fbpx
شيطنة الثورة الجنوبية !! / الدكتور محمد علي السقاف
شارك الخبر
شيطنة الثورة الجنوبية !! /  الدكتور محمد علي السقاف

كثرت في الآونة الأخيرة النداءات والمطالبات بتبني الكفاح المسلح في مواجهة همجية النظام الذي لا يحترم حقوق الإنسان ويتبع أبشع الوسائل في حربه ضد الجنوب محاولة منه إلي إخماد الثورة الجنوبية السلمية لهذا ارتفعت الأصوات الجنوبية المطالبة بالتخلي عن النضال السلمي الذي وفق رؤاهم لم تؤتي ثمارها برغم السنوات الست للثورة السلمية.

فلا النخب الحاكمة ولا الإقليم والمجتمع الدولي يعرفون إلا من يمارس العنف والكفاح المسلح وعليه يتوجب علينا البدء بنقطة تحول في إستراتيجية الثورة الجنوبية لتتحول من إستراتيجية النضال السلمي إلي الكفاح المسلح اللغة الوحيدة التي يعرفها ويعترف بها العالم ، وما حدث الآن من القتل البشع لامرأة حامل تكرار لما حدث للشهيدة فيروز يؤجج رغبة مشاعر الانتقام والمطالبة بالثار والكفاح المسلح.

هذه المشاعر والمطالبات مشروعة ولكن السؤال المحوري في توقيت هذه المطالب وهل هي الخيار الأفضل للقضية الجنوبية لتحقيق أهدافها أم أن خيار النضال السلمي هو الحل الأنجع لمطالب شعب الجنوب وهل الخيار السلمي يعني إلغاء الحق في الدفاع عن النفس أم انه حق مكفول من التشريعات الدولية.

الظروف المحيطة والمرتبطة بمطالب تبني الكفاح المسلح

١= تزايد الاهتمام الإقليمي والدولي بالقضية الجنوبية
صحيح انه بطئ تدريجي ولكنه حقيقي يتطور بشكل متصاعد مقارنة بالسنوات الماضية وحتما ستظهر مبادرات إقليمية أو دولية في المستقبل المنظور لأنه من الصعوبة بمكان ترك الأمر دون حل لان الجنوب بموقعه الجيو استراتيجي الهام للغاية يمثل مصلحة دولية عليا لا يمكن تركه لشأنه فالأمن والاستقرار لممرات مائية حيوية للعالم بأسره يقع بالقرب من اكبر احتياطات النفط في العالم لا يمثل شأنا محليا أو إقليميا بحت وعدم التحرك في الوقت الحاضر ربما لأن الظروف لم تنضج بعد والقوى في اليمن الشمالي لم تستنفر وتضعف.

٢= فشل المبادرة الخليجية وموضوع الحوار في مأزق
وللخروج من هذا المأزق والفشل الذريع يجب خلق معطيات جديدة علي أرض الواقع بالعمل علي رفع حالات الاستفزاز للجنوب من عمليات القتل البشعة لإثارة الرأي العام الجنوبي واستفزازه واستنزاف قواه الثورية من خلال الإعلانات المتكررة بإرسال أفواج بشرية من المحافظات المجاورة آخرها مشروع الإصلاح بإقامة مليونية شمالية قي عدن لصالح الوحدة في الأيام القادمة لإيهام العالم أن في الجنوب أيضا مليونية تنادي بالوحدة وليس
كل شعب الجنوب مع فك الارتباط والعالم لن يهتم بالتدقيق أكان ذلك صحيحا أم لا فهي فكرة خبيثة تهدف أيضا إلى خلق صدامات عنيفة ربما تعلن بداية انطلاقة العنف المسلح.

الأسباب التي تدعو الي ضرورة التمسك بإستراتيجية النضال السلمي ورفض اللجوء إلى العنف المسلح

١= قوتنا والمكاسب التي تحققت والتعاطف التدريجي معنا يعود إلى طابع النضال السلمي للثورة الجنوبية واللجوء إلى العنف المسلح فد يؤدي إلى خسارة تأييد قطاعات من الشعب الجنوبي للثورة وبسبب سلميتها اتسع نطاق شعبيتها وتكرار المليونيات الحاشدة دليل علي ذلك.

٢= التحول من النضال العلني إلى النضال السري.

٣= إضعاف التيار المدني العارم الآن في الجنوب الممثل بالنخب الجنوبية ورجل الشارع المسالم وإدخاله في دوامة العنف المسلح.

٣= تغليب العنصر العسكري لقيادة دولة الجنوب عند استعادتها علي أساس أن الاستقلال تحقق بفضل قياداته العسكرية وليس بفضل قواه المدنية التي لم تحقق شيئا منذ ٢٠٠٧ وبالتالي نضال شهدائنا من أجل بناء الدولة المدنية سيتبخر والعسكر هم الذين سيحكموننا انظروا إلى نتائج الثورة الجزائرية والفيتنامية وحتى الثورتين المصرية واليمنية ألم يستمروا العسكر الحكم فيهما لعقود.

٤= تدمير المنشئات الجنوبية علي نطاق واسع وستكون فرصة ذهبية لا تباع سياسة الأرض المحروقة على الجنوب تريدون الاستقلال خذوا أرضكم محروقة ومدمرة.

٥= تبني الكفاح المسلح سيؤدي حتما للكره المشترك من المؤتمر والإصلاح وعلي محسن السبيل الأكيد لتوحدهما وتعليق نزاعاتهما السلطة للعمل على تدمير الجنوب وقتل قياداته العسكرية والأمنية ناهيك عن كوادره الفنية بدلا من إتباع على جرعات سياسة الاغتيالات لكوادرنا المتخصصة ، وستكون مثل حرب ١٩٩٤سيشركون معهم القاعدة والوجه الآخر المستحدث لها أنصار الشريعة.

الخلاصة
=====
الدفاع عن النفس أمر يقره ميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي الاستمرار في النضال السلمي لا يعني مواجهة العنف المسلح دون الرد عليه بوسائل أخرى ليس في الجنوب فحسب بل أيضا في عقر داره في صنعاء والمحافظات الشمالية الأخرى دون أن يعني ذلك التخلي عن تمسكنا بالنضال السلمي فأكبر هدية لتجار الحرب في صنعاء وربما البعض منهم موجودون في الجنوب هو اللجوء إلى الكفاح المسلح ، انتصار قضيتنا لن يتحقق إلا بالنضال السلمي وتحكيم العقل بابتداع وسائل نضالية سلمية أخرى.

أخبار ذات صله