fbpx
هل لكم ان تعتبروا؟

 

كتب | منصور صالح
قمع السلطات للفعاليات الجنوبية السلمية وتتالي سقوط الشهداء والجرحى، سيدفع بالجماهير الثائرة الجانحة حتى اللحظة للسلم الى انتهاج العنف، ويومها ستعض هذه السلطات المتهالكة أصابع الندم وتتمنى لو أنها لم تقدم على كل هذا القتل والقمع والعنف ، كما نراها اليوم تتمنى بندم لو أنها لم تقتل الشيخ سعد بن حبريش بعد أن أثار عليها مقتله هبة عاصفة تكاد تقتلع هذه الدولة من جذورها .
أسوأ ما في هذه القوى المتنفذة والمتخلفة أنها لا تتعلم من الدروس ولا تأخذ بالعبر إلا بعد فوات الأوان ولو أنها كانت تعقل أو تفهم أو تعتبر لكانت السنوات الماضية من عمر الثورة الجنوبية قد علمتها الكثير من التجارب والعبر أعانتها على فهم معضلة الجنوب واستجابت لإرادة شعبه دون مكابرة ودون حاجة لكل هذا السيل من الدماء التي تراق كل يوم.

لو كان لدى هذه السلطات ومن يطبل لها خاصة من اعلام الاصلاح غير المنضبط ذرة من عقل وقدر يسير من الفهم لأدركت أن اصرارها على التكبر والعنجهية والهمجية لم يعد عليها طوال السنوات الماضية سوى بالإذلال والانكسار ولسنا بحاجة لتذكيرها بما حدث لها في أكثر من مدينة جنوبية فهي أعلم بما تلقته من( ملاطيم) والملطوم لا ينسى كما يقال.
حال هذه الدولة ومعها شريكها سيء الصيت حزب الاصلاح يذكرني بحال شخص تعود على الضرب فتراه يستفز الناس ويتحداهم ويؤذيهم ويحثهم على الدخول معه في عراك ، وحين ينهضون له سرعان ما تراه يسقط على الأرض ، لكنهم اذا ما تركوه عاد للسب والشتم وهكذا يظل يتحدى فينضرب ويهان ولكنه لا يتعلم .
لو أن القتل كان يستطيع ان يقضي على الثورة الجنوبية، فعلى هذه السلطات ان تدرك انها قد قتلت الالاف، وكذلك الحال مع اعمال القمع والتنكيل والسجون، فالألاف قد جرحوا وأضعافهم زج بهم في السجون فلم يفت ذلك في عضد الثورة الجنوبية ، بل زادها قوة وصلابة واصرارا على الانتصار لأهدافها .
على من لم يفهم بعد حقيقة ان المارد الجنوبي قد غادر قمقمة وانه لن يعود اليه الا بالنصر المظفر ،ان يعيد حساباته وأن يدرك أن ارادة الشعوب لا تقهر بالقتل ولا بالسجون، وسبع سنوات حبلى بكثير من الشواهد في هذا الاتجاه في كل مدن الجنوب .