fbpx
للمؤتمر الشعبي العام .. كما تدين تدان

أحمد سعيد كرامه

المؤتمر الشعبي العام لم يكن في يوم ما حزب وطني الهوى والهوية ، كان حزب الرئيس الراحل عفاش ، وأنتهى عمليا بنهاية زعيمه ومؤسسه ، غلبت عليه الفوضوية والشللية والجهوية والانتهازية ، جمعتهم المصالح المادية وفرقتهم بنفس الوقت ضياع تلك المصالح ، ولهذا بقايا المؤتمريين تراهم اليوم يتخبطون كعادتهم خلف أي رئيس جمهورية كان شرعي أم غير شرعي ، لأنهم هكذا جبلوا .

من ضيع وفرط بالجمهورية اليمنية هم المؤتمريين رئيسا وجيشا ومؤتمر شعبي عام المهيمن على مقاليد السلطة بصورة أحادية ، نعم هذا حال الدنيا وكما تدين تدان يا مؤتمر شعبي عام .

أقولها وبصدق أن من وقف وقفة جادة مع المؤتمر هي دولة الإمارات العربية المتحدة أولا وأخيرا ، ولولاها لقلنا كان هناك مؤتمر شعبي عام ، والسبب يعود إلى أن المؤتمر الشعبي يعتبر أفضل الموجودين على الساحة الشمالية في اليمن في وقتنا الحاضر ، نعم هكذا تنظر الإمارات للمؤتمر مقارنة مع مليشيات الحوثي وحزب الإصلاح الإخواني ، ومع هذا ومن منظور شخصي أرى أن رهان الإمارات على طارق عفاش رهان خاسر كونه مخترق إختراق كبيرا من قبل الحوثي ، والدليل على ذلك تلك الانشقاقات التي حدثت وتحدث في أكثر من مناسبة .

السعودية إستخدمت المؤتمر الشعبي العام في الجنوب بطريقة أخرى نكاية بالمجلس الإنتقالي الجنوبي ، عند أي إعتراض من قبل الإنتقالي على حزب الإصلاح والعكس صحيح ، تسارع الشقيقة إلى فرض المؤتمريين الجنوبيين كحل وسط يرضي جميع الأطراف على حد زعمها ، هنا نقول أن فلول المؤتمر خدمتهم الأوضاع والظروف التي أوصلتهم الى السلطة مرة أخرى .

نرى أن هناك مؤتمر شعبي عام جديد برداء سعودي في الجنوب ، حتى بات المؤتمر سريع التفريخ والتدجين والترويض ، وقد نشاهد مؤتمر شعبي أمريكي أو حتى أفريقي ، معظم الأحزاب اليمنية للأسف الشديد لا تنتمي لوطنها ، بل تريد أن يكون الوطن هو المنتمي إليها والى مشاريعها الخاصة ، من خلال السيطرة التامة عليه ونهب ثرواته وخيراته وتجويع الشعب ، ولهذا لن نرى أي توافق أو حتى تقارب لإنهاء الحرب في اليمن في القريب العاجل ، إلا بعد توافق القوى الإقليمية والدولية صاحبة اليد الطولى على اللاعبين المحليين .

كما أستخدم الرئيس الراحل عفاش حزب الإصلاح وغيرهم في ضرب الجنوب ، نرى اليوم الحوثي يستخدم المؤتمر الشعبي جناح صنعاء لضرب خصومه في الشمال ، من يتحدث عن عودة المؤتمر الشعبي إلى عدن ، عليه أن يستعيد صنعاء التي فرط بها نتيجة قرار إرتجالي إنتهازي مغامراتي كارثي .

لا مقرات للمؤتمر في عدن وباقي المحافظات الجنوبية المحررة ، كونها مغتصبة تلك المقرات التي كانت أصول حكومية قبل أن يستولى عليها ، نعم نكره علم الجمهورية اليمنية الذي يرفع دائمآ وأبدا ليشرع غزونا وتشريدنا وقتلنا ، هذه الراية التي ترمز الى الهيمنة الشمالية على الجنوب أرضا وشعبا ، نعم نكره الوحدة اللعينة من قبل عصابة لا هم لها سوى نهب ثرواتنا وخيراتنا ومواردنا المالية طيلة سنوات وحدتهم المشؤومة .

هذه سنة الحياة التي يصر البعض على عدم فهمها أو تقبلها بصدر رحب ، إنتهى الحزب الاشتراكي اليمني من طراز جديد ، وإنتهى المؤتمر الشعبي العام إلى خمسة أو ستة أجنحة مناطقية وشللية وإقليمية ، وبالتالي عليهم تقبل هذا الواقع بكل تفاصيله .

على الشماليين ولفيفهم من الجنوبيين المؤتمريين العفاشيين البحث عن وحدتهم ومؤتمرهم هناك في صنعاء اليمن ، وليس في عدن وباقي المحافظات الجنوبية المحررة .