يافع نيوز – وول ستريت جورنال
كشف تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، خطة أوكرانيا السرية لضرب العمق الروسي ونقل الحرب إلى أرض “العدو” بالاعتماد على مصنع غير معلن عنه في غربي أوكرانيا مختص بإنتاج طائرات مسيرة من دون طيار بعيدة المدى.

ويصل مدى هذه الطائرات دون طيار إلى 500 ميل، ويتم استخدامها لاستهداف مصافي النفط والمطارات والخدمات اللوجستية؛ ما يؤدي إلى الضغط على إمدادات الوقود للجيش الروسي.

ومن خلال نقل الحرب إلى روسيا، تأمل كييف في إجبار موسكو على إعادة نشر أنظمة الدفاع الجوي بعيدًا عن الخطوط الأمامية.

وعلى عكس صواريخ كروز، فإن الطائرات دون طيار المنتجة محليًّا أرخص ثمنًا وأكثر سهولة في الحصول عليها.

وقد ظهرت شركات أوكرانية ناشئة لصناعة الطائرات دون طيار لتلبية الطلب، حيث تقدم مجموعة من المنتجات بدءًا من الطائرة الأنيقة UJ-25 Skyline إلى نماذج مصنوعة من أنابيب السباكة.

واستهدفت الهجمات الأخيرة التي شنَّتها طائرات مسيرة مصفاتين لتكرير النفط ومطارًا في منطقة كراسنودار الروسية.
وأفادت وزارة الدفاع الروسية بإسقاط 50 طائرة مسيرة في يوم واحد، بما في ذلك فوق منطقة موسكو.

وكانت هذه الضربات مصدر أمل لأوكرانيا وسط الانتكاسات الأخيرة في ساحة المعركة. ومع ذلك، فقد أصبحت أيضًا نقطة خلاف بين كييف وإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بسبب المخاوف من تأثيرها على أسعار الطاقة.

ويجادل المسؤولون الأوكرانيون بأنه يجب عليهم استخدام جميع الوسائل المتاحة لمقاومة روسيا، خاصة بعد أن سلط التأخير في تسليم المساعدات من الولايات المتحدة الضوء على حدود الدعم الغربي.

واستجابة للطلب المتزايد، تخطط أوكرانيا لإنتاج آلاف الطائرات المسيرة البعيدة المدى هذا العام.

في البداية، تم استخدام الطائرات المسيرة المتاحة تجاريًّا في الأيام الأولى للحرب، ولكن تم استبدالها تدريجيًّا بتصاميم أوكرانية.

وعادة ما تحمل هذه الطائرات رأسًا حربيًّا يبلغ وزنه 44 رطلًا، وهي مصنوعة في الغالب من الخشب، وتتراوح تكلفتها حول 30 ألف دولار، وهذا أقل بكثير من تكلفة صواريخ كروز التي توفرها الدول الغربية.

ورغم أن صناعة الطائرات دون طيار في أوكرانيا تعكس براعتها وسعة حيلتها، فإنها تعاني من قيود في مواجهة دولة كـ “روسيا” التي نشرت المئات من طائرات “شاهد” الإيرانية الصنع جنبًا إلى جنب مع الصواريخ لمواجهة الدفاعات الجوية الأوكرانية.

ويشير الخبراء إلى أن أوكرانيا بحاجة إلى تبسيط الإنتاج وإنتاج طائرات مسيرة مختارة بكميات كبيرة.

ويقولون إن الطاقة الإنتاجية الحالية غير واضحة، لكن إحدى الشركات المصنعة تهدف إلى زيادة الإنتاج إلى 500 طائرة شهريًّا بحلول منتصف العام.

وتتضمن عملية الإنتاج صب شبكة من الألياف الزجاجية في أشكال الأجنحة وزعنفة الذيل والمقدمة قبل تجميع الأجزاء في طائرة صغيرة. ويتم تركيب المحركات والمتفجرات في مصنع منفصل.
ومع ذلك، فإن القدرة الاستيعابية محدودة، إذ يتم تصنيع جسم أو جسمين فقط من كل نوع من الطائرات المسيرة في اليوم الواحد.

ولمعالجة هذه المشكلة، يخطط القائمون على المصنع لتوسيع المبنى، وزيادة عدد الموظفين، وتطوير نموذج طائرة مسيرة يتجاوز مداها 1000 كيلومتر (620 ميلًا).