fbpx
الجنوب على مفترق الطرق”

.
كتب/ علي عبد الله البجيري

يطل علينا عام 2022م وبلادنا تغرق في حرب مسلحة وازمات سياسية واقتصادية معقدة، هذا ما يجعل شعبنا يتمنى التغلب عليها وتجاوز الوضع الكارثي المترتب عليها.
نعم .. ينتظر شعبنا من العام الجديد انفراجة حقيقية تضع حداً لتلك الأوضاع الكارثية، التي ضربت كل الجنوب ، وما زالت دواعيها تثير القلق، مع وجود أطراف تغذيها، و إصرار قوى متنفذة في قمة الشرعية على تعميقها والاضرار بشعب الجنوب الرافض لحكمها وعقليتها الحاقدة . في المقابل يتطلع ابناء الجنوب الى تخطي تلك الأزمات وتجاوز المحن التي عانوها جراء الغزو الحوثي لأراضيهم وما لحقتها من اعتداءات قامت بها الجماعات الإرهابية التي فرخها “حزب الإصلاح ” علاوة على ما آلت اليه حرب الخدمات وتدهور الحياة المعيشية.
في الأسبوع الأخير من عام 2021م شهدت الساحات السياسية والعسكرية والاقتصادية تطورا في احداثها، فمنها ان أكدت الرباعية الدولية موقفها الحازم الرافض للتدخل الإيراني في الشؤون اليمنية، كما اشتدت حدة الهجمات القتالية على الساحة العسكرية، واقتصاديا اتخذت إجراءات إصلاحية مست بهيكلية البنك المركزي اليمني، ووعود دول التحالف بضخ وديعة بنكية من شانها ان تحسن من الأوضاع الاقتصادية للبلاد. وعلى جانب المطالبة باستعادة الدولة الجنوبية فقد سطر أبناء حضرموت اروع ملاحم الانتصار من خلال ” الهبة الحضرمية الثانية” لاستعادة الثروة الوطنية ووقف النهب المنظم لعصابات الشرعية الاخوانية، كما ان القرار التوافقي بتغيير محافظ محافظة شبوة الاخواني وتعيين بدلا منه ابن العوالق الأصيل عوض ابن الوزير سيفتح افاق لنهوض شبوة واقتلاع استحواذ المتنفذين على ثرواتها. ترافق ذلك مع دخول قوات “العمالقة الجنوبية” محافظة شبوة لتأمينها وتحرير بيحان، جميع تلك المتغيرات تشير الى ان عامنا القادم سيشهد في بداياته ترجيح كفة القوى الوطنية على غيرها من الاطراف بما فيها الحاق الهزيمة في المليشيات الحوثية، وانحسار التآمر الاخواني على الجنوب والشرعية، وكذا تحقيق انتصارات متتالية للجنوبيين على طريق استعادة دولتهم الحرة والمستقلة.
مجددا تتجه الأنظار إلى الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية، حيث تعقد جولات من المفاوضات بين الانتقالي والشرعية برعاية دول التحالف واللجنة الرباعية، جولات من الاجتماعات يمكن وصفها بأنها تعد العدة ” للنسخة الثانية” من اتفاق الرياض بدلا من الاتفاق الأول المفخخ بكل الألغام الاخوانية. وهنا يحذونا الأمل بأن لا تكون هذه الجولة مثل سابقاتها. فمن المهم ان تتقدم هذه المفاوضات وتحدث اختراق في القضايا الجوهرية المتعلقة بتعيين المحافظين ومدراء الأمن وقيادات السلطة المحلية، واعضاء السلك الدبلوماسي في الخارج. وعلى الجانب العسكري فانه اصبح من الضروري فيما ارادت الشرعية ان تحقق انتصارات عسكرية بان تنفذ بند نقل الوية القوات العسكرية وبالذات المرابطة دون ضرورة عسكرية في حضرموت الى مناطق التماس مع العدو في كلا من مارب والجوف وبيحان ومكيراس وغيرها. كما ان موضوع التمثيل الجنوبي في مباحثات الحل النهائي الشامل لانهاء الحرب هي الاخرى تتطلب الحسم والوضوح وبما يمنح الجنوبيين حقهم في التمثيل المتساوي امام القوى المتفاوضة وامام القوى الاقليمية والدولية. كما انه اصبح من الضرورة ان يتوصل طرفي المفاوضات الى صياغة اتفاق سياسي جديد تحت إشراف الدول الرباعية، يحفظ للجنوب المحرر استقلالية الإدارة والموارد وإدارة مؤسساته ونظمه .. وبما يحقق الامن والاستقرار والطمأنينة.
بعد كل ما مضاء، آن للجنوب أن يستقر وأن ينعم أبناؤه بالأمن، وعلى الحكومة القادمه التي يجري التوافق عليها في الرياض أن تتواجد على الأرض، وأن تعمل بشكل جاد على إستعادة مؤسسات الدولة المتبقية في صنعاء واخطرها التحكم بأجهزة الاتصالات ومصلحة الطيران المدني، وتفعيل الجبهات لمن يريدون تحرير العاصمة صنعا من قبضة جماعة أنصار الله الحوثية.
خلاصة القول.. ونحن نودع ونشهد الساعات الأخيرة من هذا العام ،نودع كل لحظة حزن وكل دمعة ذرف بها جنوبنا، وهو يتطلع الى تحقيق طموحه في الأمن والاستقرار والحياة الكريمة. ونستقبل عامًا جديدًا يملئه التفائل لتحقيق امانينا في استعادة وطننا الجنوب بكل ثرواته ومقدراته والنهوض به الى الرقي والازدهار. (دعنا نهمس فى أذن العام الجديد كما قال د مصطفى الفقي ببيت شعر قاله المتنبى، نهديه الآن إلى عيد رأس السنة الميلادية، فنقول: (عيد بأية حال عدت يا عيد… بما مضى أم بأمر فيك تجديد