fbpx
هل ستعترف قاعدة بن لادن بعلو كعب قاعدة الاحمر ؟

بقلم | عبدالرحمن الطحطوح

يحكى ان لصا في إحدى القرى قد قرر ان يتوب وان يتحامل على نفسه الأمّـارة بالسوء وسلوكه المعوج , وفي نفس الوقت كان هناك مجموعة من اللصوص جدد كانوا قد قرروا امتهان هذا العمل وتحقيق ما تصبو إليه نفوسهم ذات النوايا السيئة, وحينما علموا بما قرره اللص القديم وصاحب الخبرة من اعتزامه التخلي عن هذه المهنة قرروا ان يجعلوا من اسمه وسمعته القديمة ستار يمارسون خلفه ما يشاءون , فا صبحوا وبأساليب محترفة وحديثة يسرقون وينهبون بينما التهم تُصب على هذا المسكين الذي اعتزل وقرر التوبة .

كان هؤلاء اللصوص يخبرون الناس عند كل سرقة بان زميلهم القديم هو الفاعل , وكان الناس في تلك البلدة لا يعرفون لص غيره, لذلك فان التهمة سرعان ما تلصق به دون عناء او كثير جهد من قبل اللصوص الجدد , حتى تضايق اللص التائب من التهم الباطلة وقرر ان يعتكف في احد المساجد لكي يثبت صدق توبته , وبينما هو كذلك اذ نادى منادي في الناس :ان يا أهل القرية لقد قام فلان (يقصد الرجل المعتكف )بسرقة كذا وكذا في مكان كذا وكذا , فالتفت اليه الناس جميعا وقالوا أأنت فعلت ذلك؟ قال لا : وكيف افعل ذلك وانا بينكم منذ ساعات طويلة!!!! . فخرج الإمام ليقنع الناس بان هذا الرجل بريء من التهمة, ولكن اللصوص الحقيقيون أقنعوه بان صاحبه هو من فعل الفعلة على حين غرة , فعاد الإمام وقال للرجل : قاتلك الله تخادعنا وتذهب للسرقة ونحن غافلون ثم تعود دون ان نشعر بك ؟ حينها قرر اللص القديم ان يترك القرية نهائيا ويبحث له عن مكان آخر يقضي به ما بقى له من عمره .

هذه الحكاية يمكن ان نسقطها على واقع ما يجري اليوم في اليمن عموما وما جرى في صنعاء على وجه الخصوص , حيث ان القاعدة التي دوخت العالم و أشغلت الرأي العالمي , وجعلت الغرب يئن تحت وطأة ضرباتها ولا يزال , الشرق يتخبط في محاربتها دون جدوى , قد أصبحت اليوم في مأزق حقيقي , وورطة لم تتوقع يوما من الأيام ان تقع فيها ,وخصوصا في اليمن حيث ظنت انها لقمة سائغة واعتقدت خطاء ان مخططاتها عصية على ان تسرق وعملياتها ان تخطف , لقد أصبحت القاعدة قاب قوسين او ادنى من ان تعلن انها أفلست تكتيكيا وان مخططاتها السرية وعملياتها الخاصة قد أصيبت بمقتل أمام مخططات قاعدة آل الأحمر المحترفة .

هاهي قاعدة بن لادن والظواهري تقف حائرة مشدوة إزاء ما يجري باسمها من عمليات لم يكن يدور بخلدها ان تقوم بمثلها , ولم تفكر مجرد تفكير بان تلك الإمكانيات ستكون متوفرة لديها , فهي تقف حائرة لاتعلم ماتقول؟ فباسمها تسقط مدن بألويتها العسكرية .وباسمها أيضا يقتل الخصوم السياسيون خصومهم, وباسمها يتم تصفية الكوادر العسكرية والمدنية التي تقف عائقا أمام أي مشروع لأصحاب القاعدة المستنسخة . لم يكن تنظيم القاعدة الذي تميز بكل أفعاله وتصرفاته الخارجة عن المألوف في كل البلدان يعلم انه سيكون نسخة ثانية بعد ان كان غير قابل للنسخ واللصق , وان هويته ستكون حاضرة فوق كل جثة وعلى كل خراب تعرفه البلاد من شرقها الى غربها , دون ان يكون له في ذلك ناقة ولا ثور .

 لقد أصيبت القاعدة في مقتل وتعرضت لأكبر الصدمات حين وقفت حائرة لا تستطيع النفي او الإقرار بكل العمليات التي تجري , فهي لا تريد ان تقر بشي لم تفعله وفي نفس الوقت لا تريد ان تنفي لكي تظهر للعالم الخارجي انها لاتزال قوية وتستطيع ان تحقق ما تريد ,وهذا هو ما يريده أصحاب قاعدة صنعاء فصمتها يعطيهم فرص للتحرك والتخطيط والتنفيذ باسمها.

خلاصة القول ان غرابة ما يجري في اليمن ليس بما تقوم به عصابات صنعاء من أفعال إجرامية وانتهاكات , فهذه جبلّتها وهذا ديدنها منذ ان سيطرت على الحكم في العربية اليمنية ومنذوا ان اغتالت الوحدة في صيف 94 وحكمت الجنوب بقوة السلاح , ولكن الغريب في الامر هو صمت المجتمع الدولي ازاء مايجري وتقبله لحكاية القاعدة مع انه لايصدق تلك الحكاية حتى الجاهل لمجريات الاحداث , فكيف بمجتمع دولي يعرف ادق التفاصيل عن اليمن اكثر من ابناءها ؟!