fbpx
اليمن والحرب على الإرهاب / البيان الاماراتيه
شارك الخبر
اليمن والحرب على الإرهاب / البيان الاماراتيه

للمرة الأولى، سيواجه اليمن خطر تنظيم القاعدة، وفق استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب، استناداً إلى خطة وضعتها اللجنة الأمنية العليا لمكافحة الإرهاب، تستهدف تدشين مرحلة جديدة بقواعد قانونية محددة لمواجهة خطر القاعدة، عن طريق حشد جهد وطني شامل لمواجهة خطر التنظيم الذي تجاوز الإطار المحلي إلى الإقليمي والدولي. ثمة اتفاق لدى مراكز صنع القرار، أن التدخلات الخارجية في هذا الملف أسهمت إلى حد كبير في منح التنظيم المسلح فرصة لكسب التأييد والتعاطف، خاصة بعد سقوط ضحايا من المدنيين في الغارات التي تشنها الطائرات الأميركية من دون طيار، والتي أثارت سخطاً عاماً في مناطق القبائل التي أعلنت وهدد بعض زعمائها بمواجهتها لما تشكله من تهديد على حياة المدنيين.

قد يكون اليمن بصدد تجاوز أزمته السياسية ببطء، لكن تهديد الإرهاب يتزايد على ما يبدو، حيث يُستـَدل من التفجيرات الإرهابية الصارخة والعمليات القتالية الطاحنة أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب والتنظيمات المرتبطة به باتت في الآونة الأخيرة تمثل مشكلة خطيرة بالنسبة للقيادة اليمنية.

وعلى الأرجح أن الحكومة اليمنية ستدخل حرباً عنيفة ومستمرة مع «القاعدة» خلال الفترة المقبلة، فلا توجد نقاط تقاطع يمكن أن يلتقي عندها الطرفان كحلول وسط.

في المقابل، فإن اعتماد الحكومة اليمنية على الاستعانة بالتدخلات العسكرية الأجنبية، سيمنح التنظيم شرعية تجعله أقدر على الاستمرار في ما تعتبره جهاداً ضد عدو خارجي.

لكن رغم ذلك، فإن الاعتماد على الحلول الأمنية والعسكرية فقط رغم أهميتها لن يكون مجدياً بدرجة كافية لمواجهة مشكلة متشعبة ومعقدة، ذلك أن قوة هذه التنظيمات المادية والبشرية ليست سوى أحد جوانب المشكلة، بينما الجانب الأكثر أهمية يتمثل في البيئة المحيطة الحاضنة لنموها، خصوصاً مع ضعف الحضور الأمني والخدمي للدولة في كثير من المناطق، وتزايد السخط الشعبي إزاء أداء أجهزتها، وانتشار السلاح، وبيئة الفقر والبطالة المنتشرة بين الشباب التي تسهِّل على القاعدة عمليات التجنيد وشراء ولاءات شيوخ العشائر.

 والخلاصة، أن القتال سيستمر بين الحكومة اليمنية والقاعدة وحلفائها، وإن كان بشكل متقطع، لكن الحل على المدى البعيد سيتمثل في قدرة اليمنيين على إنشاء دولة ديمقراطية، تُشعر الساخطين بقدرتهم على التغيير دون لجوء إلى السلاح، فتنزع، من جانب، الشرعية عن كل الجماعات التي تراهن على السلاح لتحقيق أهدافها السياسية، وتفتح، من جانب آخر، للمترددين باب المشاركة في المنافسة على السلطة بطرق سلمية.

رأي البيان

أخبار ذات صله