✍️مختار اليافعي
عندما ننظر إلى الأحداث الأخيرة، نجد أن هناك العديد من المسؤولين في حكومة معين عبدالملك الذين اتبعوا سياسات تدميرية بدلاً من سياسات البناء والتطوير ويمكن رؤية آثار هذا التصرف في تدهور الاقتصاد والمجتمع.
ويعتبر هذه تحذيرًا من أخطار تبني القرارات القصيرة الأجل التي قد تحقق مكاسب مؤقتة ولكنها في النهاية تؤدي إلى تدمير المكاسب طويلة الأمد.
فعلى سبيل المثال، يمكن أن يتسبب اتخاذ القرارات السياسية المرتعشة في تفاقم الانقسامات الاجتماعية وزعزعة الاستقرار الأمني والسياسي، مما يؤدي في النهاية إلى تفاقم الازمة اقتصادية.
ومع ذلك، يمكن أيضًا استخدام هذا التحذير لتذكير حكومة بن مبارك بضرورة تبني سياسات البناء والتطوير، التي تهدف إلى تعزيز التعليم والصحة والبنية التحتية، وبناء مجتمعات قوية ومستدامة.
وفي هذا السياق، على حكومة بن مبارك أن تتعهد بتحقيق الاستدامة والنمو الشامل من خلال تبني سياسات مستدامة تعكس احتياجات وطموحات المجتمع ويمكن تلخيصها بثلاث نقاط رئيسية.
أولاً، يجب على الحكومة أن تعمل على تعزيز التعليم، حيث يعتبر التعليم الجيد ركيزة أساسية لتنمية المجتمعات وتحقيق التقدم وينبغي توفير فرص التعليم لجميع الفئات العمرية والاجتماعية، بما في ذلك تعليم ما قبل المدرسة وتعليم الكبار بالإضافة إلى ذلك، يجب تطوير مناهج تعليمية متطورة تعكس احتياجات سوق العمل وتعزز مهارات الطلاب في الابتكار والتفكير النقدي والأهم من كل ما سبق الاهتمام بالمعلم نفسه.
ثانياً، ينبغي على الحكومة العمل على تعزيز الصحة وتوفير خدمات صحية عالية الجودة ومتاحة للجميع. يجب الاستثمار في تحسين البنية التحتية الصحية، بما في ذلك بناء مراكز صحية ومستشفيات مجهزة بالتقنيات الحديثة، وتوفير التدريب المستمر للموظفين الصحيين كما يجب التركيز على التوعية الصحية والوقاية من الأمراض من خلال حملات توعوية مستمرة وتشجيع النمط الحيوي الصحي.
ثالثاً، تعتبر البنية التحتية القوية أساسية لتحقيق التنمية المستدامة، حيث تسهم في دعم النمو الاقتصادي وتعزيز جودة الحياة وينبغي على الحكومة الاستثمار في بناء وصيانة الطرق والجسور وشبكات النقل العام والاتصالات، وتوفير الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء بشكل مستدام وفعال.
وباختصار، تعتبر سياسات البناء والتطوير أساسية لتعزيز التعليم والصحة والبنية التحتية، وبناء مجتمعات قوية ومستدامة وعلى حكومة بن مبارك أن تتخذ الإجراءات اللازمة لتحقيق هذه الأهداف، من خلال التعاون مع الحلفاء والقطاع الخاص والمنظمات الدولية لضمان تنفيذ السياسات بشكل فعال.
وبالنهاية فالقادة الذين يعملون على تحقيق التقدم والازدهار لشعوبهم هم الذين يحظون بالتقدير والاحترام، وليس الذين يلجؤون إلى الهدم والتدمير، ويجب عليهم أن يكونوا على قدر عالٍ من المسؤولية والحكمة في اتخاذ القرارات، وأن يعملوا بجدية على بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة بدلاً من تدمير ما تم إنجازه بجهود جبارة.
