fbpx
جدل حول ضرب الأطفال
شارك الخبر

كتب – محروس رسلان:
يعد الضرب أكثر الوسائل التربوية المستخدمة على الصعيد العالمي وإن كان قد بدأ تقنينه في الكثير من المجتمعات حول العام، وخاصة في المدارس، وفي حين يرى بعض الأفراد والباحثين أن الضرب وسيلة إيجابية ناجعة يرى آخرون انه وسيلة سلبية تنتج عنها آثار نفسية سيئة جدا، وأخطرها إنشاء أجيال ذات شخصيات مهزوزة ومترددة وربما عدوانية.. راية الإسلام تفتح باب النقاش حول هذه القضية المهمة وتحاول التعرف على مشروعية الضرب كوسيلة نص عليها الإسلام كما بعض الأحاديث النبوية، وحدود هذا العقاب وشروطه متى كان مباحا، كما ترصد راية الإسلام وجهات النظر التربوية والنفسية لهذه الوسيلة التأديبية.
بداية ..أكد فضيلة الشيخ أحمد الفرجابي، الخبير الشرعي بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، أن الكمال في التربية هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم والذي ما ضرب بيده قط امرأة ولا طفلا ولا خادما؛ ومن ثم يرى الإسلام أن الضرب مباح في إطار ضيق، والإسلام ليس الدين الوحيد الذي جاء بالضرب، وأمامك الأديان في كل الأمم، ولكن الإسلام تميز بأنه قنن الضرب، وجعله آخر دواء “وآخر الدواء الكي”- على حد قوله.
وقال فضيلته: الضرب لا يكون وسيلة إيجابية إلا إذا استخدم بطريقة صحيحة، وإلا ستكون النتائج سلبية، مضيفا: نحن نعاني من الإفراط في الضرب وعدم استخدامه بطريقة صحيحة، والناس في هذا بين إفراط وتفريط، مشيرا الى أن المربي الناجح لا يحتاج الى الضرب لان أسوته النبي صلى الله عليه وسلم، ولان هناك بدائل تغني عن الضرب.
وأضاف: من الحكمة أن يتغافل المربي عن الطفل المخطئ ولا يترصد له، وأن يكون عقابه عبر نظرة معتدلة، او باستخدام تعابير الوجه، وبتعليم الطفل عن طريق التكرار، وعبر التهديد بالعقاب، وفرك الأذن.
وأوضح الخبير الشرعي بوزارة الاوقاف أن الضرب الذي هو للتأديب والضرب الذي هو للأذى بينهما فارق كبير، مبينا أن للضرب كنوع من أنواع العقاب في الإسلام شروطا، حيث يشترط الاسلام ألا يضرب الطفل الذي لا يصل عمره الى 10 سنوات، حيث سئل الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: أيضرب الصبيان؟ قال: على قدر ذنوبهم اذا بلغو عشرا.
وقال من بين شروط الضرب ايضا كوسيلة للعقاب أن تكون العقوبة متناسبة مع الخطأ، وألا يتخذ الضرب عادة، وألا يستخدم الضرب إلا اذا تيقن المربي انه الوسيلة الوحيدة النافعة.
وأضاف: على المربي أن يتقي الله وألا يبالغ في رفع يده عند الضرب، وألا يضرب في مكان واحد، وألا يضرب المواطن الحساسة كالوجه، وعليه أن يتوقف عن الضرب فورا اذا ندم الطفل أو بكى أو هرب أو سأله بالله.
من جانبه قال الخبير التربوي السيد خالد القحطاني مدير مدرسة ابن خلون الإعدادية المستقلة للبنين: الضرب ليس وسيلة تربوية، وأنا من غير المؤيدين للضرب نهائيا، وأرى أن التوجيه والنصح والإرشاد والاحتواء والمتابعة هي أفضل الوسائل الناجحة في التربية.
وأضاف: هناك طرق أخرى يجب أن نستخدمها كآباء وأمهات مع أبنائنا، فيجب أن نشعرهم بالاهتمام وان ننصحهم ونوجههم لان إذكاء قيمة الاحترام والمسؤولية والوفاء تخلق أشخاصا فاعلين في المجتمع.
وأكد القحطاني أن الضرب يفاقم من المشاكل لانه أقصى أنواع العقاب ومن ثم يستهين الطفل بالعقاب ويتعود عليه، منبها الى أن الضرب ينشئ شخصيات مضطهدة نفسيا تعاني في المستقبل من الماضي المؤلم.
من جهتها أكدت الدكتورة موزة المالكي المعالجة النفسية والكاتبة، أن الطفل لا يمكن أن ينسى الضرب، خاصة اذا ضرب على وجهه والأكثر اذا ضرب أمام الناس؛ لان الطفل حتى لو كان صغيرا يعتبر الضرب إهانة.
وقالت: إن أفضل الوسائل التربوية الحديثة والتي أثبتت الدراسات أنها هي الأنفع وسيلة الثواب الإيجابي والسلبي وذلك عبر منع الأشياء التي يحبها الطفل إن أخطأ، وتشجيعه عبر منح الأشياء التي يحبها له كنوع من المكافأة متى أصاب وكان مستجيبا لتعاليم والديه ومنفذا لأوامرهما.
ونبهت الى أن الضرب ينتج شخصية ضعيفة مهزوزة او عدوانية، لافتة الى أن ذلك يرجع الى سمة الشخصية التي يولد بها الإنسان.
وأشارت الى أن الاطفال الذين يضربون دائما ما يعانون من الاكتئاب والخوف والفزع الليلي وايضا الانطوائية.

المصدر: جريدة الراية
أخبار ذات صله