fbpx
مكونات شبابية تزور مأوىً للنازحين في التواهي وتقيم مرسمًا حرًا لـ لأطفال وحلقة توعوية لـ المرأة
شارك الخبر

عدن – خاص

قام مركز «عاد» للطفولة والشباب ومؤسسة «وعي» لحقوق الإنسان ومبادرة «تنمية قادة المستقبل» بالتعاون مع مؤسسة «بيت النور» بزيارة ميدانية مساء الجمعة, 16/3/2012, إلى مدرسة «ابن خلدون» الحكومية التي تحوي العشرات من أسر نازحي محافظة أبين في مديرية التواهي بمحافظة عدن، للجلوس معهم وتفقد أحوالهم ومشاركتهم فعاليات وأنشطة متنوعة.

وعلى هامش الزيارة, نظم مركز «عاد» للطفولة والشباب معرض رسم حر للأطفال في ساحة المدرسة. ورسم ما يقارب 40 طفلًا من أطفال النازحين رسومات تعبيرية عن رغبتهم بالعودة إلى ديارهم في محافظة أبين.

وتنوعت رسومات المشاركين من رسم لمنازل سليمة وأخرى طالتها آلة الخراب والتدمير، نتيجة المواجهات المسلحة، ورجال ونساء في المزارع مع الثور والمحراث، ورسم آخرون المدارس والمساجد والطبيعة بمختلف عناصرها.

وقال الناشط الحقوقي عاد نعمان إن ممارسة الأطفال للرسم والتعبير الحر تأتي كوسيلة للتعبير عن أنفسهم وعما يفكرون به، وهو نوع من الإبداع والتهذيب.

وفي سياق الزيارة، قامت مؤسسة «وعي» لحقوق الإنسان بإقامة حلقة توعية «حقوق النازحين والعودة الآمنة»، استهدفت حوالي 30 امرأة من النازحات في أحد صفوف المدرسة، حيث تم توعيتهن بحقوقهن وفقًا لمواثيق الشرعة الدولية.

وتطرقت الناشطة حنان محمد فارع – رئيسة المؤسسة – إلى سرد عدد من حقوق النازحين منذ لحظة نزوحهم مكرهين من مناطقهم وصولًا إلى ملجأ آمن يؤمن لهم الاستقرار وتوفير متطلباتهم الأساسية.

وقد تضمنت هذه الحقوق حق الحماية وشمل نواحي عديدة، وحق النازحين بالاعتراف بهم أمام القانون اعترافًا يؤمن الحماية لهم من الإساءات والتمييز، ويضمن صرف الحكومة لهم وثائق رسمية جديدة عوضًا عن الوثائق الضائعة، وحق الحصول على الرعاية الطبية والصحية المطلوبة بشكل دوري ومجاني تجنبًا لانتشار الأمراض المعدية، والعلاج النفسي الخاص بحالات أصيبت بصدمات نفسية بفعل القتال المسلح في أبين، إضافة إلى الحق في العيش بكرامة وحرية تامة، وتشجيع الفرص الاقتصادية لهم عبر تصميم وتنفيذ برامج تمكن النازحين – رجالًا ونساءً – من الحصول على دخل, وإنتاج غذائهم وملبسهم، وضرورة حصولهم على مستوى معيشي ملائم يجعلهم على قيد الحياة ويشعرهم بالكرامة.

وشارك أعضاء مبادرة «تنمية قادة المستقبل» الأطفال النازحين بعض ألعاب التسلية. وأشار صفوان السيد, أحد أعضاء المبادرة, إلى أن بصمات الأطفال على القماش الأبيض كانت أغلبها باللون الأحمر، بما يعكس نفسيتهم التي لا تزال متأثرة بلون الدم؛ جراء ما عاشوه في محافظة أبين، مبينًا أنهم بحاجة ماسة للعب، وتجديد نفسيتهم وجعلهم يعيشون في عالم الطفولة.

وقالت خديجة بن بريك, نائب المشرف على النازحين في مدارس مديرية التواهي، إن النازحين يمرون بظروف نفسية أفضل بكثير مقارنة ببداية تواجدهم في المدارس، حيث يحاول النازحون أن يتكيفوا مع الوضع الحالي ومعيشتهم الموفرة لهم، إلا أن هناك, طبقًا لـ بريك «بعض الأمور التي تقلقهم وتضيق عليهم، مثل خبر طردهم من المدارس، وأن عليهم إيجاد منازل ودفع الإيجار الذي لا يقدرون على توفيره، فهم بدون أعمال، بل إنهم لا يقدرون على توفير أبسط المواد الغذائية، وكذلك توقف المعونات الغذائية والصحية من المانحين».

وأضافت بن بريك «المشرفون من الناشطين يقومون بما في وسعهم لترتيب أوضاع النازحين في المدارس مؤقتًا، والوقوف أمام انتقالهم إلى مكان آخر، فهم يعلمون أن الحكومة لن تقوم بشيء تجاههم، والأماكن التي سينقلون لها سيئة وغير صالحة للعيش»، مشيرة إلى أن «الحكومة في بداية أزمة النازحين وعدت بإقامة مخيمات مغلقة، إلا أنها لم تنفذ أيًا منها وكانت مجرد كلام».

وقالت «إن الكثير من المساعدات الخارجية التي يسمع عنها النازحون لا تصل لهم ولا يستفيد منها أغلبهم، والكثير من المواد الغذائية التي تم توزيعها لم يتقبلها النازحون من رداءتها، ولا توجد معلومات وإحصائيات صحيحة عن عدد النازحين في محافظة عدن لتوزيع الغذاء بشكل صحيح، مما يسبب عدم توازن ومراعاة عدد أفراد الأسرة، وكذلك بعض الصفوف والحمامات مغلقة من قبل مدراء المدارس الذين يرفضون فتح أبوابها، وهناك من يقوم بتهديد النازحين بإخراجهم من المدارس عن طريق افتعال المشاكل معهم».

وتعتزم كل من مركز «عاد» ومؤسسة «وعي» ومبادرة «تنمية قادة المستقبل» بالتعاون مع مؤسسة «بيت النور» القيام بتنظيم مثل هذه الفعاليات والأنشطة المتنوعة في عدد من المدارس التي تحوي أسر نازحي أبين، من إقامة معارض للرسم والتعبير وحلقات التوعية والنزول الميداني, ضمن ذات الفكرة التي تسعى إلى الاهتمام أكثر بالنازحين، والتأكيد على حقهم بالعودة وإعادة توطينهم في مناطقهم المنكوبة. مشيرة إلى أنه «على الحكومة ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية القيام بحملة إزالة الألغام وجمع آثار ومخلفات الحرب وإخماد الصراعات وتحديد الآليات الملائمة لحماية عودة النازحين، وصرف التعويضات العادلة والمستحقة لهم وإعادة بناء البينة التحتية للمناطق المدمرة».

أخبار ذات صله