fbpx
في ذكرى التصالح والتسامح الجنوبي

كتب/ علي عبد الله البجيري

التصالح والتسامح الجنوبي ظاهرة حضارية اختطها شعب الجنوب ليتجاوز المحن التي واجهته في مسار نضالاته الوطنية. فهو قد عزم على العمل بها، مرسيا بنيانها كعملية تراكمية مستمرة تتجلى فيها قيم واخلاقيات نهج الاخوة والمحبة وثمراته العظيمة.

وها نحن نجني اليوم احد ثمار ذلك النهج، والمتمثلة في استطاعت القوات الجنوبية من تحرير مديريات شبوة بيحان وعسيلان والعين. لقد تجسد هذا التطبيق في المشاركة من قبل كل ابناء المحافظات الجنوبية. فالتضحية بالارواح من أجل الجنوب هي قمة العطاء للمشروع الجنوبي. لذلك فان التصالح والتسامح نهج لا غنى عنه، والحاجة إليه هو هدف وطني يمكنه ان يوصلنا إلى قناعات ثابته وراسخة لدى الجماعات والأفراد حيال قيمة التسامح، و هذا ما بينته الدلالات الحديثة لذلك المفهوم الذي أصبح اليوم هو الصيغة الأكثر استقطاباً لتسوية التباينات في مجتمعنا الجنوبي. ومالجنة الحوار التي شكلها المجلس الانتقالي من خيرة الكوادر الأكاديمية إلا دليل قاطع على حسن النوايا والتوجهات الصادقة لوضع صيغ للحوار الجنوبي وبحث مستقبل استعادة الدولة الجنوبية.

لقد جسدت معركة تحرير شبوة تطبيق مفهوم ” التصالح والتسامح الجنوبي” فلغة الحوار وان تعثرت خطواتها لأسباب كثيرة لن نخوض في تفسيرها، إلا أننا نجني اليوم أول ثمراتها؟ رغم علمنا بوجود تدخلات خارجية واقليمية هدفها إشعال حروب داخلية في جنوبنا، لمنع الحوار والتفاهم والتصالح والتسامح بين ابناء الوطن الجنوبي.
الخلاصة:
مفكر عربي كبير، هو سلامة موسى نظّر حول التسامح مبكراً منذ الثلث الأول من القرن العشرين قائلاً: «وليس من شيء يعمل للحرية الفكرية، ويضمن بقاءها، ويحث على الدفاع عنها مثل الثقافة الواسعة المتشعبة، لأن الوقوف على الآراء المختلفة والمتناقضة يشبع القلب بروح التسامح وكراهية التعصب».