fbpx
عن الإشادة البحسنيّة.. وملف وادي حضرموت

كتب – أنور التميمي.
بن حبيش الصيعري كادر أمني حضرمي ممتاز ، وقد تشرفت بمعرفته عن قرب حين كانا هو وعيسى العمودي مسؤولين عن تأمين نائب الرئيس ورئيس الوزراء الأسبق  المهندس خالد بحّاح.
هذه المقدّمة لابد منها ، حتى لا يبدو حديثنا عن قرار تعيينه مديراً لأمن الوادي والصحراء تقليلاً من ملكاته القيادية الشخصية . الموضوع وما فيه أن هناك قوى تسوّق القرار وما بعد القرار بطريقة تستوجب عدم الصمت.
هناك اشتغال لتسويق قرار تعيين ” الصيعري ” وكأنّه حدث استثنائي يساوي في اهميته الامنية والسياسية قرار نقل المنطقة العسكريّة الاولى من حضرموت إلى مأرب والجوف حيث المواجهات العسكرية مع الانقلابيين الحوثيين .
يتم الاشتغال إعلاميّاً وسياسيّاً على الموضوع منذ صدور قرار التعيين وماصاحبه من ضخ إعلامي عن صراع “مزعوم “بين البحسني ووزير الداخلية اللواء إبراهيم حيدان ، وتضخيم موضوع رفض المدير السابق التسليم للمدير الجديد ، ثم تدخّل مجلس القيادة الرئاسي لتمكين ” الصيعري ” من المنصب.
تواصلت الحملة الإعلامية كما هو مخطط لها لتصوير الخطوة بالانتصار العظيم للبحسني و للحضارم ، لدرجة ان إعلاميي المجلس الانتقالي بلعوا الطعم وراحوا يروّجوا للخطوة بطريقة تجعل المراقب يصل الى استنتاج مفاده أن مطالبات الانتقالي  بإخراج المنطقة الاولى، باتت قضية قابلة للتأجيل إلى أجل غير مسمّى.
يا سادة !
الاشكالية في الوادي والصحراء اكبر وأعقد من تعيين او إزاحة قائد عسكري ..
القضية تكمن في وجود قوة عسكرية ضخمة يبلغ قوامها عشرات الآلاف من الافراد ، بترسانة عسكرية ضخمة قياساً ببقية التشكيلات العسكرية . هذه القوة تمثّل النموذج الصارخ للتنسيق الانتهازي الإخواني / الحوثي . هذه القوة تنتشر في المدن وتتمركز في مفاصل الطرقات ، ليس هذا فحسب بل أنها تنتشر على طول الشريط الحدودي الدولي للجنوب مع السعودية وعمان ( من منفذ الوديعة حتى منفذ شحن ” . يعني إن السعودية وعمان مضطرتان ومحتاجتان للتنسيق مع هذه القوة أكثر من حاجتهما للتنسيق مع القوات الجنوبية المتمركزة بعيدا عن الحدود !
فما عساه أن يفعل ” بن حبيش الصيعري ” أزاء هذه الحالة ؟!
ماذا سيفعل بعصابات التهريب المسنودة بقادة عسكريين في المنطقة الاولى ؟
ماذا عساه أن يصنع وهو يقف على رأس مؤسسة تفتقر لكل شي ؟!
منتسبو المؤسسة الشرطوية في الوادي والصحراء لا حول لهم ولا قوة ، وكانوا ضحايا للاغتيالات والقتل في نقاط تمركزهم !
ما أثار انتباهي يوم أمس ، إشادة البحسني بما اسماها ( يقظة الأمن ) في الوادي والصحراء . الاشادة جاءت بعد خبر تم الترويج له يفيد بتمكّن الامن في سيئون من افشال عملية ارهابية بسيارة مفخخة !!.
سيئون ومناطق الوادي التي شهدت عمليات اغتيال للمئات من الكوادر العسكرية والمدنية في وضح النهار ، وبالقرب من نقاط المنطقة العسكرية الاولى ، وسجّلت جميعها ضد مجهول ، يتم تسويق الحالة الأمنية فيها اليوم بأنها النموذج الذي يستحق الاشادة !!
يا ترى أي رسائل سياسية أراد توصيلها أصحاب الإشادة في هذا التوقيت  ؟
الاشادة بكل تاكيد ليست بالصيعري ، بل للقبول بواقع الحال في الوادي ..
وربي يحميك يا بن حبيش الصيعري..