• كعادتي حين انوي الدخول الى هذا العالم الالكتروني , عالم النت الذي لا وجود للحدود فيه , ادخل اليه لإري ماذا اصاب عالمنا من مصائب جديدة , اتصفحه لأرى مذا حدث في مدينتي عدن , مالذي استجد في هذه المدينة التي اصبح سكانها يخلدون الى النوم وهم يفكرون في من سياتي عليه الدور يوم غد ومن قد يكون التالي في قائمة الوفيات وهل سيكون اهاليهم وعائلاتهم معزون ام معزى فيهم .

    اذهب لإبحث في الايميلات الواردة من المنظمات والجهات التي اعتدت ان أراسلها وابلغها بالإنتهاكات التي تجري في عدن اولا بأول , ومنذو فتره ليست بقليلة اتلقي نفس الايميل من نفس الجهة عن اعدام شخص يدعي احمد صالح الماوري وفي كل مره اتجاهل الرد لعدم معرفتي بالقضية وخلفياتها ففي مدينتي كل يوم تعدم النساء والاطفال والشباب كشيئ روتيني واعتيادي ولكثرة اعتيادنا على مثل هذه الاخبار في عدن اصبحنا وفي كل مرة نسمع خبر استشهاد او مقتل احد سكان هذه المدينة نتأثر ولكن لا يتعدى تأثرنا سوى خمس دقائق نطلق فيها الاهات ونترحم علي الروح التي فارقت الحياة ولعدم وجود متسع لها في اجنده البعض يتقرر ان يصدر لهم فرمان الوداع القسري ونعود لحياتنا وكأن شيئا لم يكن ونحن كل يوم نفقد انسانيتنا شئيا فشيئا .
    كم تثير سخريتي بعض الجهات الدولية التي تدعي انها تهتم بالانسان وحياته وتحافظ عليها فحين نرسل الاخبار عن استشهاد او مقتل مواطن في الجنوب لا يتم التجاوب معنا ولو من باب رفع العتب بل نُصر على ان نرسل نفس الخبر عشرات المرات عله يجد من يتجاوب معه ويلفت اهتمامه وقد حدث هذا حينما استشهدت فيروز وهي ام الرضيعة التي اُخذت منها حياتها وازهقت روحها وهي في قعر دارها و لم تحرك المنظمات في الداخل او الخارج ساكنا ولم ترفع تقرير واحد يوثق فيه الحادثة .

    نفس الموقف تكرر حينما استشهدت عافية وهي تحمل في احشائها توأمان لم يروا نور الحياة ولم يكن ذنبهما الا انهم من أرض الجنوب التي يعيش اهلها وهم يطلبون الموت ليعشوا أحرار في عزة وكرامة , و هو الامر ذاته يتكرر بشكل دائم ومستمر مع كل شعب الجنوب بنسائه واطفاله ورجاله ويتكرر القتل وزهق الارواح ولا حياة لمن تنادي في المقابل و وفي ليلة واحدة نجد الدنيا تقوم ولا تقعد لحرق خيمة حزب او رمي طوبة على مقر , هنا تجد نفسك مذهولاً ولسانك عاجزاً عن الكلام والوصف , يبدو أن للضمير لديهم بوصلة توجهه يمنة ويسرة شمالاً ولكن ليس جنوباً !!