fbpx
تراجع الحوثي في اللحظات الأخيرة يفشل الجهود الدولية لتمديد الهدنة
شارك الخبر

 

 

يافع نيوز – العرب
كشفت مصادر دبلوماسية مطلعة عن إفشال الجناح العسكري والعقائدي للحوثيين اتفاقا معدلا تقدم به المبعوث الأممي هانس غروندبرغ السبت، في محاولة لمنع انهيار الهدنة الأممية التي تنتهي الأحد.

وقالت المصادر إن ضغوطا عمانية وأممية على وفد التفاوض الحوثي المتواجد في مسقط بسلطنة عمان أسفرت عن إبلاغ محمد عبدالسلام رئيس الوفد المبعوثَ الأممي بالموافقة الحوثية على الاتفاق المعدل لتمديد الهدنة، قبل أن يصدر المجلس السياسي الأعلى للحوثيين الأحد بيانا يمثل تراجعا عن الموافقة الحوثية على بنود تمديد الهدنة الأممية.

وقالت المصادر نفسها إن الاتفاق المعدل الذي تقدم به المبعوث السبت تضمن تمديد الهدنة لستة أشهر وفتح خطوط جديدة للطيران من مطار صنعاء وفتح ميناء الحديدة وفتح الطرقات في مدينة تعز والتوافق على قيام الحوثيين بإيداع إيرادات ميناء الحديدة في حساب خاص تحت إشراف الأمم المتحدة يتم من خلاله صرف رواتب الموظفين في مناطق سيطرة الحوثيين، على أن تتولى الحكومة تغطية العجز في بند الرواتب من الإيرادات في مناطق سيطرتها.

وأشارت هذه المصادر إلى مطالبة الحوثيين بأن تتولى الحكومة دفع الرواتب من إيرادات النفط والغاز في محافظات الجنوب، على أن تقوم الميليشيات الحوثية بفتح طرق فرعية في مدينة تعز، كان ممثل الحكومة في مفاوضات الأردن قد رفضها سابقا واعتبرها غير كافية.
وأكدت المصادر ذاتها أن المجلس الرئاسي انقسم إلى فريقين، الأول مع رفض الاشتراطات الحوثية دون تقديم الميليشيات أي تنازلات في المقابل، وقاد هذا التيار داخل المجلس رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي وقائد ألوية العمالقة الجنوبية أبوزرعة المحرمي، فيما وافق فريق آخر بقيادة ممثليْ حزب الإصلاح داخل المجلس (سلطان العرادة وعبدالله العليمي) على تمديد الهدنة مقابل الحصول على ضمانات تتعلق بعدم تحرك قوات الانتقالي نحو حضرموت والمهرة وإعادة القوات الموالية للإخوان إلى شبوة.
وأصدر المجلس السياسي الأعلى (أعلى سلطة سياسية حوثية) بيانا اتهم فيه التحالف العربي بتحمل “مسؤولية تعطيل عملية السلام ورفضه للحقوق المشروعة لأبناء الشعب ”.

وقال المجلس السياسي إنه يستهجن “تلكؤ الأمم المتحدة وطرحها لورقة لا ترقى إلى مطالب الشعب اليمني ولا تؤسس لعملية السلام”، في إشارة إلى المقترح المعدل الذي تقدم به المبعوث الأممي السبت.

وأضاف المجلس أنه لن يسمح “بأن تتحول الهدنة إلى غاية كونها كانت مجرد وسيلة للوصول إلى اتفاق نهائي”.
وكان الناطق العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع قد أدلى بتصريحات السبت حذر فيها “الشركات الملاحية التي لها وجهات إلى دول (التحالف) لمتابعة تحذيراتنا وتعليماتنا”، وأضاف “سنوافيكم بتحذيراتنا فور انتهاء وقت الهدنة في حال عدم التوصل إلى ما يحقق مطالب شعبنا المحقة”.

وتابع “نحن بصدد الاستعداد لأي تطورات ونحمل تلك الشركات مسؤولية تجاهل ما سيصدر عنا خلال الساعات المقبلة”.

وفي تصريح” حول قراءته للتطورات المتسارعة المتعلقة بمصير الهدنة الأممية أكد يعقوب السفياني، مدير مركز ساوث 24 للدراسات والأخبار في عدن، أن “الهدنة الأممية تتجه إلى مسارين قاتمين يحددهما الحوثيون؛ الأول فشل الهدنة وعودة الحرب، والثاني تمديد وتوسيع الهدنة لمصلحة الجماعة المدعومة من إيران وهذا في كلتا الحالتين صفقة سيئة بالنسبة إلى المجلس الرئاسي والتحالف بقيادة السعودية”.

ولفت السفياني إلى أن الحوثيين يتعاملون مع الهدنة كملف لابتزاز المجتمع الدولي والإقليم، تماما كما تعاملوا مع الملفات الإنسانية طوال فترة الحرب، مشيرا إلى أن تحذيرات الجماعة باستهداف الشركات النفطية تأتي ضمن سياسة الابتزاز الحوثي نظرا للأزمة العالمية في الطاقة الناتجة عن الحرب الروسية – الأوكرانية، وكذلك التهديدات باستهداف الشركات الملاحية والتلميح بنقل الحرب إلى المضايق والممرات المائية.

ولفت السفياني إلى أن الحوثيين يتعاملون مع الهدنة كملف لابتزاز المجتمع الدولي والإقليم، تماما كما تعاملوا مع الملفات الإنسانية طوال فترة الحرب، مشيرا إلى أن تحذيرات الجماعة باستهداف الشركات النفطية تأتي ضمن سياسة الابتزاز الحوثي نظرا للأزمة العالمية في الطاقة الناتجة عن الحرب الروسية – الأوكرانية، وكذلك التهديدات باستهداف الشركات الملاحية والتلميح بنقل الحرب إلى المضايق والممرات المائية.
وتابع “قد تنجح الضغوط الدولية في إرغام كل الأطراف على تمديد الهدنة، لكن الحوثيين سيواجهون عمليا صعوبة في تقبل واقع الحد الأدنى من الشروط والتنازلات خصوصا إذا تمسك المجلس الرئاسي بموقفه الثابت إزاء إيرادات ميناء الحديدة التي يفترض أن تغطي جزءا من رواتب موظفي الخدمة العامة في مناطق الحوثيين. وهذا ما قد يدفع إلى بروز مواقف متطرفة من الجناح الحوثي المتشدد المقرب من طهران”.
وكانت الساعات الماضية قد شهدت تصاعدا غير مسبوق في التحركات الدولية لمنع انهيار الهدنة التي كان المجتمع الدولي يعول على تحويلها إلى مسار دائم للسلام .
وفي هذا السياق عبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن قلق واشنطن إزاء تصرفات الحوثيين الأخيرة، مشددا على أهمية دعم المجتمع الدولي لمجلس القيادة الرئاسي.

أخبار ذات صله