fbpx
( منيرة ) والقتل بدم زائد

 

كتب | منصور صالح
مازال نشوان الشعبي يبحث عن  العدل والإنصاف في قضية مقتل  طفلته منيرة ذي الثماني أعوام ،على أيدي أطباء قتلة في المستشفى السعودي الألماني،قال انه سلمها لهم  لإجراء عملية جراحية في الركبة، فأجروا لها العملية ،لكنهم أكرموها بكمية دم كبيرة  وزائدة عن حاجتها كانت كفيلة  لأن تصيبها بجلطة دماغية  أفقدتها الوعي ليومين قبل إن  تفارق روحها البريئة جسدها الغض، تاركة لوالديها وأخواتها  وجعا وحزنا وقهرا لا يعادله  قهر،وهل هناك من وجع يساوي وجع أب سلم ابنته لأناس ظنهم ملائكة، علهم يخففون وجع تلك البراءة فإذا بهم يكشرون عن أنياب وحوش قاتلة،  وأعادوها إليه جثة هامدة بعد أن استلموها منه مبتسمة متفائلة حالمة بالشفاء والعافية اللذان يمكناها من العودة إلى الحياة التي تحلم بها والتي تمكنها من  عيش طفولتها،كما تحيا كل قريناتها.
عادت  روح منيرة إلى خالقها فرحة تحفها الملائكة  في موكب مبهج يمضي بها صوب جنة عرضها كعرض السموات والأرض، ودونها عاد أباها  المكلوم إلى مدينته  المكلومة  والمغدورة  مثله عدن ، ولا هم له سوى البحث عن عدالة الأرض التي تقتص له من قتلة ابنته، إما عدالة السماء فهي واقعة على كل مجرم أن عاجلا  أو آجلا .
شهر من الحزن مر على اغتيال منيرة، اغتيل خلاله أبواها آلاف المرات، ليس جزعا من أمر الله الذي يؤمنان به، ولكن قهرا ووجعا من هذا العبث والاستهتار بأرواح الناس،وقتلهم  بدم بارد حتى دون إن يكلف القتلة أنفسهم عناء الاعتذار أو تبرير ما حدث .
كمأساة منيرة تحدث كل يوم عشرات المآسي، بعضها تظهر للعلن وأكثرها تسجل على حساب قائمة  ضحايا القضاء والقدر وفي حالة كهذه لا يجوز ولا يحق للمتضرر الاعتراض، وإذا ما  شاء القضاء والقدر لأحد إن يعترض ،فسيجد نظاما بيروقراطيا وفسادا مستحكما يعترض اعتراضه حتى يسلم بما حدث.
يقال من باب الاستظراف وان لم يكن هناك مكانه ان كل المستشفيات الاسلامية تكتب على واجهة  مداخلها وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ
يَشْفِينِ   فيما مستشفيات اليمن وحدها تبشر زائرها بالموت عندما ترفع له نص الآية القرانية  القائل    (كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ  ).
ستظل روح منيرة معلقة في رقاب قاتليها ورقاب قادة هذا البلد ومسئوليه وكل من بيده فعل شيء لإنصاف روحها البريئة ولم يفعل  .
تضامني مع قلبك الأبيض منيرة ، وقلبي يشاطرك الحزن نشوان.