بقلم : حسين يحيى السعدي

لا نشك في قدرة شعب الجنوب على تجاوز التحدي والنجاح في الهبة الشعبية فقد مرت مراحل أصعب ففي بداية الحراك كان كثير من الجنوبيين يشككون في نجاح أي تحرك جنوبي ولو محدود للمطالبة بمطالب حتى حقوقية وكان عفاش يقول عن الحراك في بدايته فقاقيع ومجموعة من الذين فقدوا مصالحهم , وقد أُقيمت الفعاليات وتحولت إلى مطالب سياسية بامتياز وتنوعت الفعاليات حتى وصلت إلى المليونيان وكانت هناك تشككات حتى  من جنوبيين بعدم نجاح إقامة أي مليونية وخاصة في عدن ورأى القاصي والداني 10مليونيات ناجحة , والآن الهبة الشعبية المرحلة الجديدة من التصعيد الثوري هناك من يشكك في نجاحها قبل إن تبدأ ولكن من يعرف شعب الجنوب ذو الإرادة الحديدية والعزيمة والإصرار عليه إن يدرك انه لا تراجع إلى الخلف وان إرادة الشعب الجنوبي لا تقهر , قد تحصل بعض السلبيات كما حصلت في بعض المليونيان ولكن ليس ذلك فشل أو نهاية الحراك .
من ينادي بإبعاد الحراك والمكونات الثورية الجنوبية عن الهبة الشعبية لعله لا يدرك انه بهذا يفسح الساحة أمام من ركب الموجة كحزب الإصلاح والمؤتمر هل يدرك من يطرح هذا الطرح إن معناه ترك الساحة والهبة الشعبية لأحزاب الإصلاح والمؤتمر ومن خلفها قوى النفوذ في الشمال التي فشلت عن تحقيق اختراق جوهري في صفوف الثورة الجنوبية ليس لتماسك قادة المكونات واتفاقهم وإنما لتماسك وقوة عزيمة شعب الجنوب فلم تحقق قوى النفوذ في الشمال وعبر أحزابها وإذنابها في الجنوب من تحقيق ما تريد حتى عبر الحوار اليمني فهل تترك لها الساحة الآن لتحقيق ما تريد وهو الإجهاز على ثورة شعب الجنوب تحت مبرر إن الهبة قبلية وليست سياسية . الهبة انتفاضة جنوبية واسعة يشترك في الجنوبيون من مكونات وقبائل ومنظمات مجتمع مدني وجميع أطياف المجتمع الجنوبي.
الإصلاح والمؤتمر سيحاول كل منهما تكييف الهبة لصالحه سيطالب الإصلاح في حضرموت بان الهبة هي لإتمام ثورة التغيير وان المؤتمر مسيطر على حضرموت والمؤتمر سيجيرها ضد الإصلاح , وكلاهما مجتمعان سيكونان متفقان على الحراك الجنوبي وسيحرضون القبائل ضد الحراك بأنه لا دخل للحراك في الهبة ويحاولون سحب البساط من تحت إقدام الحراك الجنوبي ولتوسيع الخلافات وإضعاف شعبيته وستسلط وسائل إعلام الاحتلال الضوء على قيادات الإصلاح والمؤتمر في حضرموت وسنتقل تصريحاتهم وكذا رجال الدين الإصلاحيين ومشائخ ومن قبائل حضرموت الموالين لهم وإفساح المجال لهم للحديث عن الهبة الشعبية وكذا وسائل اعلام عالمية كل مراسليها من الشمال وستتجاهل من ينادون بالتحرير والاستقلال وتسئ لهم وتشوه دورهم في الهبة بالإضافة إلى قيام تلك الأحزاب اليمنية التي ركبت الهبة بأعمال بلطجة ونهب وتخريب كلما سنحت لها الفرصة ونسبها للحراك . لماذا لم تستطع قوى النفوذ في صنعاء عبر أحزابها من ركوب فعاليات الحراك مثل المليونيان ؟ الإجابة لأنها فعاليات خاصة بالحراك وواضحة وهم يحاولون إفشالها من خارجها ومحاولة اختراقها عبر أشخاص وقد فشلوا بينما الهبة كانت الدعوة لها قبلية وهم دخلوها بصفتهم القبلية مثل حضرموت دخلت فيها شخصيات حضرمية تمثل الأحزاب ولا يستطيع أحد منعم لأنهم حضارم والهبة عامة … لكن حزب الإصلاح والمؤتمر يهبان ضد من ؟ الحراك الجنوبي سيهب من المهرة إلى باب المندب ضد الاحتلال وأجهزته القمعية ومرافقه الحيوية في الجنوب لان الأرض جنوبية والحراك جنوبي  وهدفه التحرير والاستقلال . بينما الإصلاح والمؤتمر وأحزاب اللقاء المشترك الأخرى  ستهب ضد من ؟ هنا يبرز العجب والتعجب !! طبعاً شعبية الحراك الجنوبي كاسحة وحتى في حضرموت بينما شعبية أحزاب الاحتلال هزيلة وهي تعتمد على وكلاء حصريون أشخاص ليس إلا