fbpx
دمؤنا ليس ماء

بينما كان “بابا نويل” يلف العالم لتقديم هداياه، ارادوا لشبوه ان تستيقظ مع اشراقة شمس العام الميلادي الجديد 2013 على فاجعة مقتل اثنين من ابناءها على ايادي افراد قوات القمع المركزي المرابطين في جولة الثقافة بعاصمة المحافظة، الذين افرغوا ما بحوزتهم من ذخائر كانت تسكن اسلحتهم الرشاشة والدوشكا، في عمق سيارة و جسدي الأبرياء: “محمد سالم العامري” رئيس الحركة الشبابية والطلابية الجنوبية فرع عتق، و زميله “محمد سالم المنهجر” لتتركهما يسبحان في بحر من دماء.
تعتقد قوات القمع المركزي ان دماء ابناء شبوة رخيصة، وان بامكانها ان تمارس القتل متى ارادت دون ان تجد من يسألها عن افعالها، ويحاسبها عن حماقاتها.
ضبط النفس مازال حاضراً حتى اللحظة من قبل اهالي الشهيدين، ذات الفعل ينصرف لمكونات الحراك الجنوبي، لكنه بالتأكيد لن يدوم اذا ما استمر التواطئ الفاضح للسلطات المحلية والأمنية بالمحافظة، المحافظة التي مازالت تحتكم للقبيلة اكثر من غيرها، و للرابطة القبيلة حضوراً اجتماعياً طاغياً.
الجميع هناك لا يطالبون بأكثر من الحقيقة والعدالة، التحقيق الفوري مع الجناة بحضور ممثلين عن اولياء الدم حتى لا يتم حرف التحقيق عن مساره والتلاعب بنتائجه كما حدث في قضايا سابقة، ومن ثم تقديم القتلة للعدالة لنيل جزاؤهم الرادع.
الشهيدان كانا يستقلان سيارتهما بصورة طبيعية، لتغتال الحياة في جسديهما فجأة، -لكن- هذه الفجأة ربما كانت لها علاقة بسبق الاصرار والترصد.
الطريقة التي اغتيلا بها تكشف عن وحشية سكنت قلوب افراد يجدر بهم الانتماء الى ربوع الانسانية، لكنهم في الحقيقة مجرد قتلة، لأنه لا يوجد شرع ولا تشريع ولا عرف يعطيهم الحق في ممارسة القتل بتلك الصورة العدوانية، مهما كان الذنب الذي اقترفه الطرف الآخر. لكنها العدائية المقيتة التي تتجلى لدى هؤلاء القتلة حينما يتعلق الأمر بالجنوب وأهله.
محافظ المحافظة ومدير امنها، هم من ابناء المحافظة وبأيديهم تجنيبها ردة فعل عنيفة سيتضرر منها الجميع، لذا عليهم التعجيل بتلبية مطلب الناس، وهو مطلب شرعي.
شبوة بكل اطيافها وانتماءتها وتوجهاتها يجب ان تقف على قدم واحدة لإدانة هذا الفعل الاجرامي على طريق معرفة الحقيقة وتحقيق العدالة. ولا نامت اعين القتلة والمجرمين اينما كانوا وحيثما حلوا وارتحلو