fbpx
(( خبايا الهدنة ومجلسنا الإنتقالي ))
شارك الخبر

بقلم – علي ثابت القضيبي.
  * يقرأ بعض الباحثين السياسيين أن قبول الحوثي للهدنة الأخيرة يهدف الى سعيهم لتحقيق أهداف عدة ، فما لم يحققوه بإنتصارات عسكرية ، سوف يسعوا الى تحقيقه خلال هذه الهدنة ، والأولوية كسبهم للمزيد من الوقت ، وخلاله يتفرغوا لإضعاف مجلس القيادة الرئاسي ، ومن خلال سيناريوهات متعدّدة أُعدّ لها بعناية فائقة ، ومنها زعزعة أمن وإستقرار مناطقنا المحررة ، وعلى أن يتم هذا عبر عمليات إرهابية وإغتيالات بهدف دفع الإنتقالي الى الخروج من إجماع المجلس الرئاسي .
  * إذاً النوايا المبيتة كما يحددها هؤلاء الباحثين السياسيين لضرب مجلس القيادة الرئاسي ، وعلى رأسها توجيه ضربات موجعة للإنتقالي الجنوبي ، وذلك من خلال العمل الدؤوب على بثّ السموم داخله وبين قاعدته بهدف إفشاله وتفكيكه ، والمشكلة هنا أنّ الأرضية مهيّأة لهم لتحقيق ذلك ، وخصوصاً في ظل الظروف الراهنة التي يعيشها مجلسنا الإنتقالي الجنوبي .
  * بصراحة ، مؤخراً سادت الشارع الجنوبي حالة من التّململ والإحباط ، وبعضها له مايبرره ، خصوصا وقيادتنا في الإنتقالي تصمٌ أذانها عن الكثير من الطروحات الواقعية التي يتداولها الشارع ، وبعض من هذه الطروحات يشوبها شيئ من اللبس ، ولكن الجهاز الإعلامي للإنتقالي لم يعرفهم ويفند حقائق الأمور ، بل هو يحلق في فضاءات بعيدة ، أو يقصر أداءه على النّفخ والتطبيل للقيادة وحسب ، وبأمانة هذا مسلك قد عافهُ الشارع الجنوبي وملّ منه تماماً .
  * حقيقة قد حقّقت قيادة الإنتقالي نجاحات ملموسة عدة على الصعيد السياسي ، ولكن ثمة ثغرات تشوب الأداء في القاع ، وحيث الإحتكاك الحقيقي بمعاناة الناس الذين هم القاعدة الأساسية للإنتقالي وظهيره الشعبي ، وعلى سبيل المثال : في اللجان المحتمعية للأحياء ، هنا جاء القرار بتشكيلها من الهيئة الأعلى في الإنتقالي ، وتُرك التشكيل بدون متابعة أو تدقيق ليختاروا أعضاء هذه اللجان ، وأكثر من شكّلوا هذه اللجان هم أصلاً من الخصوم المخترقين لصفوف مجلسنا الإنتقالي ، وهؤلاء جاءوا بالنوعيات الأكثر سوءاً وقبحا من الناس في هذه اللجان غالباً !
  * فعلاً لقد تمّ إختيار ناس مصلحيين وإخوانيين وعفّاشيين وفوضويين .. إلخ ، وهؤلاء جيّروا عمل هذه اللجان للتكسب لأنفسهم وذويهم ، وكما حدث عند رفعهم كشوفات بالمحتاجين للمساعدات في برنامج البصمة ، وهم رفعوا أهلهم وذويهم ، وتركوا أكثر الناس فقرا وحاجة ، وأسر كثيرة مُعدمة تضرّرت جرّاء ذلك ، وإنقلب العتب واللوم على مجلسنا الإنتقالي الذي وجّه بتشكيل هذه اللجان المجتمعية في الأحياء ، وتحوّل هذا اللوم الى نقمة متصاعدة وتبرم من أداء الإنتقالي ، ولكن القيادة لم تأبه بهذا ولم تحرك ساكنا حياله !
  * هنا فعلا العتب واللوم على قيادتنا في الإنتقالي بمختلف مراتبها ، وهم يديرون ظهورهم لشكاوى الناس وطروحاتهم وأرائهم ، وهذا سيكون المدخل الذي سيولج منه الخصوم اليوم للفَتّ في عضد الإنتقالي وتشظيته ، وأنا متأكد أن القيادة لن تستمع ولن تتجاوب مع ما أوردناه هنا كدأبهم دائماً ، وهذا سيعكس نفسه سلباً لدى العامة وأنصار مجلسنا الإنتقالي ، وقد قلنا وكرّرنا مرارا بأن هذا المسلك يسحب من الرصيد الشعبي والجماهيري لمحلسنا الإنتقالي ، ولكنه الٱذان في مالطا ، وللتحقق من هذا ، لننظر اليوم في قاعدتنا الجماهيرية التي ( كانت ) كبيرة وعريضة في يومٍ ما ، أليس كذلك ؟!
    ✍️ علي ثابت القضيبي .
   الخيسه / البريقه / عدن .
أخبار ذات صله