fbpx
“هــــادي” .. وضرورة التمديد !!

بعد فترةِ صمتٍ طويلةٍ لم نسمع فيها صداً لصوت هادي ، قلَّبناه كثيراً في غياهب الذَّاكرة حتَّى ضننا بأنَّ الرجل أبكم وأصمٌّ ولا يتكلَّم إلَّا فيما ندر ، لُمناه كثيراً في تلك الفترة – وأتذكَّرها جيداً – التي أبدا فيها جموداً لا تُخطئه عين ، وضللنا نقدح به وبِصمته الطويل ، لتأتي الثورة ويطالب الشَّباب فيها – كثيراً – بأن يُصبح رجل المرحلة في ذلك الوقت بعد حادثة “النهدين” ، كونه النَّائب الوحيد والمُخوَّل بأخذ مكان المخلوع  صالح ، وأيضاً لم يُبدي حِراكاً البتَّة ، ونحن بدورنا لم نكفَّ عن انتقاد صمته الذي كُنَّا نظنُّه مُريباً آنذاك ، ولم نكُفَّ – أبداً – عن رميه بكلِّ ناقصة ، ولكن بعدها تبيَّن لنا أنَّه أعقل الجميع ولا يفكر بنشوةٍ طيشٍ أو عاطفةٍ قد تكلِّفه ووطنه الكثير ، وترمي بهما في غيابات عالمٍ مظلمٍ الله وحده أعلم بُكُنهِه ، كان أحكم الجميع حين صمت ، فحفظ البلاد والعباد – بمشيأةٍ من الله – من شرِّ ما قد كانت ستصل إليه وما نموذج سوريا وليبيا عنا ببعيد ، ونظنُّ أنَّ الوضع لا يزال مترشِّحاً لذلك لو لم يستمر هادي بما قد بدأه في هيكلة الجيش هيكلةً كُلية ، ولهذا نرى أن هادي قد انتظر حتَّى واتته الفرصة الملائمة لتخليص الجيش من كارثةٍ كانت قد تحلُّ به ، جرَّاء امتلاكه من قبل أقطاب الصراع العسكرية ، التي قد تذهب بالبلد في خبر كان ، وحينها لا ندري أي خطرٍ عاجلٍ لا يمكن دفعه إذا لم يتم “التمديد” لهادي ؛ فالخطر مازال قائماً والانفلات الأمني ما يزال حاضراً في الشمال والجنوب ، وكيما يجعله جيشاً وطنياً لا يُعاد فيه إنتاج السلطة فيه للقوى العسكرية التقليدية ، أو العصبويات القبائلية التي تريد التقاسم والمحاصصة بعيداً عن مصلحة الوطن .

تكلَّم حين قلَّص نفوذ كلا القُطبين : الجنرال ، والمخلوع ، كان يعلم متى ينطق ويؤثر ومتى يُغَلِّبُ لغة الصمت حين لا يكون مؤثِّراً ، وبهذا يكون قد استطاع أن يضبط “إيقاع” مرحلةٍ بالغة الخطورة ، ولمَّا تمُرَّ بها البلاد في عصرها الحديث ، وبهذا الإيقاع يكون قد استطاع أن يستهلك ويمتصَّ القوَّة المُعقَّدة ، لحدِّي الصراع والمبنيين خلال ثلاثة عقودٍ من الزمن ، والذين كادا أن يفتكا به لولا العنايةُ الإلاهيَّة التي أرادت لهذا الرَّجل أن يكون هو “المُخلَّص” للبلد ولمؤسَّسته العسكريَّة ، من أزمة كابوسٍ جذوره ضاربةٌ في أعماق هذا البلد وقد يعيد تجميع أجزائه في أي لحظة ، فيعيدوننا إلى الاقتتال و الدخول في أُتونِ حربٍ أهليةٍ ينقسم فيها الناس ويتشضَّون فِرقاً وشيعا ، ليُعتبر حينها إذ قبل بالمُهمَّة المُناطة به كرجلٍ “استثنائيٍ” – وحتى نكون مُنصفين – نقول من “قلائل” الرجال الشُّجعان والاستثنائيِّين ، الذين يخاطرون بأنفسهم وبعائلاتهم وكل ما يملكون في سبيل تحقيق عدالة ومساواة اجتماعيتين .

إننا نتحدث عن سنتين لا غير ونقول وحتى القول يصعُب علينا ، وكأنَّ لدى هادي عصاً سحرية لحلِّ مشاكل البلاد برمَّتها ، لنكُن واقعيِّين ولننتقل من حالة التنظير إلى حالة العمل والسلوك بافتراض نتائج واضحةٍ ، مفادها أنَّه ما يمكن أن تبنيه طيلة حياتك يمكنك أن تهدمه في لحظةٍ واحدةٍ أو حتى في قرارٍ واحد ، ومن خصوصيات التغيير التي درسناها عندما كنا “صغاراً” ، هو أن التغيير يمشي كالأعرج ، هذا ما أتذكَّر أنَّ الأستاذ كان يَزِنُّ به على رؤوسنا لنعلمه ولكن البعض – وللأسف أقول – يريد من الرئيس هادي أن يصبح كـ”مارد” علاء الدين الذي يُحقِّق كل الأمنيات ، لنكن عقلانيِّين وواقعيِّين ولنرتقي بأساليب تفكيرنا الطفولية ، المُهينة للعقول المصبوبة في قاع جماجمنا ، ولا نضحك على الذقون ، أو أننا نريد تغييراً على طريقة “محراث الماء” أو “طبشور الهواء” .

لننظر إلى تلك الاتهامات الجزافية واللامسؤولية ، من اتباع صالح وأتباع جنرال الحرب “المستشار” وأتباع عائلة آل الأحمر ، ولنا في سوابق هؤلاء طيلة عهدنا بهم شواهد وعبر ، إنهم يتقمَّصون دور صالح وفساده طيلة عقودٍ ثلاثة ، فيحاولون تركيبه بابتذالٍ فجٍّ على الرئيس هادي بكل جزئيَّاته وتفصيلاته ، ويحاولون الترديد دوماً “أخوه” ، “ابنه” “أولاد أخيه” “صهره” ، على الاقل كان الناس سيصدقونهم ؛ لو أنهم راعوا عقولهم وكلفوا أنفسهم أن يحترفوا الكذب علَّ البعض يقع في مصائدهم ، أما هذا الفشل الذريع الذي كشف الشعب زيفه وكذبه ، و الذي يُهاجِم به بعض الفتية المراهقون والأغرار لرئيس فلا طائل منه كما يقول الشعب ، ثمَّ ألا يعي هؤلاء أن الشعب قد طردهم شرَّ طردة ، وألا يعون خصائص العصر الذي نسكن بين ردهاته الآن ، أم أنهم لما يفيقوا بعد من سُكرِهم الارتجالي ، ثمَّ ليقولوا لنا مثلاً ما هو عمر “نجل هادي” السياسي الذي يجعل من كل تلك اللائمات تُمطر بحقه ، ومع كل هذا قام الرئيس بإبعاد ابنه من أجل المصلحة العامة ، فهل نعي جيِّداً ما الذي نقوله ، وأخاطب هنا “بعض” الصحفيين الذين قد يؤثر عليهم سيل الاعلام الدَّافقِ ، والمستهدف لشخصيةٍ ما بعينها من هذه الشَّخصيات ، مما يجعل بقيَّة الصحفيين صيدا سهلاً بالتأثير المتوازي للإعلام الذي قد يوجِّهك دون أن تشعر ، بطريقة أو بأخرى .

لم يكفهم  نجله الأكبر (جلال) فيحاولون تشويه شخصيةٍ من أنصع الشخصيات المعروفة قبل أن يكون هادي رئيساً ، إنه  العم “ناصر منصور” تلك الشخصية المعروفة بدماثة خُلقها ، وبوقوفها إلى جانب المظلومين والمسحوقين ، وأيضاً بتكريمها للمتفوِّقين ، والاهتمام بهم وتعهُّدهم بين الحين والآخر ، وهذا ما يقوله معظم من يعرفون الرجل ، بلا اجحافٍ أو إكبار في حقِّه ، إن هناك من يتلاعب بالخيوط الخفية الممزوجة بألوان الطبيعة ، التي يعيش فيها من قد ينتقد أو من وصلت إليه معلومات بسيطة يظنُّ أنها المُنجية والصحيحة من وجهة نظره ، بينما يحدث هنالك شيءٌ آخر يحدث خلف الكواليس ، هناك من يُجيد الحياكة المتقاربة والدقيقة التي لا يمكن لعين عادية تنظر بشكل سطحي وتكتفي ، ودون أن ينتابها أدنى شك أو تساؤلٍ في من يقف حول مثل هكذا مشاريع ، وفي من يستطيع خلط الأوراق ، ونحن أحياناً ببساطةٍ نصدق دونما فهمٍ لأبعاد السلوك ، وأبعاد المعلومة وأبعاد ما يحدث أمامنا لذلك من السهل وقوعنا كطرائد لكل شخص مارق ، مثلاً ، قد ينظر البعض أننا هنا ندافع عن أحدٍ لا كلا وحاشا أن نفعل ذلك ولكن ، ما نود فعله هو إلقاء الأنظار على بعض المتناقضات لنكتشف أشياء لما نستطع رؤيتها من قبل .

لقد اتَّجهت الهجمة في حق هادي وعائلته من عدة محاور ، تستهدف كل الفئات المتعلمة وغير المتعلمة ، حتى أنهم يستعينون ببعضٍ من متخصصي فرق “إدارة الأزمات” في هجومهم وسواءاً كانت داخلية أو خارجيَّة ، والتي تستطيع اللَّعب بالأوراق المختلفة ، وإلَّا لما سميت بفرق إدارة الأزمات ، وهي حينها لن تأتي بِكلِّ سذاجةٍ لتضع طُعمها بل إن الطُعم يتماهى مختفياً لمُدَّة ، ولا يشعر به أحدٌ إلّا إذا بدأ مفعوله يسري في جسد ضحاياه المحدَّدين “بدقَّة” ، وهُنا لماذا قلنا بدقة وركزنا فيها ؛ ذلك أن التحديد هنا يكون للتأثير المتزامن على كل الأطياف والفئات ، وخاصة المتعلمة ، والذي تقوده عمليات التفكير السليمة الى نتائج مفادها شيءٌ واحدٌ فليتَّبعه أينما كان بلا تحيُّزاتٍ أو عواطف ، هذا هو بالضَّبط ما يحدث ، لن أقول أُوصيك بأن تعمل شيئاً سوى التَّركيز فقط الى بعض الحيثيات والمعطيات ، التي سوف تقودك إلى نتائج صحيحة بعد أن تجتاز عمليات التفكير العقلية بالطريقة العلمية التي تمكن من الإدراك إدراكاً صحيحاً بعيداً عن هذه الفوضى التي تُخلق وتُصنع في الأصل من أجل التشويش على أشياءٍ لا يُراد لنا أن نعرفها أو نُدركها ، فيتم تسليط الضوء على نتاجات طبيعية إما بسبب الوضع أو خصوصية البلد ، فيقوم الاستقلاليون والانتهازيون بتضخيمها وتكبيرها والزيادة عليها أحياناً بما يسمى “الكذب السياسي”، فيعلقوا أخطاءهم السابقة وما يُحدثونه من تدميرٍ ممنهج في البلد ، كل ذلك يُعلق على “عُنق” هادي ، ويقومون بحملات اعلامية شرسة ضده ليتهموه بالفشل والخطأ كي يكملوا مخططاتهم ، والأجراس التي علقوها ستنبه الناس أن الرجل أخطأ ، بينما الرجل ليس له ذنبٌ إلا أنه قرَّر أن يسير بالبلاد إلى برِّ الأمان وهذا لا يرضي الشياطين ..

للخطورة المرحلة نطالب بالتمديد لعامين للرئيس هادي وطع الطريق أمام من لا يريدون الخير للقضية الجنوبية بخروج هادي لتبدأ مرحلة السحق وإغلاق الصحف واعتقال الصحفيين  وقمع مسيرات  الحراك الجنوبي الذي سمع صوته بمجلس الآمن سوف يحدث ما كان يحدث آنذاك في عهد صالح  أذا لم نرص الصفوف  وراء الرئيس عبد ربه منصور هادي … ونقول لهم (نعم للتمديد)

والله من وراء القصد