fbpx
مكونات الحراك السّلمي النشأة والتواصل ((الحلقة الأولى))

 

لقد ارتبط نشوء وتواصل مكونات الحراك بتراكم نضال وتضحيات شعب الجنوب ومسيرته التحررية المجيدة المقاوم أبداً للإحتلال والاستعباد والمدافع عن قيم الحرية والسيادة والاستقلال.

في موضوعنا هذا سنحاول استعراض -ما تقدم- ما استطعنا عليه واحتفظت به ذاكرتنا -اجتهاد- سيكون ولا ريب مشوب بالنقصان والأمل في تغطيته معقود على الجهد الجمعي لكل من عاصروا تلك النشأة والتواصل وكانوا في معمعانها باعتباره من وجهة نظرنا يصب في مجرى توثيق مسيرة نضالات وتضحيات شعبنا الجنوبي لأهم منعطفات مراحله.

في ما يلي جهدنا المتواضع مع الإعتراف سلفاً بعدم إيراد الوقائع وفقاً لتسلسلها التاريخي نظراً لعدم استذكارها بدقة لطول المدّة وإيرادها على مراحل:-

 

– المرحلة الأولى وقد شهدت: تأسيس حركة موج واللجان الشعبية بحضرموت وحركة تاج وحركة حتم بقيادة المناضل الوطني اللواء عيدروس الزبيدي، حيث شهدت هذه المرحلة انطلاق حركة التصالح والتسامح الجنوبي من جمعية ردفان يوم ١٣ يناير ٢٠٠٦م وطي صفحة الماضي وتفويت الفرصة على من يحاولون استجرار الماضي واللعب على أوراقه!

وبالتصالح والتسامح تم تحويل هذا اليوم من يوم مأساة -١٣ يناير ٨٦م- إلى يوم انتصار وطني وتاريخي جنوبي -١٣ يناير ٢٠٠٦م- ووحدة الصف ونسيجه الحراكي والسياسي والإجتماعي والمدني واستلهام العبر والدروس منه والإحتفاء والإحتفال بمناسبة ذكراه كل عام كيوم للإنتصار ومواصلة السير معاً صوب المستقبل المنشود.

 

– المرحلة الثانية وقد شهدت: تأسيس جمعيات المتقاعدين والشباب والمناضلين وانطلاق عجلة النضال السلمي من ساحة الحرّيّة بخور مكسر يوم ٢٠٠٧/٧/٧م وقد مثَّل ذلك اليوم إنتصاراً جنوبياً على يوم ١٩٩٤/٧/٧م الأسود يوم وضعت فيه قوى حرب عام ٩٤م أوزارها في عاصمة دولة الجنوب «عدن الشامخة»..

في ما كانت هذه المرحلة قد شهدت أيضاً تأسيس مجالس تنسيق الفعاليات الحراكية -الجمعيات الآنف ذكرها- والسياسية والمدنية الأخرى على مستوى مديريات ومحافظات الجنوب.

 

– المرحلة الثالثة وقد شهدت: مخاض حراكي وسياسي وتحضيرات لتأسيس كيان جنوبي واحد على مستوى الجنوب وتم تشكيل لجنة تحضيرية وسكرتارية لها برئاسة الأستاذ علي منصَّر الذي لعب دوراً بارزاً في كل الجوانب وقد نتج عن تلك التحضيرات تسمية المكوِّن «حركة النضال السلمي لاستعادة دولة الجنوب نجاح» وعقد مؤتمر وتم تحديد قوام المندوبين ونسبة التمثيل الجغرافي والوطني من كل محافظات الجنوب وإعداد مشروع الوثائق وبطائق عضوية المؤتمر والضيوف والرئاسة واللجان العاملة وانعقد المؤتمر في منطقة المركولة بالضالع وأقر التسمية ومشروع الوثائق واختيار القيادة -لجنة تنفيذية- برئاسة صلاح الشنفرة وفقاً لما سبق التوافق عليه أن يكون أول رئيس للمحافظة المستضيفة يلي ذلك رؤساء بقية المحافظات بالتدوير بحسب تسلسل أسماء المحافظات بالأحرف الأبجدية وفي المقدِّمة محافظة عدن لرمزيتها كعاصمة لدولة الجنوب، وأثناء تلك التحضيرات تم الإعلان عن تشكيل المجلس الوطني لتحرير الجنوب برئاسة باعوم، والهيئة الوطنية للإستقلال برئاسة ناصر النوبة، وهيئة الإستقلال برئاسة د.صالح يحيى سعيد.

تلاه إن جاز لي الوصف “ذَبْح” حركة نجاح كمكوِّن مؤسسي وفقاً لما تم استعراضه “ذَبْحها من الوريد إلى الوريد” في منزل طارق الفضلي بزنجبار وفي حضرته والإعلان عن دمج نجاح والمجلس الوطني وهيئتَي الإستقلال في مُكَوِّنٍ واحد «المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير واستقلال الجنوب واستعادة دولته»، وفي كل الأحوال ذلكم مجرد استعراض شيء من التجربة بإيجابياتها وسلبياتها والكل مشاركين فيها..

هذا فيما كانت تلك المرحلة قد شهدت: إنعقاد مؤتمر القاهرة الجنوبي برئاسة الرئيس علي ناصر محمد، وإعلان المجلس الوطني برئاسة محمد علي أحمد.

 

* وفي ((الحلقة الثانية)) و”الأخيرة” والتي سننشرها نهاية الأسبوع القادم إن شاء الله سيتم استعراض ‘المرحلة الرابعة’ -وهي أهم تلك المراحل- وما شهدته من إنجازات بقيادة الرئيس القائد اللواء/ عيدروس الزُبَيدِي منذ تشكيل المقاومة الجنوبية وحتى انعقاد مؤتمر مجلس العموم للمجلس الإنتقالي يوم الثاني من يناير ٢٠٢٤م وحيث استوعبت هذه المرحلة نضالات وتضحيات شعب الجنوب وتأسيس مكوناته وانتَصَرَتْ لها ولوحدة الصف الجنوبي والمضي قُدُماً صوب تحقيق استعادة الدولة الجنوبية كاملة الحرية والسيادة والاستقلال على حدود ما قبل مايو ١٩٩٠م….

 

بقلم اللواء/ علي حسن زكي