fbpx
الحرب وانحراف المسارات الى اين؟

كتب – اللواء طيار قاسم عبدالرب العفيف
العالم اجمع شهد فشل  التحالف الحاكم في صنعاء
 ( الموتمر الشعبي العام وحزب التجمع اليمني للإصلاح )
 فهذا التحالف هو  من صنع البدايات وهو من يريد    صنع النهايات بطريقه هزلية   وهو لا يهمه وطن ولا غير ذلك الأهم عنده تقديم خدمات لمن يدعمهم من الخارج ليكون  حارس امين لمصالحهم فهو من عطل مسار التسوية السياسية بعد مؤتمر الحوار بتعمد  وهو من قدم السلطة للحوثي على طبق من ذهب وهو يعرف ارتباطه بايران وخطورة ذلك التصرف على اليمن والإقليم  والعالم وكل منهم يريد استخدام جماعة أنصار الله  ليضرب خصمه وكان اعتقادهم بان تلك الجماعة  غير قادرة ولا مؤهلة لقيادة الدولة ويحلم كل منهم استعادة سلطته منها بعدما  تتخلص الجماعة  من اعدائه … واذا بتلك الجماعة أظهرت انها اذكى من كل دهاء ذلك التحالف الذي حكم اليمن لأكثر من ثلاثة عقود فقد تحالفت  تلك الجماعة مع فريق  منهما والذي  بيده مفاصل الدولة والجيش وانصرفت لضرب الفريق  الاخر  حتى اضطرته للخروج من صنعاء  متنكرًا وبعد ان استوت الجماعه على الحكم ذهبت لضرب الفريق الذي تحالفت معه وتم القضاء  على الزعيم الذي فتح لها الأبواب وسلمها مفاتيح خزائنه من المال والسلاح والبشر واصبحت الجماعة متحكمة بمسارات الحرب وتفرض شروطها على الجميع طبعاً بتواطؤ دولي ودعم إقليمي من ايران وغيرها
  بعد سبع سنوات حرب نستطيع ان نستنتج بان هناك خلل استراتيجي كبير في ادارة الحرب من قبل فريق تحالف صنعاء المهزوم المسمى شرعية  والذي تموضع في الرياض نشاهد الجبهات التي يقودها لم تصمد امام الحوثي  بينما الجنوب نهض عبر مقاومته  في تحرير الجنوب والمساهمة في تحرير اجزاء من الشمال حتى الحديده وفي نفس الوقت المساهمة في جبهات اخرى ولا نزال نلاحظ بان الشرعية وقواتها قد تعثرت في كثير من الجبهات بل ان كثير من تلك الجبهات مثل المنطقة العسكرية السابعة والسادسة  قد سلمت للحوثي بما فيها من سلاح وعتاد ومعسكرات وبهذا اكتمل تسليم جيش الجمهوريةاليمنية كاملة مع الأسلحة التي استلمت حديثًا من التحالف ولم يتبقى معها غير مدينه ونصف مدينة في جغرافية الجمهورية العربية اليمنية وذهبت تبحث لها عن وطن بديل  في الجنوب واختلقت  معارك جانبية عبثية لا تخدم هدف عودتها  الى صنعاء
     ففي عدن فشلت الشرعية في ادارتها بل رمت  كل ثقلها  باستخدام اوراق ضغط على مواطني الجنوب المحرر  عبر حرب الخدمات والمرتبات وتركها دون وضع خطط لاعمار ما خلفته الحرب وعطلت اهم المرافق الاقتصادية عمداً  وركزت على تشكيل  ألوية إضافية في عدن تحت مسمى الحراسة الرئاسية وهي خليط من العسكريين وظهر فيها عناصر تنتمي الى المنظمات الارهابية وتم تشكيلها على غرار الفرقة الاولى مدرع والهدف منها السيطرة على عدن لصالح حزب الاصلاح تنظيم الاخوان المسلمين حيث ظهر بان الخلايا الارهابية التي كانت تقوم بالتفجيرات او الاغتيالات تحتمي بتلك المعسكرات وهي تكرار لنفس الأساليب التي كانت تجري ايّام حكم عفاش  عندما كانت تلك الخلايا تخرج من معسكرات الجيش الشمالي المتمركز في المناطق الجنوبية للقيام بالاغتيالات والتفجيرات  وحتى الاستيلاء على مناطق كما حصل في ابين عندما سيطرة عليه جماعة أنصار الشريعة وحسب تصريح اللواء قطن بعد المعارك التي قادها لتصفيتهم في ابين بان تلك الجماعات  عادت  الى معسكراتها
         هناك صراع  مشاريع مختلفة على ارض الجنوب منها ما يناضل من اجله الجنوبيون الذين ينادون باستعادة الدولة الجنوبية وهناك مشروع  تقسيم الجنوب على اسس ومصالح اقتصادية تخص شركات عالمية واقليمية وتقوده الشرعية  والهدف إقناع العالم بانها قادرة على تقديم نفسها لعرض خدماتها كحارس امين على المصالح العالمية والاستحواذ على مستقبل صناعة النفط والغاز في الجنوب  ولهذا تم اخراج النخبة الشبوانيه من محافظة شبوه وتهميش النخبة الخصرمية وحجزها  في منطقة الساحل وعدم السماح لها بالتمدد  نحو الصحراء والوادي والإبقاء على قوات ليست لها اي علاقة بالوادي والصحراء  بمهمة السيطرة  على منابع النفط هناك  وبهذا تم التحكم بكل جغرافية محافظة شبوه وجزء من ابين ومحافظة حضرموت والمهره وهي المناطق المستهدفة من اصحاب تلك المشاريع السياسية التي يراد فرضها على الجنوب في أية حلول قادمة ويتم إقناع المجتمع الدولي والذي لا يهمه الا ضمان سيطرة شركاته العاملة لعقود قادمة
       ومن أوجه الصراع الاخرى بانه  يدور حول الاستحواذ على  مناطق استراتيجية تطل على بحر العرب ومدخل باب المندب ويبدوا ان هناك تفاهمات على مستوى كبير بين الاطراف المتعددة بانه فيما اذا  تمت السيطرة على تلك المناطق وخاصة محافظات النفط فسيكون السيطرة على عدن تحصيل حاصل ويخيل للمراقب بان تحويل بوصلة الحرب باتجاه الجنوب قد كان ذلك من احد أهدافها الرئيسية  فالعودة لمسار  الحرب منذ انطلاقتها  نجد ان هناك تركيز على بقاء قوات ضخمة تابعة ( للشرعية !) وهي مزدوجة وفي نفس الوقت تابعة لصنعاء حسب تصريح سابق للزعيم علي عبدالله صالح ومتواجدة في مناطق النفط تستلم مرتباتها ايضاً من صنعاء ويقضي أفرادها إجازاتهم السنوية في مناطق سيطرة الحوثي وهذا يثير الكثير من التساّولات كونها لم تستخدم في المعارك ولو  تم توظيفها لصالح المجهود الحربي  نحو هدف اسقاط صنعاء  كان يمكن تعديل  ميزان القوى لصالح العودة الى صنعاء ويمكن كان القضاء او حتى تحجيم المد الفارسي التي تدعي الشرعية بانها تحاربه  لكن في الواقع كان يجري العكس بحيث تمكن المد الفارسي من ترسيخ جذوره على جغرافية الجمهورية العربية اليمنية ولديه الإمكانية بالتمدد جنوبًا في حالة ان الشرعية توافقت معه على مستقبل الاستثمارات الكبيره في مناطق النفط التي تسيطر عليها
      ما نراه أمامنا من مشهد تراجيدي ينفذ منذ بداية  الحرب والضاغط على مواطني عدن والمحافظات الجنوبية الأخرى  بحروب متعددة تهدف الى تركيع الناس لكي يستسلموا للأمر الواقع والتخلي عن طموحهم باستعادة دولتهم الجنوبية الفدرالية
    تجاهل معاناة الجنوبيين وعدم النظر بواقعية لما يجري في المحافظات الجنوبية المحررة والسماح للشرعية بمعاقبة شعب الجنوب امر يخالف القانون والمواثيق الدولية لان تلك الممارسات تدخل ضمن الجرائم التي يحاكم مرتكبيها دوليًا وهذا الموقف يثير الكثير من التساؤلات وكأن سكان الجنوب ينتمون الى كوكب اخر  بينما لو نملة تعثرت في صنعاء او تعز او الحديدة يهرع العالم كله للضغط والاحتجاج والمطالبة بسلامة النملة وهناك شواهد كثبره خلال حرب السنوات السبع الجارية ومنها تشجيعهم للنازحين للبقاء في عدن والمناطق المجاوره لها وفي المحافظات الاخرى مثل شبوه وحضرموت والمهره بل ويتم الصرف عليهم من الشرعية ومن منظمات دولية اخرى لكي يبقوا ويستوطنون في تلك المناطق بينما الجنوبيون   يتضورون  جوعا ولم يلتفت الى معاناتهم احد حتى حقهم الشرعي في المرتب لم يسلم من الأذى لماذا كل ذلك وما الهدف من وراء ذلك ولماذا تشجيع الشرعية على اذلال شعب الجنوب وهل كل ما يجري تحت يافطة الوحدة يبرر ما تقوم به الشرعية من افعال  ؟ وما دخل العالم بوحدة اليمن؟  ام ان هناك تفاهمات لا احد يعرف مضامينها بين الشرعية والعالم تخص ارض الجنوب دون علم شعب الجنوب وموافقته السؤال ماذا تبقى من الوحدة التي لم يستطيعوا ان يدافعوا عنها في عقر دارهم وتركوا خلفهم ترسانة من السلاح والذخائر  ومعسكرات تعج بالجنود والآليات المدرعة والصواريخ بمختلف الأنواع  ولم يطلقوا رصاصة واحدة وماذا تبقى من الشرعية التي لم تستطع ان تحافظ على وجودها في جغرافية الجمهورية العربية اليمنية التي تم انتخابها فيها بل يشاهد العالم  تسليم معسكراتها وجبهاتها لانصار الله في معارك هزلية لم يشهد لها مثيل في تاريخ الحروب  ماذا يعني ترك عدوهم خلفهم وذهبوا لاحتلال الجنوب المحرر مرة اخرى على ماذا يراهنوا هل احد من الخارج يستطيع ان يعطيهم صك امتلاك الجنوب المحرر أسئلة كثيرة مطروحة على الطاولة اليوم وخاصة بعد ان انتفض مواطني محافظات  شبوه وحضرموت والمهره خلال الايام الماضية  وإعلان موقف شعبي رافض للاحتلال اي كان نوعه وتحت  اي يافطة كانت كما بداء اعلان العصيان المدني في محافظة حضرموت للمطالبة بحقهم في الحياة على ارضهم … وهل كل ذلك ما يكفي لكي يقتنع العالم بان من حق الشعوب تحديد مصيرها من أي قوات احتلال اعتقد جازمًا بانه لا يوجد تبرير لأي سلطة خارجية ان ترغم شعب الجنوب للخضوع لأي قوة احتلال وان تصفية الاستعمار بما في ذلك الاستعمار الداخلي ستظل على راس أولويات الدول المتحضرة والتي ساندت منذ خمسينات القرن الماضي شعوب العالم بالتخلص من الاستعمار ومنح الشعوب حقها في الاستقلال
     كما لا اعتقد بان الجنوب سيقبل بان يستغفل بمعارك جانبية وحجزه في عدن بينما  يجري فرض حلول استباقية بالسيطرة على محافظات واسعة من ارضه لشرعية اضاعت ملكها في صنعاء
اللواء طيار / قاسم عبدالرب العفيف
2/8/2021