fbpx
الربيع العربي وإعادة صياغة عقد جديد للأمة

مايحدث في مصر يثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الهدف من الربيع العربي ليس صعود حزب أو جماعة إلى الحكم بقدر ماهو إعادة صياغة عقد جديد للأمة يجسد معاني الديمقراطية والعيش والتعايش المشترك، فالذين اعتقدوا أن الربيع العربي مجرد فرصة للوصول للحكم وإعادة إنتاج الأساليب القديمة في السيطرة والاستحواذ والاستعباد والإقصاء الاجتماعي والسياسي أخفقوا في تقديراتهم، والذين اعتقدوا أن الانقلاب على قيم الربيع العربي وما أرساه من تجربة ديمقراطية وإعادة إنتاج حكم العسكر خانهم التقدير أيضاً.

بمعنى أن حسابات الإقصاء والاستحواذ لم يعد لها مكان بعد ثورات الربيع، والأفضل كما تدلل الوقائع هو التفكير في إعادة صياغة عقد جديد للأمة يفتح المجال أمام فرص ديمقراطية حقيقية ومتكافئة أمام الجميع وشراكة وطنية هامة ومطلوبة في هذه المرحلة لتحقيق الاستقرار الداخلي والبدء في عملية إعادة بناء الدولة الوطنية العربية وفق قواعد وشروط داخلية مع الاستفادة من التجارب الخارجية في مختلف المجالات حسب الحاجات الضرورية.

ولا أعتقد أن المدة التي قضاها الإخوان في حكم مصر كافية للحكم عليهم، لست هنا بصدد الدفاع عنهم، غير أنه إذا ماصحت الاتهامات الموجّهة لهم في سعيهم للإقصاء والاستحواذ وأخونة الدولة، فما حدث لهم من عزل للرئيس وملاحقة قيادات الجماعة يعد درساً قاسياً وكبيراً ينبغي عليهم الاستفادة منه جيداً والإدراك أن أهداف الربيع العربي كبيرة جداً تتجاوز الجماعة إلى إعادة صياغة عقد جديد للشعب المصري في العيش والتعايش والحصول على الفرص المتكافئة وفق مشروع حضاري جديد، وتجاهلهم لذلك هو ما فتح ثغرات في جسد العملية السياسية المصرية الجديدة والفتيّة استغلتها قوى داخلية وخارجية للنفاذ منها للانقلاب على ديمقراطية 25 يناير وزعزعة الاستقرار في مصر.