fbpx
بن دغر … والبكاء على الاطلال

صالح علي الدويل

بدا بن دغر مقالة / تغريداته هجوميا على الحوثي وما اتى بجديد انما تكرار للمكرر فيعلم هو وغيره يعلمون ان ما اخذه الحوثي بقوته ودهائه لن يعطيه بتغريدة لاحمد بن دغر ولا غيره ، فالتغريد يشرعن الامر الواقع ولا يغيره..وماذا تحت يد التغريد من امر واقع!!؟

الحوثي امتداد لمشروع تاريخي نما وتشعب في بنية الهضبة منذ اكثر من اثني عشر قرن وما استطاعت لا سلفية ولا اخوانية ان تتغلغل في عمق موروثه المناطقي الا باستمالة نخب “تسترزق” منهما ، اما مبادئ سبتمبر والجمهورية والوحدة والخوار الوطني فما انصفت “الجعاشنة” وما قبلت ان يحكمها رئيس جنوبي توافقت عليه حتى تتفق على راس يقودها وما أبقي منها الحوثي والذين قاوموا مشروعه الا اطلال يتذكرها طلاب السلطة من جنوبيين وغيرهم علها تعيدهم

ظهر بن دغر في مقاله /تغريداته ليشرح لنا المشروح الذي انقلب عليه الحوثي وتقبّله اغلب الشمال ورفضه شعب الجنوب وعمّد رفضه بالدم فحاول احياء موات اكذوبة “التشطير” وهي بضاعة ملفقة في الجنوب ما كانت الا في خيال ثورتيين اوصلهم وهمهم صنعاء فاكرمت وفادتهم بالاغتيالات ثم اجتاح الجنوب وتكفيره ثم زرعته بالارهاب وقدمته للعالم ملاذا له وكان هو ضمن جوقة طلاب السلطة الذين ولم يفعلوا شيئا لمنع ذلك!!!

تغنى بجمهورية ما تاسست قط بل استبدولوا في سبتمبرهم الطائفية بالعصبوية فحفظت عساكرها وشيوخها الامانة ثم سلموها للامام الجديد!!

ان اليمننة والتشطير التى روجوها كلّفت الجنوب غاليا فهذه اليمننة اختراع “امامي” توسعي اخترعها الامام “يحيى” عام1918 ليتوسع في الجزيرة العربية ليقينه ان الخطاب الزيدي لن تقبله المناطق والقبائل الاخرى فاطلق مصطلح “اليمننة” وجعلها دولة اصلها الزيدية وفروعها مناطق وقبائل الامتداد التوسعي وليست جهة كما ظل متعارف عليها تاريخيا وفرضها على المهزومين بالسلاح وابتلعها المغفلون بالشعارات من “احمد ياجناه ” عام 1955 حين سمى الجنوب العربي “اليمن الجنوبية”

ان من هزم غزو 2015م الزيدي الحوثي ليست تلك المبادئ التي “مططها” في مقالته / تغريداته بل مقاومة لاتؤمن بمبادئ سبتمبر ولا بنسخة اليمننة التي الحقوها باكتوبر وتؤمن ان ذلك الغزو هو الامتداد الطبيعي لغزو 1994م الزيدي العصبوي فالشمال مثلما وقف صفا واحد في حرب الجنوب مع عصبويته عام 94م سلم معظمه للحوثي عام في 2015 و”تقطرن”

اننا امام خطاب جنوبي بلا قضية خطاب “طلاب سلطة” من جنوبيين متماهين مع اعداء الجنوب وقضيته والاكثر سماجة من بكاءه على الاطلال قوله:
اقبلوا بالجمهورية دولة اتحادية بقيم ديمقراطية، ومواطنة متساوية، فإن قبلتم تفاوضنا حول التفاصيل، وإن رفضتم قاتلكم أبناء سبتمبر وأكتوبر ومايو حتى تذعنوا. فهذا الشعب الذي أسقط إمامة آل حميد الدين سوف يسقط إمامة آل بدر الدين، والأيام بيننا”

يا بجاحتك هل السنوات التسع الماضية كانت “بوس لحى” ولم تكن حربا !!؟ ألا يدعم الحق الالهي ويسوّقه الان “خنجفيرات” من سبتمبر واكتوبر اتشحوا “بالاخضر ” ويمجدونه صباح مساء!!؟
اي قيم سبتمبرية واكتوبرية منعتهم!!؟
اي ديمقراطية واي حوار وطني واي اتحادية يهرف بها بن دغر الذي يبدو انه كتب ماكتب ليقول : انا هنا هل من مستاجر!!؟

الحوثي امر واقع لا داعي لتدبيج المطولات ونتائج هذه الحرب امامها خياران : اما ان يكون الحوثي وايران المتحكم بمصير اليمن والجنوب او ان يكون السعي جدي لاستعادة دولة الجنوب فهي ستكون المعادل المضاد له وهي ضرورة للامن القومي العربي ولمكافحة الارهاب لان مكافحة الارهاب بالطائفية فشلت وافشلت جربوها في افغانستان وفي الاخير تفاوضوا مع طالبان وجربوها في العراق وفي سوريا ومازالت الدولتان تعانيان من ذلك وهزيمة المشروع الايراني تتطلب حل الدولتين فالحوثي مهما التزم فهو في الاخير مشروع ايراني ولن يكون الا سلاحا ايرانيا مثل حزب الله في جنوب لبنان

16 يناير 2023م