fbpx
“وكالة الأناضول تتجسس”.. حرب إعلامية مستعرة بين تركيا واليونان
شارك الخبر

 

 

يافع نيوز – العرب

وصفت الصحافة اليونانية نشر وكالة الأناضول مشاهد لجزيرة كتشي اليونانية والوجود العسكري غير القانوني فيها بأنه “تجسس”.

وقالت صحيفة “كاثيميريني” اليونانية في خبر، الخميس، إن الصحافة التركية استهدفت جزيرة كتشي، عبر نشر وكالة الأناضول وقناة “تي.آر.تي” الإخبارية صوراً ومشاهد من الجزيرة. واعتبرت صحيفة “لوغوس”، في خبر عنوانه “الصحافة التركية بالغت مجدداً”، أن وكالة الأناضول تجاوزت حدود الاستفزاز بمراقبتها لجزيرة كتشي.

أما وسائل الإعلام اليونانية على الإنترنت، فقد صدّرت عنواناً لها بـ”استفزازات جديدة من تركيا: وكالة الأناضول تراقب جزيرة كتشي”. ووصفت وسائل الإعلام اليونانية الأنشطة الصحافية لوكالة الأناضول بأنها عملية “تجسس” على الجزيرة.

ونشر حساب يوناني على وسائل التواصل الاجتماعي صورة التقطت خلال زيارة مجاملة سبق أن أجراها مدير عام وكالة الأناضول، سردار قره غوز، لوزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، في السابق، مشيراً إلى التنسيق بين الوكالة والقوات المسلحة التركية.

وكان قره غوز قد هنّأ، عبر تغريدة، المراسلين علي بالي وعائشة يلدز على “التقاطهما مشاهد لجزيرة كتشي الواقعة على بعد 8 كيلومترات من شبه جزيرة بودروم، توثق تسليح اليونان للجزيرة ونشرها فيها جنوداً بشكل ينتهك القانون الدولي”.

مراقبون يقولون إن خطابات الإعلام التركي مماثلة لتلك التي سبقت غزو القوات التركية لقبرص في عام 1974

كما استهدف أحد اليونانيين تغريدة قره غوز، حول تهنئته لمراسلي الأناضول، معلقاً عليها بعبارات “استفزازية”.

واقتداءً بالرئيس رجب طيب أردوغان، دأبت وسائل الإعلام التركية على الترويج لرواية تظلّم ضد اليونان، خاصة منذ الزيارة الناجحة لرئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس إلى الولايات المتحدة الشهر الماضي.

وكان أردوغان منزعجًا بشكل خاص من حقيقة أن ميتسوتاكيس، دون ذكر تركيا بالاسم، وضعها بشكل مباشر في صف الاستبداد الذي يحارب الديمقراطية في خطابه في جلسة مشتركة للكونغرس الأميركي. كما غضب الرئيس التركي مما رآه تدخلا من ميتسوتاكيس ضد بيع الولايات المتحدة لأجزاء محدثة من طراز أف – 16 وطائرات جديدة. وبعد فترة وجيزة قال أردوغان إنه لن يتحدث إلى ميتسوتاكيس مرة أخرى.

وأشارت صحيفة “حرييت” التركية أنه صفق لميتسوتاكيس37 مرة في خطابه الذي استمر 42 دقيقة أمام الكونغرس. وقامت وسائل الإعلام التركية المطبوعة والإلكترونية بتضخيم الملاحظات العدوانية للمسؤولين التي تركز على الوضع المفترض منزوع السلاح لجزر بحر إيجه. وأصبحت التغطية أكثر كثافة عندما زار ميتسوتاكيس جزر بسيريموس وكوس وأستيباليا. وبدأ المسؤولون ووسائل الإعلام مناقشة كيف تم التنازل عن هذه الجزر لليونان وإيطاليا منذ أكثر من 100 عام وكيف يمكن لتركيا المطالبة بها مرة أخرى، على افتراض أنه تم انتهاك شروط التنازل.

وحاول طاقم تلفزيوني تركي سابقا الاقتراب من بسيريموس بحجة أن سيادتها متنازع عليها.

وأجرى الوزير التركي مولود جاويش أوغلو مقابلة مع وكالة الأناضول هدد فيها بالاعتراض على سيادة الجزر اليونانية إذا لم تقم القوات اليونانية بإجلائها. وفي أكثر من برنامج تلفزيوني تم نشر الخرائط لإثبات كيف أن اليونان هي “أداة القوى الأجنبية” التي تحاول “تطويق” تركيا. وتقول وسائل الإعلام اليونانية أنه في البرامج التلفزيونية يتم تشريح معاهدتي سيفر (1920) ولوزان (1923) بطريقة لا علاقة لها بمحتواها الفعلي. وليس من المستغرب أن تنديدات المسؤولين اليونانيين، بمن فيهم ميتسوتاكيس ووزير الخارجية نيكوس ديندياس، بالكاد تستحق الذكر.

ولطالما كانت نظرية “التطويق” هاجسًا تركيًا لعقود من الزمن، وغالبًا ما تكون نوعًا من الرثاء على زوال الإمبراطورية العثمانية. ولكن هناك إصرار متجدد على ذلك، وكذلك على نظرية “المناطق الرمادية” أو مناطق السيادة المتنازع عليها في بحر إيجه، ويحاول الإعلام التركي بمباركة أردوغان إعادة نظرية التسعينات أو ما يسمى “المناطق الرمادية” التي روجتها تانسو تشيلر، رئيسة الوزراء الأولى والوحيدة في تركيا.

ويقول محللون سياسيون إن انشغال وسائل الإعلام باليونان وسوريا يعمل على صرف الانتباه والنقاش بعيدًا عن الحالة المزرية للاقتصاد التركي، مع ارتفاع التضخم إلى أعلى مستوى له في 25 عامًا بالإضافة إلى أن الليرة تفقد قيمتها باستمرار، وهي قضايا يمكن أن تعصف بمحاولة أردوغان لإعادة انتخابه بعد عام من الآن.

وعلى الرغم من أن هذه الدعاية مخصصة للاستهلاك المحلي فقط، يشير محللون متمرسون إلى أن خطابات مماثلة سبقت غزو القوات التركية لقبرص في عام 1974.

أخبار ذات صله