fbpx
متى تنتهي مأساة الجنوب؟

 

كتب – اللواء‌ ركن‌ طيار / قاسم‌ عبدالرب‌ العفيف.
لماذا تتوجه السهام نحو الجنوب ما هو ذنبه وما هي جريمته التي ارتكبها حتى انهم يتداولون توجيه اللكمات نحو ه منذ ولادة الدولة الجنوبية وحتى الوحدة الكسيحة بين دولة الجنوب ودولة الشمال
حتى وصنعاء محاصره لسبعين يوما  ويعرفون ان دولة الجنوب تقف معهم وتدعمهم الا ان هناك من المتنطعين  في قيادة الشمال  من لا يرغب بالاعتراف بدولة الجنوب ولو طال الحصار  كان يمكن ان  يعمل هؤلاء صفقه مع الملكيين لتحويل المعركة نحو الجنوب وما اشبه الليله بالبارحه
   شنوا حرب العام 72 ليعيدوا الفرع الى الأصل وسموها حرب مقدسه  الا انهم هزموا وذهبوا ليستجيروا بالجامعه العربيه لوقف زحف الجنوب نحو صنعاء
   شنوا حرب عام 79 م وكانت حرب مزدوجة وهزموا مره أخرى شر هزيمة وكعادتهم ذهبوا الى الجامعه العربيه لانقاذهم واتخاذ قرارات تجبر الجنوب بسحب قواتهم  من اراضيهم
   كان لهم اليد الطولى في كل ما جرى للجنوب من أحداث داميه والهدف اسقاط الجنوب من الداخل  بعدها تم  اقتياد الجنوب الى حضيرة صنعاء في وحدة غير متكافئة كان الهدف ضم الجنوب الى الشمال عبر ما عرف بدستور الوحدة الذي وضع لبناته الأولى بعد حرب 79 وكانت اهم نتايج تلك الحرب التي وافق رئيس الجنوب انذاك عبدالفتاح اسماعيل على صيغتها الاندماجية دون الرجوع الى مؤسسات الدولة الجنوبية القائمة انذاك والذي اصبح لغما استطاع نظام صنعاء ومعاونيه في الجنوب تفجيره في اللحظة المناسبة عند التوقيع عليه في نوفمبر من عام 89
    بعد حل دولة الجنوب واصبح قادتها مواطنين في الجمهورية اليمنية بداء تنفيذ خطة تصفيتهم وفقا لرؤية الرئيس صالح التي استعرضها في لقاء مع شيوخ وفقهاء الشمال المعارضين للوحدة  لاقناعهم بخطته للوحدة  في لقاء يسبق الوحدة  وكان ان بداء مسلسل الاغتيالات للقيادات الجنوبية مباشرة بعد الوحدة كما تم تعطيل ميزانيات تشغيل المؤسسات العاملة في الجنوب والتحكم بها عبر وزارة المالية والبنك المركزي مما ادى الى موت الكثير من تلك المؤسسات العامة وتهيئتها لتحويلها الى املاك شخصية وقبل ذلك وجهت ضربة قاسية للجنوبيين من خلال تخفيض سعر الدينار الى ثلاثين في المئة من قيمته الاصليه لصالح الريال وبهذا فقد كل جنوبي في أول يوم للوحدة الكسيحة ثلاثين في المئة من مدخراته الشخصية وهي تضحية بلا ثمن ولا مردود اقتصادي البته
  بعدها فتحت شهية النخبة الحاكمة الشمالية وفقا لاجنداتها المسبقة بالتهيئة لالتهام الجنوب وابتلاعه دفعة واحدة وكان تشكيل حزب التجمع اليمني للاصلاح احد النماذج الفاضحة المتفق عليها بين الرئيس والشيخ  والهدف العمل ضد اتفاقات الوحدة  وكانت الحرب التي شنها نظام صنعاء ضد الجنوب وحشد له كل ما لديه من قوى عسكرية وقبلية وفيالق المجاهدين الافغان العرب والمعارضة الجنوبية المتحفزة للانتقام وكل مناصري النظام من الاقليم والعالم وكانت حرب صيف 94 التي أكلت اخضر الوحدة ويابسها وانتهت الى غير رجعه واصبح الجنوب محتل  بالقوة المسلحة وعندها بداء نظام صنعاء يتعامل مع الجنوب كأرض ضمت الى ممتلكاتهم الشخصية  وسرح مئات الالاف من الموظفين الجنوبيين عسكريين ومدنيين وتم احلال بديلا عنهم موظفين شماليين يتصرفون بممتلكات الدولة الجنوبية والممتلكات الشخصية للمواطنين الجنوبيين كدولة احتلال في القرون الوسطى
    ومع اول تبديل للنظام بعد ثورة الشباب براسين جنوبيين احدهم رئيس الدوله والاخر رئيس الوزراء ولكنهما تعاملا مع الجنوب باسواء مما كان نظام عفاش وشركائه الشماليين ولم يتغير من الامر شبىء غير انه بدلا من ان يقوم جنود الاحتلال في الجنوب من اطلاق الرصاص الحي على النشطاء الجنوبيين في الرأس والصدر يتم اطلاق النار عليهم في امرجول. وقس على ذلك بقية الأمور الاخرى
     استمر النهب للثروة في الجنوب واستمر تعطيل التنمية في الجنوب واستمرت الممارسات الخاطئة تجاه الجنوب في كل المجالات المعيشية والخدمية ومع ظهور انقلاب صنعاء واول عمل قام به الانقلابيون هو حشد الجيوش الشمالية نحو الجنوب بحجة مطاردة الدواعش وهذه الحجة اقنعت البيت الابيض ودول اخرى وحتى سياسيين جنوبيين كانوا متناغمبن مع هذه الدعاوى الباطلة والهدف الحقيقي استعادة عدن الى ممتلكاتهم الخاصة حتى بعد ان اصبحت صنعاء تابعة  لطهران والذي اعلن قادتها انهم استولوا  على العاصمة العربية الرابعه وعلى الرغم من خوض ابناء الجنوب وعدن خاصه معارك بطولية تمكنوا بمساعدة التحالف العربي من طرد الغزاة الجدد وتحرير الجنوب في غضون ثلاثه اشهر الا ان قيادة الشرعية الهاربة  بعباءات النساء من صنعاء  لم تصفح لعدن والجنوب بان اعادة لها شرعيتها فقد كان الجزاء اسواء مما كانت تمارسه انظمة صنعاء تجاه الجنوب من الحروب المتنوعة من الارهاب ومنع صرف المرتبات وتعطيل الخدمات وضخ مئات الالاف من النازحين كطوفان بشري من مناطق الشمال ومن القرن الافريقي ملؤا الشوارع والجبال والمتنفسات ومزاحمة السكان الاصليين على استئجار الشقق بمبالغ خيالية وعلى لقمة عيشهم وخدماتهم ووجودهم في الشوارع والمتنفسات والشواطىء والجبال يشكلون خطر امني عدى ان وجودهم يشكلون عبىء فوق ما تتحمل عدن  ولم يكتفي الامر عند ذلك بل  ان الشرعية سيرت قوات من مارب وسيئون باتجاه عدن تحت راية القاعدة والدواعش وتحت مسمى عملية خيبر وكادت ان تسقط عدن لتصبح إمارة داعشيه لولا لطف الله ومبادرة الخيرين بمساعدة  مقاومة الجنوب في توقيفها على مشارف عدن وعادت خائبة  من حيث أتت
   جاء التغيير للشرعية باخرى في بداية العام الماضي وتوقع الجنوبيون بأن هناك انفراج وجدية في معالجة كل الاخطاء التي مورست ضد الجنوب وخاب ظن الجميع وسارت الأمور بنفس الوتيره بل بطرق ناعمة وتحاول السيطرة على مفاصل السلطة من خلال تمكين كوادر من لون سياسي كان سبب في سقوط الدوله بيد الحوثيين
استمر الوضع في الجنوب أكثر تدهورا ولم  نلمس اي تغييرات جدية لا على المستوى العسكري او السياسي او التنموي او الخدمي بل أصبح الوضع أكثر سوء وفي أخر المطاف يطل المجلس الاقتصادي برئاسة رئيس الوزراء الفاشل  بقرارات اقتصادية تزيد من احتقان الوضع  في الجنوب وتوجيه الضربة القاضية لما تبقى من اقتصاد جنوبي لان تلك القرارات ستنفذ في الجنوب فقط وهي بهذا التصرف تخدم حكام صنعاء وتقدم لهم خدمات جليله بوعي كامل ومع سبق الاصرار والترصد كل هذه الإجراءات تمهيد لفرض تسوية سياسية لغير صالح الجنوب ولصالح النخب الشمالية التي نعتقد انها متفقة جميعها شرعية وانقلابيه على الحل الذي يريدون فرضه على الجنوب وطبعا بمساعده  اقليمية ودولية والنتيجة ان مصالح الاقليم والعالم والنخب الحاكمة اليمنية متفقة وما معهم الا ان يوجهوا ضربات قاسمه للجنوب ليجعلوه يعيش في حالة اللا وزن ليتسنى لهم افتراسه دون اي مقاومة
   ان كانت هناك مبررات لاتخاذ مثل هذه القرارات فهناك طرق اخرى يمكن اتخاذها  غير تلك التي تمس في الصميم حياة الناس واظهرت الحكومة بانها غير جادة في تصحيح الاوضاع الاقتصادية ومحاربة الفساد ووضع برنامج للاصلاح الاقتصادي وبرامج التقشف غير ان
الهدف من هذه القرارات تدمير موانيء الجنوب ( عدن والمكلا  ) وغيرها حيث ان تلك القرارات ستنفذ في الجنوب حتى ميناء المخاء المحرر لا تسري عليه هذه القرارات والهدف اضعاف اللحمة الجنوبية وزيادة افقار الجنوبيين ومضاعفة معاناتهم حتى يستسلموا لاية قرارات تسوية قادمة والتي تطبخ على نار هادئة في الكواليس الاقليمية والدولية لا ترضي شعب الجنوب ولا تعالج قضيته العادلة وانما تدخله في عدة احتلالات قادمه منها محليه ومنها اقليميه وبرعاية دوليه
     تلاحظون لمجرد تهديد لوقف تصدير النفط ومجرد ضرب ناقله على الرصيف من قبل الحوثي تم توقيف تصدير النفط وعلى وجه السرعة وضع المفاوضون الغير مخولين بالتحدث عن الجنوب شرط الحوثي صرف مرتبات موظفيه من عائدات النفط التي لا يعرف احد كيف تصرف في الاساس لمدة ثمان سنوات وتم تمرير ذلك على الرغم من ان موظفي الجنوب ومتقاعديه لا تصرف لهم مرتبات منتظمة لمدة ثمان سنوات ولا احد التفت اليهم ولا سأل عن اوضاعهم لانه لا توجد لديهم داعم اقليمي ودولي يساعدهم في وضع شروطهم على الطاوله ولكن فرضت عليهم حكومة زادت من معاناتهم ومارست عليهم شتى صنوف العذاب
    الشمال فيه متناقضات لا تعد ولا تحصى ولكنهم في نهاية المطاف تجدهم كلهم متفقين على الجنوب حتى  من عاش منهم في عدن والجنوب وكنا نعتبرهم جزء من الجنوب تجده قد اصطف تلقائيا مع جماعته الشماليين
        لم نجد من الشماليين  منصفا واحدا تجاه الجنوب الا فيما ندر وهذه المعظلة التي لا يفهمها ( او يفهمها ويتجاهلها لاسباب تخصه ) الاقليم والعالم بان الجنوب بالنسبة لكل الشمال ارض بلا شعب حتى انهم لفقوا له تاريخ من خيالاتهم ومحو التاريخ الحقيقي لتطور الجنوب واستبدلوه بما يخص تخيلاتهم في السيطرة عليه.
     لكن لم يكن تصل  الأمور الى ما وصلت اليه هذه الاوضاع الرديئة في الجنوب لولا تخاذل النخب الجنوبية وتصارعها على السلطة الضائعة من خلال انانيتها المفرطه في حب ذاتها والغاء ما عداها وكانت النتيجة ان تم هدم المعبد على رؤوس الجميع في يناير 86 م ومن ثم الهروب لتسليم الجنوب الى عصابة صنعاء بدون ثمن والى الآن لا زال البعض لم يتعض من كل الماسي التي كانوا سبب فيها وعرضوا شعب الجنوب الى كارثة وجودية.
 لا يوجد سبيل لاستعادة زمام الأمور الا ان يقف الجميع صفا واحدا لانقاذ الجنوب وشعبه من براثن الضياع والاضمحلال والتمزق وهذا اقل واجب على الذين كانوا سبب في ضياع الجنوب أما شعب الجنوب فله  كل الاكبار  والتقدير والاحترام  على صموده وصبره وتحمله اعباء كل المراحل ولم يستسلم لانه شعب اثبت انه حي ولا يقبل الظلم والاستسلام وسيكون بالمرصاد لكل مِن تسول له نفسه المساس بكرامته وحريته.