يافع نيوز – العرب
تحوّلت الدعاية السياسية التي تمارسها مليشيات الحوثي اليمنية باستخدام المواجهة العسكرية التي تخوضها تحت يافطة دعم الفلسطينيين إلى عملية استعراض للعضلات ضدّ القوّة الأولى في العالم، الولايات المتّحدة الأميركية، وذلك بتكرار المليشيا الموالية لإيران إعلانها عن استهداف قطع بحرية أميركية وإسقاط مسيّرات تابعة للجيش الأميركي.
وأعلنت مليشيات الحوثي اليمنية، الأربعاء، تنفيذ عملية عسكرية استهدفت حاملة الطائرات الأميركية “يو.أس.أس هاري ترومان” شمالي البحر الأحمر بصواريخ ومسيّرات، وذلك في سادس هجوم يطالها خلال نحو شهر.
وبفعل فارق القوّة الكبير بين المليشيات والولايات المتحدة التي تمتلك أقوى جيش في العالم مستند إلى إمكانيات مادية وتقنية لا يمكن مقارنتها بما يمتلكه أي جيش آخر، يبدو استعراض الحوثيين للقوة غير منطقي بغض النظر عن كل ما يقال بشأن امتلاكهم لقدرات حربية كبيرة ولإمكانيات متنوعة لتحصين قدراتهم وحمايتها من الاستهداف عبر الاستعانة بالتضاريس الجبلية الوعرة لليمن.
وليس من المعهود أن يمس أي طرف بالجيش الأميركي وآلته الحربية دون أن يدفع ثمنا باهظا، بحسب ما ثبت في العديد من الوقائع على مدى سنوات طويلة.
وعلى هذه الخلفية كثيرا ما تثار شبهة وجود دوافع وحسابات سياسية وراء التعامل “اللين” إلى حدّ ما والردود الانتقائية المحدودة للقوات الأميركية على الضربات الحوثية في عهد إدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن، والتي لم تبد معنية بتوجيه ضربات قاصمة للمليشيات بشكل يحّد من قوتها وقد يرخي قبضتها على مناطق سيطرتها ويفضي إلى انهيار سلطتها على تلك المناطق.
وجاء في بيان متلفز تلاه المتحدث العسكري للحوثيين يحيى سريع أنّ المليشيات “نفذت عملية عسكرية استهدفت حاملة الطائرات الأميركية يو.أس.أس هاري ترومان وعددا من القطع الحربية التابعة لها شمالي البحر الأحمر، بعدد من الصواريخ المجنّحة والطائرات المسيرة”.
وأضاف أن الهجوم جاء “خلال محاولة القوات الأميركية تنفيذ عمليات لاستهداف اليمن”، مشيرا إلى أن “هذا الاستهداف لحاملة الطائرات هو السادس منذ قدومها إلى البحر الأحمر” منذ نحو شهر، مؤكّدا أنّ “العملية حققت أهدافها بنجاح.”
وأفاد المتحدث بأن مليشيات الحوثيين ستبقى “جاهزة لأي تصعيد أميركي أو إسرائيلي”، وأنها “مستمرة في تأدية واجباتها تجاه الشعب الفلسطيني المظلوم، وعملياتها لن تتوقف إلا بوقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة.”
ومطلع الأسبوع الجاري أعلنت المليشيات أنها نفذت خمس هجمات عسكرية ضد حاملة الطائرات الأميركية ترومان في البحر الأحمر في أقل من شهر، متوعدة بالمزيد من المفاجآت.
وتحت عنوان التضامن مع قطاع غزة شرع الحوثيون منذ نوفمبر 2023 في استهداف سفن شحن يقولون إنّها إسرائيلية أو مرتبطة بالدولة العبرية في البحر الأحمر بصواريخ وطائرات مسيّرة كما يهاجون أهدافا في الداخل الإسرائيلي.
ومنذ مطلع 2024 بدأت واشنطن ولندن بشن غارات جوية وهجمات صاروخية محدودة على “مواقع للحوثيين” باليمن، وهو ما قابلته الجماعة بإعلان أنها باتت تعتبر السفن الأميركية والبريطانية كافة ضمن أهدافها العسكرية، وتوسيع هجماتها إلى السفن المارة بالبحر العربي والمحيط الهندي أو أي مكان تصله أسلحتها.