fbpx
صحفي جنوبي يكشف عن توقعات بفقدان 150نوعًا من النباتات والحيوانات والأسماك نتيجة التغيرات المناخية ويدعو للحفاظ عليها 
شارك الخبر

 

يافع نيوز – عدن.

دعا الصحفي الجنوبي الرئيس المؤسس لـ مؤسسة الصحافة الإنسانية، بسام القاضي، للحفاظ على 150 نوعًا من النباتات والحيوانات والأسماك تهددها التغيرات المناخية، وفي مقدمتها الأعاصير والفيضانات.

جاء ذلك خلال مداخلة له في مؤتمر الشبكة العربية للصحافة العلمية، الذي يعقد في جامعة المستقبل بمصر، على مدى يومي الأحد والاثنين، والذي يشارك فيه كصحفي علمي متخصص في تغطية قضايا المناخ والبيئة.

وقال في مستهل مداخلته: “اليمن اليوم واحدة من أكثر الدول المتأثرة بالتغيرات المناخية والبيئية التي أضرت كثيرًا بالإنتاج الغذائي، جراء تساقط الأمطار والأعاصير والفيضانات التي ضربت البلد المثقل بنزاع دامٍ منذ سنوات ثمان، الأمر الذي أثر بقوة على النشاط الزراعي وسبل العيش، وساهم في تفاقم أزمة الأمن الغذائي وتفشي المجاعة وسوء التغذية، في ظل ما تعيشه البلد من أزمة إنسانية هي الأسوأ في العالم وفقًا للأمم المتحدة حيث يحتاج 80 بالمائة من السكان (24 مليون نسمة) إلى مساعدات إنسانية عاجلة”.

واضاف : “قدّرت السلطات المحلية التابعة للحكومة المعترف بها دوليًا الخسائر الشديدة والأضرار التي خلفتها الأعاصير في  المناطق الشرقية من اليمن خصوصًا في أرخبيل سقطرى ومحافظتي المهرة وحضرموت، بنحو 2 مليار دولار، إلى جانب الخسائر البشرية حيث تسببت الفيضانات بوفاة نحو  300 حالة”.

*جفاف وارتفاع الحرارة*

ولفت : “تشير التوقعات إلى أن البلاد ستتحمل فترات جفاف أطول وموجات حرارية في السنوات القادمة، إذ من المتوقع أن ترتفع درجات الحرارة خلال العقدين القادمين بمقدار 3.3 رجة مئوية، وهو رقم ينذر بالمزيد من الآثار المناخية المدمرة إلى جانب ما تعانيه من شح كبير في الموارد المائية وتدهور الأراضي الزراعية وانعدام الأمن الغذائي؛ كون ثلثي سكان اليمن يعتمدون على الزراعة”.

*توقعات بفقدان 150نوعًا من النباتات والحيوانات والأسماك*

وقال القاضي في سياق مداخلته : “ثمة واقع جديد مؤلم يتشكل حاليّا بسبب التغيرات المناخية، إذ أن اليمن مهددة بفقدان ما يزيد عن 150نوعًا من النباتات والحيوانات والأسماك، إذ كان البلد الواقع جنوبي الجزيرة العربية عرضة للأعاصير الاستوائية والمدارية  خلال الأعوام  2010 – 2018   “تشابالا” و”ميغ” و”ميكونو” و”لوبان” قبل أن تسيطر السيول والفيضانات على المشهد خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة 2020 2021 2022″.

واضاف : “يتميز أرخبيل سقطرى بتنوع حيوي فريد حول العالم جعل اليونيسكو تصنفه كموقع تراث عالمي لما يمتلكه من تنوع حيوي غني يجب الحفاظ عليه. وهناك اكثر من 900 نوع من النباتات 37% منها متوطن اي لا يوجد في اي مكان في العالم منها شجرة دم الأخوين النادرة  و11 نوع من أشجار اللبان، والمعروف أن أنواع شجر اللبان حول العالم 24 نوعا، 11 نوعًا منها في سقطرى”.

وتابع : “كما يوجد فيها اكثر من 290 طيرًا، 11 منها نوع متوطن و680 نوعًا من الأسماك  و230 نوعًا من الشعب المرجانية الصلبة (5 أنواع منها متوطن) و30 نوعًا من الشعب المرجانية اللينة بالإضافة إلى 300 نوع من القشريات (7 منها متوطن) و490 من الرخويات و 230 من الطحالب”.

 وقال القاضي : “أن ما شهده الأرخبيل خلال السنوات الاخيرة من أعاصير متتالية نجم عنها أضرار بالغة في الغطاء النباتي والثروة الحيوانية والمزارع والمحميات البحرية والبرية والمنازل والموارد المحلية”.

 وأشار : “هناك العديد من التهديديات التي تواجه التنوع الحيوي الغني في جزيرة سقطرى، ومنها الجانب الطبيعي وهو تغير المناخ والذي نتج عنه كثرة الاعاصير المتتالية التي ضربت سقطرى في العقد الاخير، أو من الجانب البشري وهو الرعي الجائر الذي تسبب كثيرًا بفقدان عملية التجديد للعديد من النباتات وأهما أشجار اللبان ودم الأخوين المهددتان فعلاً بالانقراض”.

*16سفينة متهالكة مهددة بالغرق*

وفي سياق مداخلته تحدث الصحفي القاضي عن تقارير تناولتها موسسته الصحافة الإنسانية حول سفن متهالكة مهددة بالغرق والتأثير على البيئة في السواحل، وقال :” كشفنا في مؤسسة الصحافة الإنسانية ومن خلال تحقيقات متخصصة في الصحافة البيئية عن 16سفينة متهالكة مهددة بالغرق في سواحل عدن، سقطرى حضرموت والتي تعد بمثابة قنابل موقوتة تهدد المواني اليمنية، وتفقد الآلاف الصيادين لمصدر دخلهم الوحيد”.

واضاف : “ساهمت تغطيات وحملات مؤسسة الصحافة الإنسانية الاعلامية في تسليط الضوء الإعلامي على ضحايا الكوارث الطبيعية والسيول والأعاصير والفيضانات في سقطرى عدن، حضرموت، الحديدة وبقية المحافظات اليمنية في إنقاذ حياة العشرات من السكان وحققت أثر إيجابي كبير لصالح الآلاف من اليمنيين شمالاً وجنوباً”.

*الصحافة العلمية شمالاً وجنوباً*

وفي مداخلته تحدث عن واقع الصحافة العلمية، وقال :”تفتقر اليمن شمالاً وجنوباً إلى وسائل إعلام مهنية مستقلة وعدد الصحفيين المهتمين في مجال صحافة المناخ والبيئة، لا يتجاوز عدد اصابع اليد كما انه لا يوجد سوى صحفيان علميان فقط، ونحن بحاحة إلى برامج تدريبية وبناء للقدرات بشكل مكثف بهذا الشان للصحفيين والصحفيات في اليمن”.

واضاف : “يستطيع الصحفي البيئى والمناخي في مناطق النزاعات والحروب أن يكون مشعل تنوير وجهاز انذار مبكر للتوعية بقضايا المناخ والبيئة وتسليط الضوء الإعلامي على قضايا تهم الإنسان والإنسان فقط لتفادي أي كوارث بيئية ومناخية كبيرة، وقد يحل محل مراكز الارصاد الجوية والانذارات المبكرة المعطلة أصلا في ظل الحرب التي تشهدها اليمن للعام الثامن على التوالي وهذا حصل بالفعل”.

ودعا : “إلى تشكيل شبكة صحفيي المناخ والبيئة العرب، لتسليط الضوء الإعلامي بشكل أكثر عمقًا على قضايا المناخ والبيئة والاستدامة في الدول  العربية والمساهمة في خلق جيل إعلامي عربي شاب مهني محترف ومتخصص في مجال المناخ والبيئة”.

ووجه دعوة الجهات الحكومية اليمنية، وقال : “على الجهات الحكومية المعنية والمنظمات الدولية أن تعمل على بناء قدرات الصحفيين والصحفيات في اليمن في مجال صحافة المناخ والبيئة من خلال التشبيك مع مؤسسات المجتمع المدني الناشطة بفاعلية في هذا الملف الهام”.

ولفت : “التقارير الصحافية في مجال المناخ والبيئة التي تتناول العنصر البشري وتركز على معاناة الناس والمجتمع بشكل مونسن يكون لها صدى وتاثير أكبر بعكس التقارير التقليدية الجافة”.

واردف : “التقارير المعمقة التي تستند إلى دراسات وابحاث علمية محكمة في مجال صحافة المناخ والبيئة تكون بمثابة جرس إنذار لمراكز صنع القرار ولها أثر إيجابي يتحقق لصالح المجتمع المحلي”.

وأشار إلى أن :”الصحفي العلمي الذي يمتلك أدوات وتقنيات رقمية متعددة تكون تقاريره المعمقة فاعلة ومؤثرة لدى الجمهور والجهات المعنية وذات العلاقة بالمناخ والبيئة”.

أخبار ذات صله