fbpx
أوقفوا الابتهاج بالقتل!!

 

كتب – د. عيدروس نصر ناصر النقيب.

تتوالى حوادث القتل (العمد والخطأ) في مناطق عديدة على الساحة الجنوبية وعلى وجه الخصوص في العاصمة الحبيبة عدن، لأسباب ودوافع يعلمها الجميع وهي في الغالب عبثية، إذا ما استبعدنا نظرية “المؤامرة” التي ليست دائما نظرية كاذبة.

أسباب انتشار القتل (العمد والخطأ) في عدن تتصل بانتشار ظاهرة حمل السلاح عشوائيا وبلا ضوابط أو قيود، رغم إن القانون القائم يحدد شروط والتزامات ومعايير حيازة السلاح، وهو القانون الذي جاء بعد حرب الغزو عام 1994م أما قبلها فيعرف القاصي والداني أن مجرد حمل سكينةٍ أو خنجرٍ كان من الظواهر الممنوعة قانونيا ولممقوتة أخلاقيا في عموم محافظات الجنوب.
أعود وأقول إن الحل الحذري لجميع ظواهر الفوضى وإطلاق النار العشوائي في مدينة هي قبلة المدنية الأولى في الجزيرة والخليج وأول مدينة يحرم فيها حمل اسلاح عشوائيا، هذا الحل الجذري يكمن اقتلاع الأسباب التي تصنع تلك المآسي على رؤوس أهل عدن والقادمين إليها، ويتمثل في استكمال الحملة التي كانت إدارة أمن عدن قد بدأتها منذ نحو سنتين والتي اشتملت على ترقيم السيارات التي لا تحمل أرقاماً وتحريم حمل السلاح بدون تراخيص رسمية معللة.
وأقول إنه وقبل كل هذا يجب تحريم إطلاق النار في الأعراس والمناسبات، سواءً ليلا أم نهارا ، لأن إطلاق النار في الهواء يعني عودة الطلقة الراجعة واحتمال حصول إصابات وارد جداً، وما أكثر الشواهد على ذلك.
وبصراحة لا أستطيع أن أفهم ما هي البهجة أو المرح أو السعادة التي يضيفها إطلاق النار إلى سعادة العريسين أو أهلهما أو أصحاب أي مناسبة سارة كأفراح المواليد والختان واستقبال وافدين وما في حكمها.
واختصارا لكل هذا الحديث أكرر إن المسؤولية في هذه القضية مشتركة السلطة المحلية في المحافظة ومديرياتها وأجهزة الأمن بمختلف مسمياتها، ومنظمات المجتمع المدني وفي مقدمتها اللجان المجتمعية المنتشرة في عموم مناطق وأحياء العاصمة الحبيبة عدن وبين المواطنين جميعا، ولدي يقين أن مجرد تعميم مكتوب يوزع على كل المديريات وألآحياء والحارات عبر اللجان المجتمعية، يمكن أن يرفع العتب عن كثير من الأهالي الذي يستدرجون إلى إطلاق النار في المناسبات مجاملةً لبعض ضيوفهم أو تجنباً للحرج من بعض المتهورين منهم.
أوقفوا الفرح بالقتل وحافظوا على أرواح بعضكم بعضاً، وبرهنوا فعلاً أن عدن مدينة آمنة ومؤهلة لأن تستعيد دورها ومكانتها التاريخية المحترمة، ولا تجعلو أفعالكم سلاحا بيد أعدائكم وأعداء عدن الذين لم يدخروا جهدا في سبيل جعل عدن مسرحا للفوضى والبرهان على أن عدن مدينة للعنف والقتل والعشوائية.
والله على ما أقول شهيد.