تفيد المقدمة التي انبنى عليها بحث الدكتور عبدالله خلايفي في كتابه الصادر حديثاً عن دار الطليعة في بيروت: «الإسلام العربي» أن الإسلام ديناً وحضارة متعدد وأنه ينقسم إلى دوائر حضارية فرعية لكل دائرة منها سمات وخصوصيات، وهي تتمثل الإسلام وتمارسه على نحو خاص بها، إلا أن تلك الدوائر لا تفصل بينها حواجز سميكة تمنعها من الانضواء في مجال أوسع هو الإسلام الذي يبدو اليوم متنامياً ديموغرافياً بوتائر متسارعة إذ يتوقع أن يزيد عدد المسلمين عن مليار ومائة مليون بعد أن كان عددهم في بداية السبعينيات من القرن الماضي يقدر بحوالي 500 إلى 600 مليون مسلم، وهو يتبوأ بذلك المرتبة الثالثة ضمن ترتيب أديان العالم الكبرى ويأتي بعد البوذية والمسيحية، أما معتنقوه فهم ألوان وأقوام وألسن يتوزعون جغرافياعلى جميع قارات العالم تقريبا، منهم العرب والأتراك والإيرانيون والهنود والأفارقة السود والماليزيون والأكراد والأمازيغ والصينيون..