fbpx
فتاوى مختارة
شارك الخبر
فتاوى مختارة

أصل خلق الحيوان
إذا كان الله عز وجل قد أخبر أنه قد خلق الإنسان من صلصال كالفخار (طين) وخلق الجان من مارج من نار وأنزل الحديد من السماء ….. سؤالي هو: الحيوان .. ما أصل خلقه ؟ هل هو مثل الإنسان ؟ أم يختلف عنه وما الدليل ؟
فلم نقف على دليل صحيح صريح يبين أصل خلق الحيوان، إلا ما جاء في قوله تعالى: “وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ”. (النور:45).
لكن المفسرين على أن المراد به أنها مخلوقة من ماء هو المني، أو أن الماء جزء مهم خلقت منه.
وكذلك قوله تعالى: “وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ” (الزمر:6). فقد جاء في بعض التفاسير أن الأنعام خلقت في الجنة ثم أنزلت إلى الأرض، لكن ذلك لم يثبت في حديث صحيح.
وأصح ما ورد في هذا الباب ما جاء في الإبل، وأنها خلقت من الجن، كما في الحديث الذي رواه أحمد عن عبد الله بن مغفل المزني قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “لا تصلوا في عطن الإبل فإنها من الجن خلقت ألا ترون عيونها وهبابها إذا نفرت، وصلوا في مراح الغنم فإنها أقرب من الرحمة”. وفي رواية: فإنها خلقت من الشياطين. رواه أحمد وابن ماجه.
وهل هذا على ظاهره، أم المراد كونها من جنس الشياطين في العناد والتمرد؟ قولان للعلماء.
وهذه المسألة مما لا ينبغي الانشغال بتحصيلها، إذ لا ينبني عليها عمل، فالانشغال بالأمر النافع المثمر أولى وأحرى. والله أعلم.
> دعاء الإنسان على من يشك أنه يكيد له
أنا شابة مخطوبة، وعندي مشكلة شك. فهل علي إثم إن دعوت الله على أحد بأن يجعل الله كيده في نحره إن كان يريد لي كيدا؟
الدعاء بمثل هذه الصيغة جائز، لكن ننبهك إلى أن الأصل في المسلم السلامة، والواجب إحسان الظنّ به ما لم تظهر منه ريبة، و ينبغي حمل أقواله وأفعاله على أحسن الوجوه، فلا يجوز لك إساءة الظن بهذا الخاطب لمجرد شكوك وأوهام.
وللفائدة ننصحك بمراجعة قسم الاستشارات بموقعنا. والله أعلم.
> فضل وآداب الذكر والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
هل يشترط في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ستر العورة وطهارة الفم وعدم وجود نساء متكشفات أمام المصلي؟ أم أنها آداب فقط، خاصة وأن الصلاة يوم الجمعة معروضة على النبي صلى الله عليه وسلم، كما جاء في الحديث؟
الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من الأذكار التي يعظم ثوابها وثبت الترغيب فيها، ومن ذلك ما رواه الترمذي عن أبي بن كعب: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ: إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلاَةَ عَلَيْكَ، فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلاَتِي؟ فَقَالَ: مَا شِئْتَ قَالَ: قُلْتُ: الرُّبُعَ؟ قَالَ: مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ، قُلْتُ: النِّصْفَ؟ قَالَ: مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ، قَالَ: قُلْتُ: فَالثُّلُثَيْنِ؟ قَالَ: مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ، قُلْتُ: أَجْعَلُ لَكَ صَلاَتِي كُلَّهَا؟ قَالَ: إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ، وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ. وهذا الحديث حسنه الشيخ الألباني.
وجاء في مرقاة المفاتيح بشرح مشكاة المصابيح تعليقا على هذا الحديث: وذلك لأن الصلاة عليه مشتملة على ذكر الله وتعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم، والاشتغال بأداء حقه عن أداء مقاصد نفسه، وإيثاره بالدعاء على نفسه، ما أعظمه من خلال جليلة الأخطار، وأعمال كريمة الآثار. ا.هـ.
والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من جملة الأذكار، وذكرُ الله تعالى لا تشترط في صحته طهارة الفم، ولا ستر العورة، ولاعدم وجود امرأة متكشفة، لكن له آداب، من جملتها ما يلي: طهارة الفم حيث جاء في كتاب الأذكار للنووي متحدثا عن صفة مواضع الذكر: وينبغي أيضاً أن يكون فمه نظيفاً، فإن كان فيه تَغَيُّر أزاله بالسِّواك، وإن كان فيه نجاسة أزالها بالغسل بالماء، فإن ذكر ولم يغسلها فهو مكروهٌ، ولا يَحرمُ. انتهى.
وكذلك ستر العورة، استحضار القلب والتدبر، إذ هو المقصود من الذكر، قال النووي أيضا في الأذكار: المرادُ من الذكر حضورُ القلب، فينبغي أن يكون هو مقصودُ الذاكر، فيحرص على تحصيله، ويتدبر ما يذكر، ويتعقل معناه، فالتدبُر في الذكر مطلوبٌ، كما هو مطلوبٌ في القراءة، لاشتراكهما في المعنى المقصود. انتهى.
ووجود امرأة متكشفة أمام الشخص أثناء الذكر لا شك أنه مما ينافي التدبر ويشوش الخاطر مع وجوب غض البصر عن عورة تلك المرأة وغيرها من كل ما يحرم النظر إليه؛ لقوله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {النور:30}.
وفي الختام نوصيك بأن تكثر من ذكر الله تعالى بأنواعه من تلاوة قرآن وتسبيح وتهليل وتكبير وصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ولو كنت على غير طهارة، فقد كان صلى الله عليه وسلم يذكر الله تعالى على كل أحيانه، ولا تلتفت لوساوس الشيطان، فإنه يريد أن يشوش خاطرك ويحول بينك وبين الطاعة، فاستعذ بالله تعالى من شره. والله أعلم.

أخبار ذات صله