fbpx
(( إجرام السلطة وصمت الإقليم ! ))
شارك الخبر

بقلم –  علي ثابت القضيبي
  * شخصياً أعيش حالة من الذهول المطلق ، وهي ممزوجة بِكَمٍ من المقت لاتَتّسع له كل جنبات الأرض على سِعتها ، وهذا من السلطة طبعاً ، وأثقُ أنّ كل جنوبي يُشاطرني ذلك ، لأنّ الفاشل ، أو الذي أعْيتهُ كلٌ الحِيل عن تقديم شيئ ما ، أو الذي تكون ثَمّة قوىً أكبر منه وتعيقهُ عن العطاء ، وحديثي هنا عن الحاكم / السلطة ، هنا من الأشرف له أن ينسحب ويتوارىٰ ، لأنّ السلطة والحكم هي مسؤولية على شعبٍ أمام الله سبحانه وتعالى ، وهذا ليس بالشيئ الهيّن ولاشكّ .
  * أنا هنا لا أُهًوّمُ في فضاءاتٍ مُوغلةٍ في المثالية ، ولا أَرومُ مُحاكاة دُولٍ تَعتّقت في إرثِ الديمقراطية والرقي ، أو أَتوخّى طوباوية رئيسنا ونائبه ، ولكنّ هاذان الأخيران أوغلاَ كثيراً في شريط العمر ، فهما يَخوضان في المستنقعات المُوحلة لِلثمانينات ، أي أنّ أقدامهما على حافة القبر ، وفي يقيني أنّ مَن حولهما وفي حاشيتهما ، وحتى من أبنائهما ، لايلفتوا إنتباههما الى ذلك ، وأنّ عليهما مقابلة الباري الكريم بشيئٍ يُحسّن كَفّتيهما بين يديه ، لكن لا ، بل هُم ينهبوا ويوغلوا في النّهب الشّره ، وعلى رقبتيهما ، حتى هم – الحكام – سادرين في غَيّهم ونهبهم ايضاً !
  * سيكونُ من الغرابة أنّ سَدَنة السلطة لايدركون حال الشعب اليوم ، تحديداً في مناطقنا المُحرّرة ، ولا أعتقدُ أنّهم يتخيّلون كيف هي حياتهم ، أو ماذا يعني عندما يدخلُ الرجل بيته وأولاده يطحنهم الجوع والحر والظمأ أو … أو … ، في تقديري كلٌ هذا لايخطرُ على بالهم مطلقاً ، فهم ما انفكوا يتقمّصون دور الحكّام فعلاً ، ويتأزّرون بالجاكيتّات الأنيقة من أرقى معارض باريس ، ويتضمّخون بأرقى عطورها ، وايضاً يظهرون أمام الشّاشات ويطوحون بأيديهم خلال حديثهم ، ولابأس من أن يكسوا وجوههم بشيئٍ من الجِديّة والصّرامة كالرؤوساء الإيجابيين حقاً ! وهذا شيئ مثيرٌ للقرف والتّقزز بأبشع صوره وأشكاله .
  * في كل بيتٍ وشارع وحارة ، وأمام محلات البقالة والخضار ، وفي المواصلات العامة ، وفي كل مكان ، يرفعَ الناس أكفهم الى السماء بالدعاء على هذه السلطة ، ولأنهُ من غير الأخلاقي واللائق تداول ذلك في الإعلام ، وإلا لنشرنا هنا مايدعوا الناس به عليهم ، لكنّ البوهيمي الجَلف ، وصاحب القلب الميت ، وهو الذي لاتؤثّر فيه متاعب الناس ، من غير المُجدي الحديث معه ، وهذا من أكثر ما يشقٌ في النفس .
 * الشيئ اللافت حقاً ، هو تعاطي أشقّائنا في الإقليم مع جلاوزة السلطة هنا ، بل هو مُثار للتّأويلاتِ والقراءات المُلتبسة ، كأن يُفتَرض بأنّهم راضون فعلاً عن هذا الوضع المُزري الذي يعصفُ بجنوبنا ، أو أنّ لهم صِلة فعلاً بما خطّطَ له العرّابون الدوليون لإنهاك رقعتنا الشّرق أوسطيّة ، أو أنّ هذا ربّما يدخلُ ضمن إرث ثأراتٍ من الجائز أنهُ تختزنها بعض دول الإقليم تجاه شعبنا الجنوبي تحديداً أو … أو … ! وإلا لماذا يخرسون ولايحركون ساكناً إزاء كل الفضائع المرتكبة بحقّ جنوبنا من قبل السلطة ؟!
  * القراءات والتّأويلات تَتعدّد وتتشعّب ولاشكّ ، ولأنّ مايجري في جنوبنا اليوم شيئ يفوقُ التّصور ، وكلٌ هذا وكأنّه لايعني الإقليم في شيئ ! ونحنُ وقفنا ببسالة بمعيتهم ضدّ المشروع الإيراني في المنطقة ، بل وخلّصنا جغرافيتنا الجنوبية من شرور حضورهم فيها مُبكراً ، وضحّينا كثيراً ، فهل كل هذا لايعني لأشقائنا في الإقليم شيئاً ؟! أو أنّه وراء الأكمّة ما وراءها ؟ في تقديري الشّخصي ( الأخير ) هو الواقعي كما يبدو لي ، أليس كذلك ؟!
    ✍️ علي ثابت القضيبي .
   الخيسه / البريقه / عدن .
أخبار ذات صله