fbpx
8 مارس المرأة وإعادة التفكير باهمية هذه المناسبة

 

كتب – د.فضل الربيع.

إننا نحتاج إلى قدرٍ من التحديد والتدقيق عندما نتحدث عن القضايا السياسية والاجتماعية والاجتماعية او المناسبات الوطنية، وهنا لابد أن نكون واضحين بحيث نتعاطى مع ذلك بمقدرا من العلمية للتعرف على الحقائق المناطة بتلك القضايا والكشف عن مكامنها وتداخلها حتى نصل إلى اعطى مقاربة موضوعية لذلك.
إن منهج التفكير بالاجابة على السؤال أعلاه
يعيدنا بالضرورة إلى طرح القضايا المتعلقة بالمرأة واهميتها في المجتمع، بعيدا عن المنظور الايدلوجي والسياسي والديني الذي ساد في الفترة السابقة.
وتجنب موضوع الخطاب ذات طابع المزايدة أو المناكفة.
إذ لابد الارتقاء بموضوع الاحتفال بمناسبة عيد المرأة من المنظور الاجتماعي الذي بجسد احترام مكانة المرأة في المجتمع ورفع شانها اولا، بوصفها الأساس المتين الذي تستقيم علية الأسرة” نواة المجتمع” فهي السند الحقيقي للزوج والأب والأخ والابن.
إذ تحتل المراة مرتبة القداسة من حيث إنها مصدر للحنان والحب والعطاء، ورمز للعفة والشرف والاخلاق والنزاهة.
وعليه نقول أن قضية المرأة هي قضية بنيوية في الأساس تحتاج منّا إلى الالمام بها والكشف عن مضامينها وابعادها المختلفة، ولطالما بقي موضوع المرأة وحقوقها وتمكينها في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في المجتمع – بعيداً عن الموضوعية- محصور بين تجاذب “طرفين” طرف يؤيد المرأة وينادي بحقوقها، وطرف أخر ينتقص منها ويرفض منحها حقوقها تحت ذرائع مختلفة.
لذا فإن الإشكالية هنا تبقى قائمة دون الوصول إلى مقاربة موضوعية،وهذا يحتاج إعادة النظر في المفاهيم والثقافة عند الطرفين معاَ.
حيث تشير كل المعطيات بان مكانة المرأة في المجتمع تزداد أهمية وتعد مشاركتها في الحياة الاجتماعية الواسعة ضرورية فعلية
تستدعيها معطيات الحياة العصرية اليوم بعيدا عن التعاطي السطحي او الشكلي لها، أو ان تأتي بقرارات فوقية. بل هي المشاركة النابعة من نضوح بنيوي صاعد من قاع المجتمع ينتج تٌحول ملحوظ في أرض الواقع برؤية حديثة وجادة، تتحمل فيها المرأة جزءَ في تبديد تلك الازمات، وإحداث التجديد والتنمية، وذلك من خلال مشاركتها الفعلية في الحياة الحياة الاجتماعية وموسسات المجتمع ، بوصفها تمثل جزءَ كبيراَ من الطاقات البشرية التي تحتاجها عملية التنمية في المجتمع.
ربما أن التحولات والقوانين والدعوات السابقة التي تتحدث عن دور ومكانة ومشاركة المرأة، لم تٍحدث تغّيرا واضحا وحقيقي في دور هاومكانها في المجتمع..
وهذا يعود في تقديري إلى جملة من الأسباب البنيوية ولعل أولها تتعلق في مستوى نضج استيعاب المفاهيم والقيم الثقافية في المجتمع التي هي بحاجة للتقييم العلمي وللتغير معاً.
إن مكانة المرأة ومشاركتها في المجتمع، لابد أن تخرج من نطاق التفكير على إنها قضية منفصلة عن قضايا المجتمع الاخرى، فهي ليست قضية خاصة تتعلق بالمرأة وحدها، بل هي قضية المجتمع ككل.
إن طرح إشكالية المرأة ودورها في المجتمع يجب أن لا تظل محصورة ضمن احتجاجات المنظمات النسوية أو طموحاتها الفردية فحسب، او مختزلة في خطابات 8مارس من كل عام؟ بل هي مسألة عامه تتعلق في بنية المجتمع وثقافته.

أ.د. فضل الربيعي
أستاذ علم الاجتماع