fbpx
العلاقة الانسانية مصدرها الثقة

كتب : احمد اليهري

إنني لم أعكر صفو حياتهم أبداً ,, إنني فقط أخبرهم بالحقيقة .. فيرونها جحيماً
هاري ترومان

التجرد :

الصحيح ان الانسان عندما يعمل يقدم عمل وخدمة عامة للوطن ,وليس لفرد او جماعة لكي يكون محسوب على الطرف الاول او الطرف الثاني , الاهم ان الكثير يجتهد منا في تقديم بعض الاعمال , بمجموعة طرق قد لايعرفها الكثير , ولكن عندما يعمل يتوقع منها الخير في خدمة المشروع الوطني الجنوبي وهناك الكثير من الجنود المجهولين قدمو الكثير في تدعيم وتمكين المشروع الوطني خلال الثمان سنوات’ بتقديم الجهد الذاتي والمال ولا احد يعلم عنهم شي ’ فجهودهم تتجرد من اجل الوطن , فبذلو كل الجهود من اجل الهدف الواحد .

إن لم تكن معي فأنت ضدي !

المشكلة اننا عندما نعمل كمستقلين لانطلب دعم من جماعة او فرد لعمل شي , اونحاول  نقدم عمل لخدمة  هذا الشعار او ذاك , ولكن الهدف من كل ذلك هو تقديم عمل يشمل الجميع ومحسوب على الجميع في خدمة الهدف الواحد والمشروع الوطني الواحد الذي يمثل الإرادة الشعبية‎ في التحرر والاستقلال الوطني التام والناجز .

المزعج :

الذي يزعجني ويزعج الكثير من المستقلين ان هناك من يريدك ان تعمل تابع لبيروت او القاهرة, وهذا عمل غير مقبول , لماذا ؟

 السبب اننا لانحمل خصومة شخصية ضد احد بقدر مانحمل هم المشروع الوطني , وعملنا هو خدمة للجميع ,من يقدم عمل جيد كان في بيروت او القاهرة او في اي مكان اخر سوف نبارك عمله , لسبب ان عملنا وطني , ولايدخل في اطار المسارات النفسية , وخصومات شخصية تجعلنا نسير في سفر الماضي وصراعات الحرب الباردة .

مسار العلاقة :

 عندما اقول مستقل هذا لايعني لا اكون مع فريق البيض و فريق علي ناصر او اني ساكون ضدهم , ولكن نحن ندعم اي رجل يقدم حسنة واحدة  للجنوب ونقف معه مهما كان اختلافنا الجزئي ,, قد لا اتفق مع بعض سياسات فريق بيروت وكذلك فريق القاهرة , لكن هذا لايعني انهم خصومي , لسبب ان مسارنا ومصيرنا مشترك ونحن نسير على نفس المركب , والواجب ان نحسن الظن بأنفسنا , ونبعد كل الشوك ونظريات المؤامرة التي دمرتنا ومازالت تدمرنا الى اليوم  .

لن  اكون العوبة بيد الإعلام المعادي :

نستخدم القول المعروف : الإختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية , هنا يجب ان نتفق جميع ان لااحد يملك الحقيقة المطلقة بقدر مايحاول ان يجتهد في بعض الاعمال لخدمة المشروع الوطني والانسان الجنوبي , وانا هنا اقولها بصراحة لا اتفق مع بعض الاعمال التي تصدر من بيروت كما لااتفق مع الكثير من الاعمال التي تصدر من القاهر , ومصدرهم الرئيس علي سالم البيض والرئيس علي ناصر محمد , لكن هذا لايعني انهم اصبحو اعداء , لكي ابادلهم العداء على المستوى الشخصي , وهذا يسقط على الكثير من القيادات الجنوبية , يجب ان نجعل الاختلاف يتمحور في اطار الفكر السياسي فقط وليس الشخصي وهذا يشمل الجميع , المشكلة ان الكثير من قيادات الحراك في الداخل والخارج تمارس المراهقة السياسية وتجعل من الاختلاف السياسي اختلاف شخصي يتم إسقاطه، على كل شي في الحياة ومسار العمل السياسي , ويتم عرقلة جميع اعمالنا الوطنية , ونتضرر على المستوى الشخصي والنفسي ,  بمثل هذا الصراعات العبثية  ,

نعود الى عنوان الاعلام المعادي , المتابع والمدقق لكثير من اشكاليات الحراك الجنوبي والصراع الداخلي هي عوامل وتراكمات نفسيه , يكون تأثيرها غير ايجابي على الصعيد الوطني ,

نموذج (1) :

نشاهد الكثير من قيادات الحراك الجنوبي عندما تصاب بحالة من الهستيريا النفسية تقوم بتصعيد الخلاف الشخصي الى الاعلام , ويقوم الاعلام المعادي باحتضانها , لخدمة اغراضه السياسية على المستوى الوطني ,وهنا يتم ضرب العمق الجنوبي ,بمثل هذه الاخبار المضللة , التي تخدم الكيان المعادي وتضرب معنويات الانسان الجنوبي المكافح , وتعطي صورة سلبية للخارج , بحركة وطنية  تعاني من العمل العبثي والمسلك الطفولي .

نموذج (2) :

بموجب التقارير الدولية وعملية الرصد المستمر لمسار الحراك الجنوبي , نجد ان الحركة الوطنية الجنوبية كيان غير موثوق به على صعيد التعامل والتفاوض الدولي ,وذلك بسبب مراهقة الكثير من قيادات الحراك ,

نستذكر حملة الاتهامات المتبادلة بين فريق البيض وفريق باعوم والعميد ناصر النوبة ومحمد علي احمد في الاعلام الدولي ؟؟ يقولون !

الفريق (A) مدعوم من ايران وهناك تسليح عسكري بذلك ويوجد حراك مسلح , وفريق (B) مدعوم من السعودية وفريق (C) مدعوم من دول اقليمية , وكل ذلك يحدث بسبب خصومات وتصفية حسابات شخصية ,بين قيادات لم تصل الى مرحلة الوعي لكي تكون قيادات سياسية كما تقول بذلك عن نفسها, ولكي نعلم ان اكثر من اضر بالقضية وقام بترويج هذا الكلام في وسائل الاعلام الدولية هم بعض قيادات الحراك الجنوبي, وبسبب جهلم وقلة وعيهم السياسي , يعتقدون ان مثل هذا العمل سيؤثر على الفريق ,(C) ,(A) , (B) وهم في الاساس لايعلمون بشي, توقعو شي بهذه الرسائل , ولكن كانت رسائل معاكسة وغير ايجابية لتوجهاتهم وخدمة العدو , ولم تخدمهم .

الاتفاق بشرف والاختلاف بشرف :

مشكلتنا هي  الفجور في الخصومة , قد نتفق ونختلف مع الكثير من رفاق النضال الوطني ,اختلاف في طرح بعض الحلول وطريقة تنفيذها والتعامل معها على الصعيد الدولي ,,, الطبيعي ان نختلف , لكن ليس اختلاف من اجل الاختلاف ولكن من اجل الاتفاق وهذا هو المطلوب , اذا اتفقنا خير لنا ولشعبنا واذا اختلفنا يجب ان نمتثل لقول الله تعالى : (إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون) .

نموذج  سلبي :

اتابع الكثير من الاخوة في الحراك عندما يتم الاختلاف مع احد الاشخاص يحاول سحق هذا الشخص بكل الوسائل بسب وقذف وشتائم ويمارس كل انواع فجور الخصومة , والمشكلة ان خصومنا خارج الجنوب والاعلام المعادي لقضيتنا يجعل من هذه المواضيع عناوين دسمة ,لتشوية صورة وسمعه الحراك الجنوبي , كماحدث مع احد الصحف الجنوبية عندما قامت بنشر عنوان  (قيادات حراكية تتعاطى الخمور وهي في اجتماع رسمي ) وهناك الكثير من العناوين التي كان مصدرها الحراك , ويحدث مثل ذلك لعدم وجود الوعي .

نموذج إيجابي :

العمل الطبيعي , ان نجعل الخصومة في اطار فكري وسياسي فقط , وعندما اختلف مع اشخاص هذا لايعطني مبرر ان اهاجمهم واعطي الاعلام المعادي فرصه لعمل يخدم مصالحة القومية وانا اقوم بضرب مصالحي الوطنية بمثل هذا العمل ,ويكون ذلك بسبب نزوات واحقاد شخصية , انا بشكل شخصي اختلف مع الكثير ولا اعترف ببعض قيادات الحراك , لكن ذلك لايجعلني ألعوبة بيد العدو لتصفيه خصومي السياسين وشركائي في العمل الوطني , ولكن سوف اكون عكس ذلك ,, عندما اشاهد ان هناك استهداف لشخص ناشط في الحراك الجنوبي , ليس الهدف هو استهداف شخصي بقدر ماهو استهداف لمشروع سياسي ووطني ,

 هنا سوف اكون في مكاني الحقيقي , وادافع عن مشروعي ومعتقداتي السياسية,وارفض مثل ذلك العمل عكس ذلك سوف كون مدافع عن اي انسان جنوبي مهما كانت الخصومة السياسية , هناك حملات اعلامية تستهدف اشخاص عندما نقوم بعمل قياس نعرف ان استهداف مثل هذه الاشخاص هو استهداف لمشروعهم الوطني وليس استهداف لأشخاصهم.

سلوك غير مبرر من تيارين سياسية في الجنوب :

عندما يتم تعطيل بعض الاعمال والنشاطات السياسية بشكل متعمد وتغييب ناشطين في الحركة الوطنية الجنوبية  عن المشهد السياسي , مثل ذلك يعطي  رسائل غير اجابيه عن  حالة التنوع الفكري والسياسي في اطار الحامل الجامع للجنوبين الحركة الوطنية الجنوبية ,

الخلاصة :

الجنوب للجميع وسوف يسير الجميع الى اخر الطريق من اجل هدف الاستقلال الوطني , الاهم ان نعترف ان هناك تنوع وبذلك لن يعود باذن لله ,الصوت الواحد ,ليحكم من جديد ..

قال نيلسون مانديلا ذات مرة:

 ” أن يكون الإنسان حرًا لا يعني مجرد تحرره من الأغلال التي تقيده، بل أن يعيش بطريقة تحترم وتعزز حرية الآخرين”