كتب – أحمد الربيزي
أستهلال..
لم نعلم ونحن أطفال ان ما كانت ترويه لنا (الجدات) أو الأمهات من قصص وحكايات بعضها خيالية، تحتوي في مضمونها مواعظ هامة، وثمينة وهي أسس علمية للتربية السليمة، وكنا حينها نتلذذ بسماعها ولو كانت مكررة، ونعيش في جوها بخيالاتنا الصغيرة، دون أن ندرك انها جزء من التجارب الإنسانية التي صارت من الموروث الشعبي.
وهنا دعوني اروي لكم حكاية خيالية مما سمعته من (جدتي) وانا طفل وهي عن التعجل ونتائجه الكارثية ..
فيحكى ان الطيور تعرضت لمرض خبيث استفحل فيها، وأفنى الكثير من مختلف انواع الطيور، وأشتكت الطيور إلى ملكها لينظر في هذه الكارثة وفي يوم دعاء (ملك الطيور) كافة الطيور إلى أجتماع هام، وأبلغهم انه نظر في الكارثة التي حلت عليهم، وانه يرى ان السبب فيها (الزناقيب) اي المناقير (جمع منقار)، وأنه قرر بأمر ملكي ان يقطع مناقير كافة الطيور، ليخلصها من هذا الكارثة، ولكنه قرر ان ينتظر أسبوع واحد فقط، ان تغير الحال وأنتهى هذا المرض خلال هذا الأسبوع، والاّ نفذ أمره بقطع كافة مناقير الطيور في مملكته.
ولأن (الوننة) على عجلة من أمرها وتريد تتوارى في مخباءها النهاري، ولا تطيق ضوء النهار الحت على ملك الطيور ان يقطع منقارها بسرعة لأنها ليست على استعداد بالانتظار والعودة بعد أسبوع، وتحت ألحاحها أمر ملك الطيور بقطع منقار البومة، وتم ذلك وذهبت إلى حال سبيلها.
وبعد انتهى الاسبوع شفيت كافة الطيور وعدل ملكها في قراره، وفضلت البومة هي الوحيدة مقطوعة المنقار نتيجة لاستعجالها، ومن هنا صار يضرب بها مثل شعبي عن الاستعجال واضراره، وصار كما نقوله إلى اليوم (عجلة الوننة في قطع زنقوبها) أي (استعجال البومة).
الوننة = البومة
زنقوب = منقار
لهجة دثينة
#أحمدالربيزي