fbpx
رسالة أخيرة

كم قتلوا اليوم بالضالع يا جماعة ؟ 

عشرون شخص، وثلاثون  جريح، والحصيلة ربما أكثر.

آح آح الله ” يلعن أمها وحدة كملونا عيال “….”

مرت عشر دقائق لا أكثر ، وصديقنا الذي كان يتساءل عن عدد الضحايا  عاد مجدداً ليسأل عن سوق القات ، وهل القات اليوم رخيص أو غالي ؟..أنها سخرية أبشع بكثير من سخرية قتل الخطأ ..

نتناسى أو ننسى بمحض أرادتنا كل الاحداث الدموية التي نشاهدها يومياً، ربما ليس هذا فحسب ، بل أصبحنا بلا ذاكرة ، تبلدت أحاسيسنا ، وغدى أمر القتل حاجة مستهلكة ، فيصبح أمراً عادي لدى كثير من الشمالين أن يسمعون عن مقتل العشرات في مسيرة سلمية جنوبية، بيمنا  يهولون  ويشنون هجوماً عنيفاً على الحراك بسبب احتراق “بسطة” يملكها شمالي بعدن  ، عُرف بعدها أن خلل كهربائي كان السبب!!..

من يكترث لما يحدث آيها العالم إلا إنساني، فطفل الضالع الصغير، قتل عمداً وهو يشاهد طقوس مراسيم العزاء، لم يكن يعرف من قبل حتى ما هي مراسيم الفرح، ولما حضر برفقة والده لعزاء أحد الأشخاص – قتل برصاص الجيش اليمني-  وكانت النهاية، وكما لو أنه  جاء ليعزي نفسه بمقتله إلى جوار أبيه وبقية أقربائه بآن واحد…أرئيتم نهاية مأساوية كهذه من قبل !!

قيمة “الإنسان ” أرخص شيء في هذه البلاد … ولا غرابة من ذلك، فمقتل أكثر من 20 شخص وجرح أخرين ، لم يحدث ضجيجاً  في أقرب مكان يقع إلينا ، بل ماحدث كان العكس فقد سمعنا ليلتها العشرات ممن يسمون أنفسهم ناشطيين حقوقيين وثورين في بعض مدن الشمال ، يبررون للجيش فعلته، والبعض منهم أعتبره وحدوياً وجيش وطنياً حينما قضى على “حفنه من انفصاليو الضالع” ..

لم أصب بالدهشة ،حينما طلب مني أحد ناشطي صنعاء توضيح حول ما حدث بالضالع ، قال بكلامه، وصلتني معلومات أن الجندي أخطى  الهدف ، ورواية أخر  تقول ،أن الحراك أشتبك مع الجيش ، والجيش أضطر للرد، اما الرواية الثالثة التي سردها السائل الشمالي  قال :أن معلوماته تقول أن  الجندي هو أصلاً  “حراكي” هو من أطلق النار على الحاضرين، لكي يستغلها الحراك وساسته !!  ، وبعد أن أنتهى طلب مني توضيح ، دون أن يكلف نفسه بالسؤال عن الضحايا ،عن أسر الشهداء ،عن تفاصيل المجزرة ..اللعنة هلا  سمعتم تبريرات أوقح من هذه،  لقد تخلوا عن إنسانيتهم  ، في سبيل بقاء الوحدة ..وحتى وأن وصلت لهم ولغيرهم المعلومات كما هي فأمر الوحدة بالنسبة لهم أهم بكثير من مقتل  مئات الجنوبيين.

تابعت كثير من نشطاء الحراك بعد المجزرة ، وهم يتمنون ويتساءلون هل ستدين “الناشته ” الإصلاحية “توكل كرمان” مجزرة الضالع ، وهل ستنقل قنوات صنعاء الحادث، وكما لو أنها المرة الأولى التي يصمت فيها الشمال وقياداته عما يحدث في الجنوب، نحن تعودنا على  صمتهم المخيب للآمال منذ  زمن ، وتعودنا أيضاً على لملمة جراحنا لوحدنا ، وحتى البيانات التي اصدرها بعضهم ما لذي ستفعله لنا ، البيانات لا تحيي الموتى ولا تمنح الحرية .. 

“أيش الجديد يعني “..عبارات ردها لي أحدهم حينما أخبرته عن  مقتل طفل المنصورة بتلك الصورة البشعة ، أوجعني الرد حقاً  ، وكنت حائراً  وأصرخ  بملىء صوتي من أعزي الآن ..شاهد الكثير صورة الطفل عادل ، ومن تأسف على ما حدث  له لا يمتلك شيء ليصنعه لينسي امه كيف سيغيب أبنها عن المنزل للأبد ،وهي التي ما  تعودت النوم دون مشاهدته يقبل راسها قبل أن يغلق عينيه البريئتين …من يدري ربما  يأتي اليوم وتحدث جرائم أبشع من مجزرة الضالع ،  ويقول لك احدهم ، أيش الجديد..

لم يعد لنا قيمة في هذه البلاد، أن ظللنا ساكتين ونشاهد بصمت كل تلك المجازر، دون ما ردة فعلة توقف هذا النزيف ، ردة فعل أكبر من مجرد قطع شارع في المنصورة أو أحراق اطارات ، ردت فعل ايضاً اكبر من استفزاز بعض البسطاء الشماليين ، ردة فعل تنهي تواجد عائلة الأحمر في الجنوب وليس أقل من ذلك …

صح نسيت أقولكم حاجه ..والرسالة هنا لمن هم كذلك  : تموتون غيظاً وحقداً من كلمة يقولها الجنوبيون حرقة من أفعال عصابتكم الحاكمة ومن صمتكم وهيا ” يا دحابشه ” ما بالكم بنا حينما يقتل أطفالنا وابائنا ، كل يوم أمام أعيننا ونقف عاجزين عن إيقاف جيشكم المنتصر عن قتلنا ..هل تظنون أن بمقدورنا الآن قول أكثر من كلمة “دحاباشه” ولم نفعلها …