fbpx
محافظةالبيضاء.. تمخض الجبل فولد فأراً.

كتب/ علي عبد الله البجيري
قبل أيام خرج علينا وزير الإعلام مطهر الارياني ممتطيا جواده وشاهرا سيفه ليعلن للشعب اليمني بان الشرعية اطلقت عملية ” النجم الثاقب ” لتحرير محافظة البيضاء. صدق الناس الخبر واستبشرو خيرا وهللوا فرحا وأملا. وبعد مضي عدة ايام إذا بجيش الشرعية الوطني يساوم الحوثة ويسلمهم ما لديه من أسلحة وذخائر، ليكتشف ابناء البيضاء وقبائل ال حميقان بأن الشرعية خذلتهم ان لم تكن خدعتهم. ويكتشفوا بان العملية هي استمرار لمسلسل الخيانات، التي اجاد وصفها السياسي الجنوبي الأخ فضل الجعدي قائلا: ” بدءا من مشارف صنعاء إلى تخوم مأرب ومن الزاهر إلى بيحان شبوه، معارك متخمة بالغموض والخيانات، وانكسارات بسرعة الضوء وهزائم بطعم العلقم، وهو الأمر الذي يحتم الوقوف على مكامن الخلل القاتل ومواجهة الأدوات الخائبة التي تمارس استنزاف التحالف وتطعن النصر في الخاصرة “.
بالفعل لقد اثبتت هزيمة البيضاء بان الخيانات تطعن النصر في الخاصرة، ولمن المؤسف لا يوجد مايدل على أن الخيانات يمكن لها ان تتوقف. والمثال واضح لنا في جبهة مأرب، حيث ان المخاض الأليم لهزائمها لم يأت بنصر ولو محدود .
ماذا بقي لشرعية الرئيس هادي وحُكمه، هل يتجرأ ويتخلص من هيمنة “حزب الإصلاح الاخواني على مكتبه وقراراته” كما فعلها الرئيس التونسي قيس بن سعيد؟ هل سيقدم معين عبد الملك استقالتة وحكومته ويرحل غير مأسوف عليه وعلى مطبخه ومقربيه أشك في ذلك؟!
كنا قد استبشرنا خيرا عندما تم تطعيمنا بجرعة الأمل التي تمثلت بتشكيل ” حكومة ما سُمي بالمناصفة بين الشمال والجنوب ” والذي أكملت اليوم شهرها التاسع. تلك الحكومة المشوهة البنية والغير متجانسة التركيب، تحملناها بكل أوجاعها والأمها ومرارتها كشعب مغلوب على أمره، متيقنون بانه لا أمل من هذه الحكومة الفاسدة والفاشلة، وبها سقطت كل الأماني والأحلام، وفسدت جرعة الأمل الوهمية.
ها نحن ندخل الشهر التاسع من بعد تفجير مطار عدن الدولي ووصول حكومة “المناكفة” ليس إلى عدن الشعب والوطن بل إلى ” قصر المعاشيق المُرفه بكل ما يطيب للوزراء”. ومع مرور هذه الفترة فقد أصبح الجنوب على مشارف انفجار شامل بسبب تراكم الأزمات الاقتصادية والسياسية، وفشل نخب الشرعية المحنطة، في وقت شهد فيه الشعب ألواناً من ضنك العيش والتدهور الاقتصادي وانهيار العملة وبلوغ الفساد درجات غير مسبوقه ، لم يعرفها الناس في تاريخ بلادهم.
لم يفلح الضغط العربي ولا الدولي الذي وصل إلى درجة التلويح بمعاقبة الأطراف المعرقلة لاتفاق الرياض، بينما الحرب تتخذ أساليب جديدة تخدم مصالح النخب السياسية والعسكرية والمشيخية المنظوية تحت لواء ” حزب الإصلاح الاخواني” ومعهم الاحزاب المحنطة التي لم يبقى منها غير اسماء الماضي وتاريخه الاجرامي.
بنظرة شاملة للازمة، فإن المعجزة التي بشرت بها عاصفة الحزم قد تناثرت في رمال صحراء الجوف وتبخرت على قمم جبال جبهة نهم، وتلاطمتها امواج البحرالاحمر وسواحل الحديدة.
على الجانب الاخر هناك إخفاق صادم في لملمة شمل وزراء حكومة الشرعية من فنادق وقصور المملكة بهدف إعادتهم للمرة الرابعة إلى العاصمة عدن.محاولات فشلت وتبين أن من يسكنون القصور والفنادق لم يعد بمقدورهم العيش في وطن يكتوي بنار الغلاء وأزمة المرتبات ويعاني من حرب الخدمات.
قدرك يا شعبنا العظيم مع قوم لا يعون ما يعانيه الوطن من ظروف قاسية وانسداد للآفاق، وسط جائحة كورونا وتراجع غير مسبوق للريال اليمني، يضاف إلى ذلك الشرخ الذي يتسع يومآ بعد يوم بين الشعب والشرعية المغتربة في فنادق وقصور عاصمة الشقيقة الكبرى.
شرعية مسلوبة الارادة، لايهمها غير جمع الأموال والارتزاق، نخبها السياسية لم تتعظ من الدروس والعبر، مع الأسف الشديد لا شي يلوح في الآفاق لإنهاء هذه المأساة التي دخلت عامها السابع، جرعت الشعب الموت والجوع والظلم والقهر، ودمرت ما فيه من طاقات للإبداع والعمل، حتى فقد الثقة بكل شيء بما في ذلك في تحالف العرب ودول الجوار الذين خذلوه واستضعفوه ولم يراعوا حقوقه وكرامته واستقلال وطنه وسلامة أراضيه.
والخلاصة..
يقول السياسي والعسكري الفرنسي الشهير ” نابليون بونا برت” إن الحكومة التي يحميها أجانب لن يقبلها شعب حر .