fbpx
الحسني .. في قطار الراحلين؟؟

فارقنا الزميل والأخ العزيز المغفور له بإذن الله-الخضر الحسني – لينتقل الى جوار ربه ، مسلما روحه لبارئها ، بعد ان ظل يعاني أنين المرض دون ان نعير لأناته ادنى اهتمام .. تركناه كما تركناه غيره من المبدعين يقاسون الامهم بمفردهم دون ان نخفف عنهم ما يعانونه.

من منا شعر بما عاناه الحسني وغيره من الذين ودعوا عالمنا المليء بالمحاباة ؟ ومن منا سأل نفسه مجرد سؤال : هل نصل الى خانة النسيان التي وصل اليها من سبقونا ؟ لا لشيء الا لاننا انفسنا زملاء الحرف لم نعر بعضنا ادنى اهتمام ، فكيف نطلب ان ينتبه الاخرون الينا ؟.

للأسف الشديد سيظل هذا الحال هو الساري على كل مبدع في وطننا الحبيب ، فالمعاناة ليس لها صوت تخترق آذان المسئولين ، وتستنجد بآدميتهم التي ضاعت .. عندما يصاب المبدع لا يقوم احد بنجدته في ساعات مرضه الاولى ، بل على العكس يظل يستجدي المساعدة ، من اناس يقايضونها بأن يتنازل الشخص عن كل شيء وأدناه كرامته.

لماذا لا ينشئ صندوق يوكل اليه معالجة المبدعين في كل المجالات وليس الاعلام فقط؟ الصناديق المالية التي نسمع عنها كثيرة ؟ غير ان الصندوق الوحيد المتوفر لمبدعينا هو صندوق الموتى – التابوت – وحتى هذا الصندوق لا يتوفر لكثير منهم من الذين كتب عليهم الموت خارج اليمن بعد رحلة مريرة من العلاج ، ولا تملك اسرهم حتى شراء صندوق ليحمل جثتهم الى الديار.

مسكين في بلادنا من لا يملك سوى موهبته ، فهي لا تغني ولا تسمن من جوع ، فالبقاء فيها لمن يملك كل شيء سوى الإبداع لان هناك من يتفننون في محاربة الابداع بشتى الصور ، لأنهم يدركون تماما انهم سيهزمون امام جيش الموهوبين ، ولهذا فإن السلاح الوحيد هو القضاء على كل موهوب في هذا الوطن والأبواب كثيرة ومنها التغاضي عن اسعافهم في الوقت المناسب.

برقيات التعازي سوف تنهال ، وصفحات الصحف ستغطيها كلمات الاسى ، ولكن السؤال المهم : هل ستنفع مبدعينا مجرد كلمات مستهلكة ، اصبحت جاهزة للإعلان بمجرد موت أحدهم ، مع تغيير اسم المبدع ليس إلا ؟؟.

اعرف كثيرا من الذين افنوا اعمارهم في خدمة الوطن ومنهم الاستاذ عبد الرحمن بكيرة ، ذلك الشاعر والأديب والمنشد الذي ظل لأكثر من 40 سنة يملئ تهامة نشاطا ادبيا ، نقل من خلاله تراثها لكافة ارجاء الوطن ، وقس على ذلك الشاعرين العزي المصوعي ومحمد العديني، وثلاثتهم يعانون الالام وطريحي فراش المرض ، ولم يلتفت اليهم أحد ، وربما تنتظر الجهات المختصة متى ترسل اليهم –عفوا الى ذويهم – عبارات الاسى .. وغيرهم كثير في ربوع وطننا الحبيب.

رحم الله الزميل الخضر الحسني وادخله فسيح جنانه وألهم اهله ومحبيه الصبر والسلوان ، انا لله وانا اليه راجعون .. ان كلمات التعازي ستظل تتواصل طالما وأنها تسير جنبا الى جنب مع روتين الاهمال ، وستظل شجرة المبدعين ترمي بأوراقها على الأرض ، كيف لا ومياه الدولة لا تسقيها ولو بقطرة من الرعاية والاهتمام خاصة في وقت المرض.

.أستاذ مساعد بجامعة البيضاء