fbpx
العدنيون الحمر

حين يريد بعض الناس وصف شخص ما بقلة العقل وشدة الغباء فإنهم لا يجدون وصفا ابلغ دلالة من تشبيه عقله بعقل دجاجة ويفسر هذا الوصف إن الدجاجة لا تملك عقلا في الأصل ربما لصغر حجم رأسها وربما -وهذا التفسير الأكثر دقة -إن الدجاجة تقضي نهارها بنبش وإهالة التراب على رأسها  دون فائدة بل أن الريفيين يقولون عمن يبحث عن إثارة المشاكل ليدفع في الأخير هو ثمنها بأنه يشبه الدجاجة التي تحفر (بتشديد الفا )على ظهرها.

وقريبا من هذا كان العرب يضربون مثلا يشير إلى هذا النوع من الناس  الأغبياء الذين يضعون أنفسهم بسبب غبائهم في مشكلات ومآزق بقولهم :جنت على نفسها براقش وبراقش في تاريخ العرب هي الكلبة التي تسببت في مقتلها ومقتل أهل القرية التي كانت تحرسها حين فضحت بغبائها أمرهم لأعدائهم فبعد إن حاول أهل القرية الفرار والاختباء من جيش خصمهم الجرار ظلت براقش تنبح حتى اكتشف الأعداء مخابئ قومها فقتلوهم جميعا وأولهم براقش.

وفي حال الإخوة الذين تذكروا فجأة أنهم  هم أهل عدن وسكانها الأصليين وإنهم هم رموزها فخرجوا على الناس شاهرين شعارهم بأن عدن للعدنيين يبدو أن المثلين السابقين ينطبقان تماما عليهم رغم أن رؤوس جلهم كبيرة جدا عكس رأس الدجاجة المتناهي الصغر مع احترامي ومحبتي  لهم والسبب إن معظمهم يبدو كالدجاجة التي تحفر الأرض لتهيل التراب والأوساخ على ظهرها.

فلو كان اولئك الذين يزعمون انهم وحدهم ابناء عدن  متخذين من شعار عدن للعدنيين كلمة حق يراد بها باطل  يملكون حفنة من عقل لأدركوا انهم ينفذون بعملهم  غير المسئول هذا  مشروعا جهنميا يخطط له في دوائر أمنية وحزبية وقبلية شديدة الحقد على عدن والجنوب وتناصبهما العداء وهي تهدف بدعمها  لهذا  المشروع الماضوي إلى مواجهة  مشروع الهوية الجنوبية الناهض بقوة والذي تشكل خلال السنوات الماضية من عمر الثورة الجنوبية وذلك من خلال العمل على خلق ودعم هويات صغيرة  لاستخدامها كأوراق ضغط على الحراك الجنوبي وتهديده  بخلق مشكلات داخلية معقدة في طريقه  أهمها إلى اللحظة ما برز إلى السطح من محاولات الترويج لمشروعي وشعاري حضرموت للحضارمة وعدن للعدنيين

لن ندخل قطعا في فحص جينات  وأصول من يرفعون شعار عدن للعدنيين  ولانشكك في هوياتهم ولكننا نلفت انتباههم أنهم بفعلهم الأخرق هذا  يجردون أنفسهم من العقل والتفكير السليم حين يظنون إن مشائخ آل الأحمر وأحزابهم وسادتهم  وساستهم  ممن يدفعون  بهم لخوض المعركة نيابة عنهم في مواجهة أهلهم وناسهم وتشويه صورة مدينتهم  عدن مدينة العلم والثقافة والتسامح  وتعايش الأديان والأجناس، وان هؤلاء المشائخ والساسة ليسوا بالغباء لدعم مشروع انعزالي كهذا  إلى مالا نهاية لأن هؤلاء يخططون مستقبلا لان تكون عدن للأحمريين  باعتبار إن عقيدتهم تؤمن  إن عدن مثلها مثل الجنوب ارض يمنية يسكنها هنود وصومال وربما نسمعهم قريبا يطلقون على أنفسهم  وصف سكان عدن الحمر تشبها بالهنود الحمر السكان الأصليين لأمريكا.

بقلوب عامرة بالحب نقول لكل أبناء عدن وساكنيها من مختلف الألوان والأجناس والأعراق  حافظوا على ارث وتاريخ مدينتكم كمدينة للسلم والثقافة والتسامح ولا تلتفتوا لأولئك الذين ارتضوا على أنفسهم إن يكونوا كالدجاجة التي تهيل التراب على رأسها وهي ترقص بفرح على وقع أغنية تتباكي او هياما بالحمر بالقول الحمر جننوني .