fbpx
صورة من المشهد القائم

 

بقلم | ردفان الدبيس

بعد انقضاء مؤتمر الحوار في صنعاء سمعنا كثيرين يتحدثون كل بلغة اختاراها  أو بطريقة أحب ان يفسر بها ما حدث في قاعات موفمبيك اليمن،   لايهمني كثيرا ماذا كانت النتائج لان القراءة كانت واضحة  لدي كما لدى كثيرين ذلك ان النتيجة خيبت امال من بادر وقدم الدعم المادي والمعنوي لمحاولة فرض حلول في بلد اشبه بالغابة لايعرف من اسم الدولة الا علما باهتا ونشيدا لايحترمه احد بلد اشبه باقطاعيات خاصة تابعة لهذا او ذاك من مراكز القوى، واي حديث غير ذلك هي مضيعه للوقت لان العالم غفل او تغافل حقيقة مهمة جدا وهي ان التغيير لايمكن ان يصنعه الا من   لدية قناعة ان يتغير هو في ذاته، فكيف يمكن تغيير وعي شعبي جمعي يعتبر السلب والنهب والقتل وقطع الطريق من شيم ومقدسات القبيلة .

على كل حال ان عاجلا او آجلا سيصل  الجميع  الى قناعة مفادها ان ماسمي بمؤتمر لم يكن الا وسيلة لاعادة انتاج نظام الفساد والارهاب وان بشخوص وادوات قد تختلف بعض الشيء فيما اعادت من خلاله القبيلة والقوى المهيمنة اعادة ترتيب اوراقها، فيما كان بن عمر ورعاة المبارزة يريدون اي ورقة لتحقيق انجاز شخصي ولو معنوي في اسرع وقت .

في ظل هذة الفوضى يجب الوقوف مع بعض الحقائق التي منها:

ان المجتمع الدولي وعبر التاريخ لم يعطِ اي نظام او زعيم بالعالم مثل ما اعطى حكومة الوفاق والرئيس هادي كل هذا الدعم ماديا ومعنويا اعملوا ما شئتم ونحنا من ورائكم ولو استغل هذا الدعم غير المسبوق عالميا لكان يمكن تحقيق بعض الانجازات لشعب دولة الاحتلال الجمهورية العربية اليمنية. لكن فاقد الشيء لايعطيه فتلك الادوات التي تحكم صنعاء اليوم لاتملك اي قدرات ذاتية او جمعية تمكنها من تحقيق اي شيء سواء البراعة والاحتراف في اللصوصية والفساد والقتل.

تسابق الدول الكبرى على ملفات وقضايا طرحت في مؤتمر الحوار وراينا كيف كان الاصرار من قبل كل مندوبي الدول الكبرى على ملف الجنوب حتى استقر الحال بان يكون تحت اشراف لندن وموسكو لاسباب سوف تظهرها الايام القادمة مع ان بعض ملامحها بدأت في العاصمة عدن

لا  اريد ان اقف كثيرا مع مايدور وسوف يشاهد  في الايام القادمة  في صنعاء من صراع لا يستطيع احد ان يوقفه لان الاعداد والتحضير جاهز للتعامل مع واقع جديد بعيد عن الاقلمة ولكن الشعار البقاء للأقوى في صراع متجذر في اعماق التركيبة اليمنية الغريبة العجيبة.

الجنوب الغائب الحاضر والذي يرزح تحت شعار لايعنينا منذ بدء التغيرات في دولة الاحتلال عام 2011م، وجد المحتلون من ابنائه من يقبلون المساعدة في تزوير ارادة شعبهم ويستخدمون ديكورا يوهم به العالم ان الجنوب ترك ثورته وشهداءه ورضي باحتلال ارضه وذهب الى صنعاء ليرقص البرع على انغام الدولارات الخضراء.

فيما صمد شعب الجنوب على موقفه الضغوط على مطلبه بتحرير ارضه والخلاص من الاحتلال، لكنه بقي يسمع كلمة لايعنينا كلما اراد موقفا من مكونات وقادة الثورة،

وهنا يتسأل  المواطن الجنوبي البسيط للقادة والساسة في داخل الجنوب ماذا اعددتم لمواجهة الاحتلال وحواره ومخططاته؟ أيعقل ان لايكون لديكم سوى كلمة لايعنينا؟ ثم ماذا بعد ؟ لايعنينا وبعدين ….؟

اين برامجكم وخططكم لمواجهة التحديات ؟

وكيف ستواجهون مخرجات الحوار ومحاولات فرضها علينا بالقوة؟. وكيف ستتعاملون مع الاستفتاء على الدستور هل لديكم حملة تنظمونها للتحذير من تمرير هذا المشروع في الجنوب مثلا ام ان الاجابة لاتختلف؟

دعونا نناقش بالعقل والمنطق الحال الذي وصل الية الجنوب في كل مناحي الحياة من عملية تدميرية هل نبقى دائما نحمل الاحتلال وهل سمعتم بان ان احتلالا يزرع الورود؟ فما بالكم وهذا الاحتلال اشد تخلفا وجهلا وعنجهية من قبائل الجاهلية الجهلاء؟.

السؤال المهم هل التقيم فقط من اجل تشخيص المرض ام البحث عن الحلول والى متى سيبقى الحال في القاء اللوم على المجتمع الدولي في عدم مساعدتنا ؟ بالله عليكم كيف يمكن لاحد ان يساعدنا ان لم نساعد انفسنا؟.

الجنوب اليوم يحتاج لكل ابنائه في تحمل الظرف التاريخي العصيب والوقوف الى جانب اي نجاح وتشجيعه وليس المهم من كان سبب في النجاح وعدم تدمير قدراتنا بايدينا فالحق احق ان يتبع وليس العكس.

يلتمس اي شخص هنا في الجنوب ان المؤامرة من عصابات صنعاء لن تستطيع تمرير اي مشروع في حال وصل الثوار الى الترفع عن توجيه السهام لبعضهم والتركيز على محاربة العدو  واعطاء فرصة للمبدعين في التقدم نحو صناعه جنوب يتسع لكل ابنائه. ويقود الى وطن مستقل مزدهر هو املنا ومرادنا جميعا .

هل لدينا مانقدمه لهذا الشعب العظيم ؟ هل نستطيع ان نتكاتف ونوجه جهودنا لاخراج المحتل من ارضنا ونترك ضرباتنا الجانبية؟

الاكيد ان كل المكونات والقيادات في اختبار حقيقي الان امام شعبهم. والايام القادمة كفيلة بالاجابة على كل التساؤلات السابقة.