fbpx
لماذا فشلت الوحدة اليمنية ؟‎
 قد لايحلو للبعض الحديث عن فشل الوحدة اليمنية ؛ لكن الامر لم يعد مجرد تكهنات تحتمل الصواب والخطأ ؛ فالوحدة اليمنية فشت وفشلها لم يكن في السنوات الاخيرة وانما  اتضاح الصورة بشكل جلي كانت في السنوات الاخيرة ..
فشل الوحدة اليمنية يعود الى بدايتها ؛ ومابني على باطل فهو باطل ؛الوحدة فشلت من يوم ميلادها الاول والذي تم فيه الدخول في وحدة بلامعايير ولا مراعاة للفوارق الاقتصادية  ؛والاجتماعية والسكانية بين البلدين  ؛ فقط كانت  خبط ولصق والله يهني سعيد بسعيدة ..والدليل على فشله وهو ان الصراع بدأ منذوا عامهااعوامها الاولى فلم تنته اشهر العسل بعد ؛ وتندلع حرب بين الطرفين في مطلع العام الرابع من عمر الوحدة ..
وحدة اقامها اشخاص ليست لديهم رؤية ولا حنكة سياسية  وكل ما يمتلكونه حينها هو حماس ثوري وزخم جماهيري يلهب تلك المشاعر والنفوس المتأهبة لدحرجة البراميل التي تفص بين الشطرين حينها ؛ وهو الامر السهل جدا ؛ اعني ان تكون هناك حواجز على شكل براميل تفصل بين ابنا البلد الواحد ؛ اليوم هناك الف حاجز وحاجز في اعماق القلوب تفصل بين ابناء البلد الواحد ؛ هناك حواجز من الحقد والكراهية تفصل الشعبين عن بعضهما ؛ فهناك انفصال نفسي رهيب ؛ وهناك عداء متصاعد وكراهية متزايدة  من قبل كل طرف ضدا على الاخر ؛ وربما هذا الامر لدى المواطن يظهر بشكل اكبر لانه هو الذي يشعر بالظلم والغبن والضيم الذي لحق به جراء هذه الوحدة …
 
فشل الوحدة بسبب الصراع السياسي الذي ظهر من اول يوم بين الشركاء الفرقاء من الشمال والجنوب ؛ وفشل الوحدةازداد وضوحا في اعوام الوحدة الاولى يوم ان لجأت صنعاء ونظامها الى تصفية القيادات الجنوبية  ؛ وفشلت الوحدة بعد ذك باعلان الحرب في صيف 1994م وهي القشة التي قصمت ظهر البعير  ؛ هذه الحرب تسببت في احداث شرخ نفسي كبير في نفوس الجنوبيين ؛ وشعور بان بلدهم سُرِق منهم …
فشلت الوحدة لان النظام في صنعاء بكل عنجهية واستعلاء  لم يسعى ولم يفكر في يوم من الايام بمعالجة اثار الحرب ؛ بل تعامل بكل غطرسة وانطلق يمحوا ويطمس كل ماله علاقة بالجنوب وعلى ارض الجنوب  ؛ فتم تغيير تسمية المدارس والشوارع والمستشفيات والمعسكرات في سعي واضح لطمس الهوية الجنوبية ؛ بل واعتبار يوم 7/7 يوم نصر عظيم وكان في كل عام يحتفل بهذا اليوم مذكرا للجنوبيين بيوم اسود في تاريخهم المعاصر …
فشلت الوحدة اليمنية لان  هذه الحرب جعلت الجنوبيين يصلون الى قناعة بان لاجدوى في التعايش مع شعب عنده قناعة بانهم كفار بناء على التعئبة الخاطئة التي تمثلت في الفتوى المشؤومة والتي مازالت حاضرة في الاذهان الى يومنا هذا ….
فشلت الوحدة يوم ان انطلق المتنفذون في صنعاء الى العبث بارض الجنوب وثروات الجنوب ؛ وفشلت الوحدة يوم تم الاقصاء لابناء الجنوب من الوظائف العامة ؛ ففريق مفصول وفريق محال على التقاعد القسري ..
فشلت الوحدة اليمنية يوم ان انطلق الحراك الجنوبي في 2007 بطالب حقوقية فقابلتها الدولة باغلاق مقر جمعية ردفان و بكل غطرسة ؛ فشلت الوحدة يوم ان تعالت الاصوات التي تئن بسبب الظلم والتعسف الذي لحق بها فكانت الدولة تقابل كل ذلك باذن من طين واذن من عجين ….
فشلت الوحدة لانها عُمّدت بالدم كما يتفاخر نظام صنعاء ؛ وهي اليوم تفشل وتطمس مع كل قطرة دم تسيل في عدن وحضرموت ولحج وابين وشبوة والمهرة …
فمثلما تم تعميدالوحدة بالدم ؛ ففشلها اليوم يتم تعميده بالدم ….
والوحدة ليست مقدسة ولاعيب في فشلها ولكن هناك من لايريد تقبل هذه الحقيقة  والعقلاء واصحاب الشأن مطالبون بالبحث عن صيغة بديلة دون تأخير ؛ فالوضع لايحتمل مزيدا من الاحتقان ؛ والبلد يسير في عد عكسي تنازلي ويتجه نحو الانهيار ؛ لامجال للمزايدات باسم الوحدة ولامجال للتغني بالوحدة او الموت لان الوحدة بذاتها كانت لابنا الجنوب هي الموت الذي دمر حياتهم …
 
اليوم الوطن ينتظر اعادة صيغة وحدته بما يكفل باعادة الاخاء بين ابناء البلد الواحد