحت الاجواء لها آمنة ولا يعكر صفو مزاجها شيء .
والاعجب من ذلك ما قاله الرئيس الانتقالي للسلطة اليمنية من انه المسؤول الاول عن كل طلعه من طلعات طائرات التكنولوجيا العجيبة حسب وصفه وتعريفه لها .
هنيئا لك ذلك ان لديك المقدرة على حمل اوزار الأمريكان فماذا ستقول لرب العباد يوم القيامة ؟
طائرات الموت تحوم في سماءنا في كل الاوقات ترصد اهدافها تثير الرعب في قلوب سكان المنطقة وتضرب ضرباتها القاتلة وتخلف بعدها الجثث المحترقة والاشلاء الممزقة وتخلف الاحزان والمآسي في قلوب اهالي القتلى وذويهم . بينما من يتحكم في اجهزة طائرات الموت ويضغط على زر الاوامر في اجهزة التحكم الالكترونية يصدر ضحكاته وقهقاته العفنة منتشيا بما حققته التكنلوجيا العجيبة من اصابة اهدافها بدقة متناهية والتي لا تراعي القيم الانسانية وليس فيها حتى ذرة من الاخلاق .
اذن هنا القاتل معلوم ومعروف ويتبجح بكل وسائل اعلامه ومن هو المقتول ؟
المقتول لم يقتل امريكيا واحد ولم يساهم في حصار السفارة الامريكية واقتحام سورها ولم ينهب كرسي السفير الامريكي ولم يكن له نصيب من ما وصلت اليه ايادي المقتحمين المنددين بالفيلم المسيء لرسول الله صلى الله عليه وسلم والمنتج امريكيا.
المقتول رصدته الاجهزة الامنية ولا اظن الا انها محلية في المقام الاول وتم تصنيفه في قائمة ما يسمى بالإرهاب او القاعدة او القائمة او غير ذلك .
وحددت مساراته وتحركاته وقرأت افكاره ونواياه الدفينة
ورصدت دراجته النارية التي يركبها او سيارته او حتى جمله او حماره او معصرة زيت السمسم التي يعمل بها في قريته البعيدة التي سينتج من خلالها اسلحة بيولوجية تهدد الأمن الأمريكي ناهيك عن رصدهم لشريحة جواله .
طيب يا حلوين و يا فالحين طالما كل ذلك اصبح معلوما لديكم وهذا الرصد الرهيب الذي يؤكد انه بين ايديكم وتحت اعينكم لماذا لا تلقون القبض عليهم حفاظا على ارواحهم وعلى ارواح من ينوون قتلهم والحفاظ على النفس هي واحدة من الكليات الخمس الواجب على أي حاكم ان يقوم بها .
لماذا لا تستضيفوهم عندكم بأحد دور الضيافة ذات الخمسة نجوم وتحضرون لهم من يحاورهم ويقنعهم الحجة بالحجة والدليل بالدليل اذا كان لديهم افكار ضالة او انحراف في الفكر والسلوك . وانتم من تدعون للحوار و التحاور في كل شيء من الجعاشن الى الزرانيق ومن زواج الصغيرات الى ختان الاناث .
ولا أدري هل الزواج السياحي سيكون هو الاخر من ضمن اجندة المتحاورين ؟ ام انه سيعكر مزاج الأفواج السياحية من دول الجوار؟
كل تلك الاخطاء والافكار بالإمكان حلها اذا وضعت لها الخطط والبرامج التي تعيد الضال ان ضل الى جادة الصواب
بدلا من ارسال المعلومات لصاحب التكنولوجيا العجيبة الذي ليس لديه سوى خيار القتل ولا غير لانهم لا يرقبون في مؤمن الا ولا ذمة .
ذاك هو القاتل المعلوم والقاتل المجهول من هو .
عدد كبير من الكوادر الجنوبية الذين يعملون في الاجهزة الامنية والعسكرية التابعة للنظام اليمني . يلقون حتفهم واحدا تلو الاخر وبالذات في السنوات الاخيرة وتقيد جميعها في نهاية التحقيقات ضد مجهول وبالطبع تغيب المعلومة عن القاتل .
و القتيل المقتول حتى مقتله كان يعمل فيما يظهر بتفان واخلاص وهو في الغالب مطيع جدا لرؤسائه في العمل وهو ايضا غير معروف لكثير من الناس الا لأقاربه واصدقائه كونه يعمل بإحدى مؤسسات الاجهزة الامنية والتي في نظر الناس غير مشرف العمل بها نظرا لما تختزنه ذاكرة الناس من تاريخها المليء بإهدار آدمية الانسان وبوسائل التعذيب النفسي والجسدي التي لاتخطر على بال بشر ويتفننون باستخدامها على من يقع في قبضتهم وهم بهذا الاتقان يعتبرون كطلاب نجباء من خريجي مدرسة صلاح نصر وغيره من العتاولة الكبار .
اذن لماذا قتل ؟ وما هو سبب قتله ؟ ومن القاتل ؟
القاتل مجهول والقضية ستقيد ضد مجهول .
ورحم الله من قتلهم المعلوم ومن قتلهم المجهول وعند الله ستلتقي الخصوم وهو الحكم العدل وهناك سيقتص للمظلوم من الظالم وسينال الظالم جزاء ما اقترفته يداه في الدنيا الزائلة سواء كان اجرامه ذاتيا او ماجورا من الغير .
فهل من معتبر ؟
خاتمة : للشاعر احمد مطر
لٍيَ جارٌ مخبرٌ في قلبه تجري دماءٌ وشراك
نظرةٌ منه هلاك
همسةٌ منه هلاك
رحمةٌ منه هلاك
هو إن حاولتَ أن تهربَ من عينيه
زارك
فإذا ما لُذت بالصمت
استثارك
فإذا لم يستطع .. كلف بالأمر صغارك
هو حتى عندما يغمض عينيه يراك
وهو يدري أين أمضيت نهارك
وهو يدري أين أمضيت غداً
يدرك بالفطرة مقدار أمانيكَ
ومقدار أساك
يومه بحرٌ من الناس
وعيناه وكفاه شباك
فإذا لم يلقً صيداً
قاد رجليه إلى السلطة مخفوراً
والقا نفسه متهماً ظلماً هناك
